Arabpsynet

/   Revues      مجلات   /   Journals

شبكـة العلوم النفسية العربية

 

 

نشــرة الإدمــان

ملحق الإنسان والتطور

العــدد الأول 2.1 - أفريل 1999 

www.mokattampsych.com

 

 

q         فهرس الموضوعات /     CONTENTS / SOMMAIRE 

      الافتتاحية / طريق السلامة: الوعي والمحاولة

o       .... يبدو أني تورطت.. فعلا !! (آه. !)

o        فعلا أنا أريد أن أكف، لكن كيف؟ كان غيري أشطر لكني سأحاول، وحدي، سرا، جدا

o       يوجد من هم مثلي، ومن هم ألعن مني، أو أقل، كما يوجد من يعرفون الحكاية من أولها لآخرها

o       بدأت أفيق، أين كنت أنا، لماذا كان هذا كله هكذا، ياه!!

o       لكن الإفاقة ثقيلة الظل، على الرغم من أنها رائعة، أين أيام "الدماغ " والذي منه؟

o       لكنني أتعلم أشياء كثيرة، ويبدو أن هناك ما هو أحلى وأحلى، ولكن من يصبر؟

o      ربنا موجود، والناس طيبون، على الرغم من أنني مشتاق " للذي منه "

o       فهمت أن الضعف ليس عيبا، العيب هو الاستسهال

o       من حقي أن أعتمد على آخر، وأن يعتمد علي الآخر، الهم واحد، والناس للناس، وبالناس

o       التوقف لا يعتمد عليه، المهم هو التغيير

o       أعتقد أنني لن أعود أبدا وحتى لو عدت فقد عرفت طريقي، أنا لست وحدي 

o       يكفى هذا، فاض بي ولست أدرى إلى متى ؟

o       لا، مع بعضنا، هذا أفضل (طبعا)...

o       من أفضل ما كسبت أنني لم أعد أشعر بالذنب، لست مجرما!

o       تصالحت مع جسمي، تصور؟!

o        أبعد كل هذا أنتكس؟...... ممكن (!) أنا خائف!!!

o        ياه ! ! ! ! كم أنا قوي دون أن أدري ! ! !

o        هذا ما كان، بفضل الله، والعلم، وبفضلى أنا أيضا!!!

o       وبعد!!! الآن يمكن أن نتفاهم:

عزيزي (مشروع) المدمن، أو المدمن إن كنت كذلك.

 

q         ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

q     الافتتاحية / طريق السلامة: الوعي والمحاولة

          لا يوجد ما يطمئن المدمن ويحفزه لمواصلة العلاج والتأهيل قدر أن يجد من يراه كما هو، لا يراه ليصفه أو يتفرج عليه أو يمصمص شفتيه أو يفسّر سلوكه، ولكن يراه بمعنى ينبض بنبضه، ويكاد يلبس جلده، فرق بين أن نشفق على المدمن أو تحنو لليه، أو تنصحه، أو تنهره، وبين أن تسير بجواره، تواكبه، تتكلم بلسانه، تشاركه شيرته وورطته، ثم يأتي الفرج لنا معا، وهذا هو ما يحاول هذا العدد من نشرة الإدمان أن يقدمه مرتين في نفس واحد (مرة بالعامية ومرة بالفصحى)

   وبداية نتذكر أنه لا توجد خطوات واحدة يتبعها كل مدمن طول الوقت، كما أنها ليست، ولا ينبغي أن تكون نفس الخطوات "كل مرة " ،ومع ذلك فنحن نورد هنا ما أمكن استشعاره بالتقمص أثناء الممارسة مما قد يغلب على المدمن من قبل أن يتورط، ثم فور انتباهه إلى حجم الورطة، ثم وهو يسلك الطريق محاورا نفسه، معظم الوقت، مستغرقا في المراحل الواحدة تلو الأخرى، من الرؤية إلى الحيرة إلى اليأس إلى التردد إلى المحاولة إلى الفعل، ونأمل من ذلك أن تتحقق بعض الفوائد مثلما يلي:

أولا: أن يعرف المدمن أننا نعرفه، ونعرف ما يمرّ به، أو على الأقل أننا نجتهد لنعرفه

ثانيا: أن يأنس المدمن بأن غيره يمر بنفس ما يمر به، فيقلل من غلوائه في مزاعم ظل: إن ما بي لم يمر على أحد أبدا، أو: إن الآلام التي أعانيها ليس كمثلها شيء، و: إنه من المستحيل أن أتحمّل هذا الطريق الطويل، أو: إن تجربتي خاصّة جدا وسأظل وحيدا بمخدر وبدون مخدر، (وهكذا).

ثالثا: أن يشعر المدمن أن لتجربة التوقف مراحل مثل تجربة التعاطي، وأن الطريق مطروق، بل وقد يكون ممهدا، لكن ليس معنى أن الطريق معروف، أننا وصلنا، إذ علينا أن نسير فيه حتى نصل، فلا توجد طرق توصل ناسا لم يمشوا عليها أصلا.

رابعا: أن نفتح بابا للحوار مع المدمنين يقولون لنا فيه خبراتهم بما هو إضافة، و حذف، أو تعديل، أو تحوير، أو معارضة.. إلخ

خامسا: أن يقترب الأطباء والمعالجون من "داخل " الذين يساعدونهم، فلا يكتفون  بلافتات التشخيص، وعدد أعراض التسمم، وأعراض السحب، وميللجرامات الخطر.

سادسا: أن نضيف بعدا ثقافيا بيئيا يحدد بعض الملامح الخاصة التي ينبغي أن توضع في الاعتبار أثناء الوقاية، والعلاج، ومنع النكسة.

 

q   ... يبدو أني تورطت.. فعلا !! (آه. !)

  (أ) أوهام ما قبل البداية:
   - أنا لست مثل غيري، أنا قادر أن أذوق، ثم أفكر، ثم أقرر
   - أنا أعرف قوة إرادتي، وهى ستحميني مما آلوا إليه، هم ضعاف، أما أنا...
   - أنا لست أقل ممن جربوها وتوقفوا.....
   - أنا أريد أن أعرف بنفسي، وما المانع أن أذوق، ألا يقولون إن "من ذاق عرف "
   - أنا قدها ونصف
    -  "لا يقع إلا الشاطر"، تحذير في محلّه، سوف أثبت عكسه، أنا شاطر ولن أقع

  (ب) تسحّب الورطة، فالتمادي...

o      فعلا أنا أريد أن أكف، لكن كيف؟ كان غيري أشطر لكني سأحاول، وحدي، سرا، جدا
    - توقفت يوما (أو بعض يوم أو يومين)، ولم أحتمل، سآخذ جرعة أقل، نعم، لا، نعم
   - ياه التوقف سهل، توقفت يوما كاملا، هكذا، نعم، هكذا، ما أبسط العملية، وما أقوى إرادتي.
   - مادام الأمر كذلك، سآخذ، ثم أتوقف فيما بعد
   - لا لن آخذ ولا هذه المرة، أنا أعرف أن المرة تجر المرة التي بعدها، ولذلك...
   - سوف آخذ هذه المرة لأثبت أن ما يزعمونه خطأ في خطأ، وأنني يمكن أن آخذ مرة واحدة إذا قررت ذلك
   -  لكن المرة الواحدة لا تكفي،...... لا تكفي ماذا؟ إلى أين أنا ذاهب؟
   - إنها تكفى لاختبار إرادتي، لتكن مرتين، لا.. مرتين كثير، لتكن مرة ومرة، يا الله!!
   - أنا أضحك على نفسي
   - كدت أصدق أنه لا فائدة ؟ كما يقولون
   -  وحتى لو لم يكن هناك فائدة، فالمسألة لا تسير كما ينبغي، لم يعد عندي إمكانيات الاستمرار...

o      يوجد من هم مثلي، ومن هم ألعن مني، أو أقل، كما يوجد من يعرفون الحكاية من أولها لآخره

    - طيب ماذا أفعل الآن ?

          -  أفعل مثلما يفعلون، أذهب، وأغسل دمي، وأنظف جسمي وعقلي، وأبدأ من جديد

    - والله أنا لا أفهم حكاية غسيل الدم هذه هل هي قذارة سوف أتخلص منها بمنظفات ?

    - النصب في كل مكان، سمعت كثيرا عن من غسل دمه، ثم خاب خيبة ينّي?

    - أعرف أن الطب طب، والعلاج اتفاق، والطريق طويل

    - ماشي، آخذ فرصة

    - يا رب لا توقعني في يد من لا يرحم، يا رب يكون عنده ضمير

    - بس المسألة تعتمد عليّ أنا في البداية والنهاية،

    - لكن لا بد ربنا يستر أيضا (سوف يستر، أنا محتاج رحمته)

    - هل يمكن أن يقف ربنا معي على الرغم من كل ما يعرفه عنّي ?-        لماذا لا ?

    - أنا لم أضرّ أحدا في حياتي

    - بل أضررت بنفسي، وبالذين خلفوني، الله يخرب بيتي...

o      بدأت أفيق، أين كنت أنا، لماذا كان هذا كله هكذا، ياه!!

  - مرحلة صعبة تماما، لكنها مرت أسهل مما كنت أتصور

   - الآلام كانت شديدة، لكن المسألة لم تصل إلى الدرجة التي كانت في خيالي

   - يبدو أنني كنت أبالغ في تصور الآلام حتى أبرر استمراري

   - أتصور أنني لن أعود ثانية أبدا

   - بودّي أن أعرف لم تورّطت كل هذا التورط

   - غصبا عني!! يعنى

   - ليس غصبا تماما، أنا مسئول طبعا

   - لم أكن أستطيع أن أتراجع

   - ليس كذلك بالضبط، المسألة أخذت مسارا متصاعدا دون أن أدري، شرقت

   - لكن كانت خبرة ليست سهلة

   - لا بد أن أواصل لأجد بديلا مناسبا

   - وإن لم أجد، ماذا أفعل؟

   - لا سوف أجد، الناس كلها تعيش دون بدائل

   - ظروفي غير ظروفهم

   - لا يا شيخ؟؟

   - الدماغ " كان رائعا ولذيذا، لكن الفوقان أجمل، لكنه مؤلم (هل يوجد ألم جميل؟)

   - ليس دائما، لكن: ألم ساعة ولا كل ساعة ...

q   لكن الإفاقة ثقيلة الظل، على الرغم من أنها رائعة، أين أيام "الدماغ " والذي منه

   - الحسبة صعبة
   - ألا توجد إفاقة أخص من ذلك
   - ظهري يؤلمني، وعندي سعال
   - أريد مسكنا للظهر، ودواء للسعال
   - لا يا شيخ!؟؟ ابتدأنا؟
   - لا والله العظيم، لا يوجد شيء، الألم سوف يقتلني
   - يعنى، ليس تماما هكذا،
   - أتذكر بحنين بالغ رحلات الغياب والدهشة، لمّا كنت آخذ ما آخذ
   - أشعر بعد أن توقفت. بعد الإفاقة، أنني مثل القطار الذي توقف في محطة، ولا يريد أن  يعاود السير
   - أبحث عن فرحة الإفاقة الأولى، ولا أجدها بنفس النوع
   - لا بد أن أشارك في كل النشاطات، وأحفظها حتى أعملها وحدي فيما بعد
   - أحيانا أقول لم كل هذه الغلبة، كان الحل زمان أسهل وأسرع بحبتين أو إبرة
   - ما أنا فيه بعد الإفاقة هو جميل أيضا، بل هو جميل جدا
   - الآن: أستطيع أن أميّز ما أريد مما لا أريد
   - ليس الأمر هكذا جدا
   - بل هو كذلك: أنا لا أريد أن " أضرب "، أو أتعاطى، أو " أشرب"، أنا لست خائفا لكنني أريد أن أحافظ على مكاسبي، وأن أحتفظ بشرفي وبالناس الطيبين من حولي...

q     لكنني أتعلم أشياء كثيرة، ويبدو أن هناك ما هو أحلى وأحلى، ولكن من يصبر؟

- المسألة تتسحب إلي من الناحية الثانية، كما سبق أن تسحّب المخدر إلى جسمي،  ها هي معارف جديدة، ورؤى جديدة تتسحب إلى وعيى

- أنا خائف من هذا الجديد، على الرغم من أنه رائع

- كنت أحسب أنني غير قابل للتعلم، ولكنني أتعلم أشياء جديدة فعلا

- تعلمت أن التأجيل ليس تذنيبا، بل هو شجاعة وشرف الوثوق بتحقيق ما أريد تأخر

- وأن الناس للناس، حتى لو بدوا غير ذلك من بعيد.

-   وأن الناس الأخيار أكثر مما أتصور

-   وأن النصاحة ليست في أن أضحك على الناس، ولكن في أن أكون ذكيا منجزا

- وأنني حين أضحك على الناس، فأنا أضحك على نفسي في أغلب الأحوال

- وأنه دائما يوجد طريق أخر وآخر، وآخر

- وأن المحاولة هي ممكنة في كل المجالات

- وأن فشل أي محاولة ليس نهاية المطاف

- وأنني أستطيع أن أساعد غيري حتى وأنا في منتهى الضعف

- وأن قدراتي أكبر مما كنت أتصور عشرات المرات

- وأن الوقت ضروري كي ترسى الخبرات الجديدة وتنصقل ولكن....

q     ربنا موجود، والناس طيبون، على الرغم من أنني مشتاق " للذي منه "

- طبعا ربنا موجود، هو الذي ستر، وهو الذي أتاح لي هذه الفرصة

- والناس طيبون، ولكن طيبة مختلفة، هم طيبون حتى لو كان ظاهرهم شرّا كله

-  عرفت أن الناس طيبون حين بحثت عن طيبتي شخصيا، يبدو أنني طيب ولا أعرف

-   الطيبة أنواع، وأنا أقصد طيبة جديدة، وليست أي طيبة والسلام

- يمكن أن أكون طيبا، حتى لو أخطأت، ويمكن أن تكون أنت طيب حتى لو لم تساعدني كما أحب

- الطيبة لا تكون طيبة إلا إذا صدرت من واحد قوى

- هل يمكن أن أكون طيبا، وقويا في نفس الوقت؟

- لم لا؟ من الذي قال إن الضعف مواكب للطيب؟

- لكن المسألة صعبة، صعبة جدا فعلا

- الطيبة الضعيفة هي التي جعلتهم يضحكون على ويجرون رجلي

- الطيبة التي أتعلمها الآن هي من نوع آخر لا  أستطيع وصفه

- أريد أن أبلغ الناس ما يطرأ على تفكيري من تغيير ولا أستطيع التعبير الدقيق

- أما ربنا، فإني أكتشف كل يوم أنه أقرب مما كنت أتصور ...

- وحين أشعر بالضعف، فإنه يصبح أقرب إلي

- وحين أشعر بالقوة فإني أصبح أقرب إليه

q     فهمت أن الضعف ليس عيبا، العيب هو الاستسهال

- طبعا كل إنسان ضعيف، ويظهر أن الخوف من الضعف ومن الاعتراف بالضعف د فعني إلى أن أنكر هذا وذاك بأن أغلب نفسي عن وعيى  بهما، وبنفسي، وهذه هي النتيجة - كيف أشعر بقوة ما بمجرد أن أعترف بضعفي؟ النفس الإنسانية أمرها عجيب

- أخشى أن أتمادى، وأتغنى بضعفى، وهكذا أجد المبرر الذي يبرر ما فعلت

- إذا كان العيب ليس في الضعف ولا هو السبب، فما هو العيب إذن؟

- يبدو أن العيب في أنا، أظنه الكسل، ليس بمعنى عدم الحركة، ولكنه الاستسهال، والاستعجال، أريد كل شيء فورا بأقل جهد، نعم لعله كذلك

- لكنني لم أستطع، حقيقة إن ما أتعاطاه يريحني، لكن أية راحة ؟ وإلى متى؟

- لست أعرف ما المراد بالكسل بالضبط، أنا أعمل حتى وأنا أتعاطى إلا إذا زادت المسألة أو لاحظني أحد، أين الكسل إذن ؟ لعلي أكسل من أن أفكر من أن أبحث...

q   من حقي أن أعتمد على آخر، وأن يعتمد علي الآخر، الهم واحد، والناس للناس، وبالناس

-    يبدو أن المسألة بدأت حين لم يكن لي أحد بالمعنى الحقيقي، وحين دعوني لبيت الدعوة دون أن أحدد مسارها، لم أكن أستطيع أن أرفض، كنت وحيدا، ثم كان ما كان

-   لا أقصد أنني كنت مسلوب الإرادة وأنهم كانوا السبب، لقد كنت واعيا تماما لما أفعل، مسئولا عنه، القضية أنه لم يكن لي أحد غيرهم، فكان ما كان

- أخذوا يكررون لي أني حر، وأني كذا وكيت، وأني لا بد أن أكسر الحواجز، حتى صدّقت، فهل هذه هي الحرية ؟

- والآن يحذروني من أن أسلّم تماما للمعالج (للطبيب) خشية أن يغسل مخي، يا ليته يستطيع مثلما غسل دمى،

- هذا الإلحاح الذي خدعني في صورة البحث عن ذاتي حتى بحثت عنها بأقذر الوسائل، أحيانا كنت أتصور أنني سأعثر على نفسي عن طريق هذه الكيمياء اللعينة، وهل يمكن أن أجد نفسي إلا من خلالكم، من خلال الناس.

-  المهم أنني تعلمت أن أكون واحدا من الناس، واحدا وسط الناس، لا ناس إلا بالناس، نحن لبعضنا، هكذا خلقنا الله...

q  التوقف لا يعتمد عليه، المهم هو التغيير

-  نتوقف؟ أتوقف، ما أسهل ذلك، توقفت من قبل، وتوقف غيري مئات المرات، ثم ماذا، العقدة فيّ: "ثم ماذا ا" هذه،

- طبعا لا بد أنه يوجد عند الأطباء أدوية أفضل

- لا أقصد أدوية بالضرورة، أقصد أي  شيء أفضل

- الدواء البديل لا بأس به، ولكنه لا يعطيني نفس المفعول الذي كنت أطلبه من الأشياء الأخرى، الأخرى أخرى

- أريد أن أصيح بملء صوتي ليسمعني كل الناس، وبالذات أهلي وأنا أصرخ: إن مسألة العلاج جدّ جدا، ليست مجرد نصائح.

- ولكن هل هناك بديل حقا ؟

- أليس الله موجودا، إذن لا بد أن يكون هناك بديل، لا أقصد نأخذ مادة بدلا من مادة، وإنما أقصد بديلا عن كل هذا، أعني موقفا بديلا، نوعا من الحياة غير ما كنا ما فيه بصراحة

- أسأل نفسي: لماذا كنت أتعاطى ما آخذه، لا بدّ أنه يعمل لي شيئا ما، شيئا مهما كان سيّئا فأنا أريده 

- هل يوجد بديل يعطيني" هذا الشيء"، " هذا التأثير"، ولا يضرني…

q   أعتقد أنني لن أعود أبدا وحتى لو عدت فقد عرفت طريقي، أنا لست وحدير

- أنا خائف تماما، خائف حقيقة لا ينبغي أن أطمئن إلى أن الخوف سوف يحميني، بل إنني

 أتصور أن يمر يوم نحو ما أخاف منه حتى أكف عن الخوف،ياه، لهذه الدرجة يحدث التحايل؟

- أطرد الخوف وأتوقف عند حقيقة بسيطة هي أهم شئ الآن، لقد توقفت عن التعاطي، ولم أعد أشعر بحاجة إليه كما كنت، ولكن هل سأرجع ثانية

- مستحيل، أنا أعيش خبرة لم أكن أتصور أنني سوف أحصل عليها، لم أكن أتصور أن يمر يوم دون أن أضرب فيه أو " أبرشم "، لم أكن أتصور أنني يمكن أن أستغني عن كل هذا ؟ هكذا.

- إذن فيم الخوف؟ لست خائفا، لن أخاف، لم أعد أخاف، وأعد نفسي أنني لن أرجع أبدا

- ولكن لماذا رفض الطبيب وعودي وقال لي: أريد فعلا لا وعدا.

-   ولماذا لم يركز مثل الآخرين على مسألة  استعمال الإرادة، ونبهني أنني استعملتها فيما سبق بلا طائل، وقال مازحا، أخشى أن تقطع إرادتك من فرط الشد - إذن لا وعود، ولا إرادة، فما العمل؟ ...

q   يكفى هذا، فاض بي ولست أدرى إلى متى ؟

- من حقي أن أتساءل إلى متى ؟

- طالت المسألة حتى كدت أصدق أنه " لا فائدة ".

- وهل لي بديل آخر؟ .

- صحيح كل يوم أكسب شيئا ما، لكن ما أسمعه عن الذين يرجعون يرعبني.

     -  التعليمات. التعليمات التعليمات، هل سأظل طول عمري سجين التعليمات ؟

     -  لكني تعودت على التعليمات حتى أصبحت عادات وليست تعليمات

     -  يبدو أنني أحن إلى القديم السهل الذي يجري في الظلام

     -  ولم لا ؟ ليكن

     -  " ليكن" ماذا ؟

     -  " ليكن" الحنين، وليس "ليكن  السهل الذي يجري في الظلام

- يخيّل إلي أحيانا أنني لن أعود أبدا، لا ليس كذلك بالضبط، الواقع أنني كرهت هذا الشيء، لا ليس تماما، لقد كرهت الشخص الذي كان يتناول هذا الشيء لم يكن "أنا"، غيرتني هذه السموم حتى كرهت نفسي...

q   يلا، مع بعضنا، هذا أفضل (طبعا)...

- أفكر أن أكمل وحدي

- لست أعرف إلى متى سأظل هكذا مرتبطا بهؤلاء الناس ؟

- أريد أن أشعر بحريتي من جديد، أنا أستطيع أن أتحمل مسئولية حريتي

- لست متأكدا إلى أي مدى، ولكنى أشعر أن أمورا ما تدبر في داخلي من ورائي

- خائف أنا من نفسي، من هذا الذي يتسحب داخلي

- إنما في نفس الوقت لم أعد أطيق هذا الاختناق الذي يحيط بي نتيجة لارتباطي بهؤلاء الناس الذين كانوا مدمنين

- أريد أن أنسى أنني كنت مدمنا في يوم من الأيام

- يا ترى إلى أين أذهب حتى ينسى الناس أنني كنت مدمنا يوما ما

- لقد تعلمت كيف أتجنب الشلة القديمة وأنكر نفسي منهم، وأريد أن أفعل نفس ذلك مع هذه الجماعة الجديدة، قال ماذا "مدمن سابق "، مدمن متقاعد ؟ مدمن على المعاش ؟ كفى كفى كفاني هذا!! ....

q   من أفضل ما كسبت أنني لم أعد أشعر بالذنب، لست مجرما!

- في البداية كنت أشعر أنني غير مسئول، أني غير مهتم بالأذى الذي يلحق بهم بسببي، ولا بالخراب الذي أسببه، لم أكن أهتم بلوم هذا، أو عتاب ذاك.

- حين ساءت الأحوال وأصبحت الكارثة فضيحة، شعرت أنى مجرم، لكنني كنت- في قرارة نفسي- أعلم تماما أنني لست مجرما، فعلا، كان هذا يقين بداخلي.

- وخذ عندك: سيل من النصائح واللوم والشفقة، وبين كل نصيحة ونصيحة فاصل من التهديد والوعيد.

- وحين صدقوا أنني لست مجرما، ترقيت فجعلوني مريضا، هكذا قرروا

- شعرت أن مسألة المرض هذه سوف تعفيني من صفة الإجرام، وبدأت أجد مبررا لما أقترف، ما دمت مريضا فما ذنبي أنا، كله غصبا عنى غصبا عنى، وكذا وكيت

- ولكن وصمة المرض ليست أحسن كثيرا من الاتهام بالإجرام.

- الآن أستطيع القول أنني لست مجرما، لكنني مسئول، مسئول عن نفسي وعن من آذيتهم، فعلا.

- تعلمت أن الاعتراف، والاعتذار، هما تسكين مؤقت، ولكنهما لا يمحوان شيئا ولا يقدمان ولا يؤخران إن لم يصاحبهما تغيير وفعل الآن...

q  تصالحت مع جسمي، تصور؟!

- كنت أرفض النشاط الجسمي المدرج في البرنامج

- ما للعرق وما للسم الذي أتعاطاه

- كانوا يصرون أن أعرق، هل أنا عامل بناء أو متسابق ماراثون ؟

- استجبت للتعليمات غصبا عنى، قلت معهم حتى النهاية، لن أخسر شيئا

- بدأت أتعرف على جسمي بشكل جديد

- أول شئ أحسست أن لي جسما فعلا، كأني كنت قد نسيت ذلك

- حين عرقت لأول مرة تعجبت، كأني أغسل نفسي من الداخل للخارج بدلا من أن أصب ماء من الخارج فالمعنى من الظاهر فحسب

- ولكن ما علاقة ذلك بالذي أتعاطاه ؟

- لم أجد علاقة في البداية، لكن رويدا رويدا بدأت أشعر بتغيّر في الوعي، ليس شبيها بالذي كنت أشعر به من التعاطي، وإنما هو شيء قريب أو  بديل أو غريب، لست أدري ...

 

q  أبعد كل هذا أنتكس؟...... ممكن (!) أنا خائف!!!

- وماذا لو انتكست ؟

- إذن فما فائدة كل ما فعلناه إذن ؟

- لقد اتفقنا أن المسألة تحتاج نفسا طويلا وصبرا وعنادا مستمرا.

- لكنى كنت وصلت لدرجة شعرت فيها أنه من المستحيل أن آخذ أي شيء مهما كان، ولا قرص أسبرين

- أنا كنت قد صرت إنسانا جميلا جدا

- أنا مازلت جميلا أيضا لكنني خائف

- إذن ماذا أفعل ؟

- أتصل بهم ؟ أتصل بالطبيب ؟ سوف أفعل

- ما هذا؟ هل أنا طفل؟ ما كل هذا الاعتماد؟ أنا لم أنتكس بعد، ماذا أقول له؟

- أقول له إني خائف؟

- سوف يقول لي: لست خائفا، أنت تافه.

-        لكن الطبيب عمره ما قال كلاما مثل هذا، أذكر أنه في عز تدهوري كنت أشعر أنه يحترمني على الرغم من كل شيء ...

q   اه ! ! ! ! كم أنا قوي دون أن أدري ! ! !

               يبدو أن الإنسان له قدرات فوق كل تصور، هكذا خلقه الله

          مدخل :

- المسألة ليست مسألة قوة بدنية أو سلطة، إنها مجرد اكتشاف كيف خلقنا الله - ماذا فعلت قبل ذلك بما خلقني الله عليه، كيف لوثته بكل هذه السموم هكذا ؟

- يبدو أنني شوهت الفطرة الجميلة التي خلقنا الله بها

- الله خلقني سلسا نظيفا، فكيف حدث كل ذلك ؟

- الحمد لله أن الله قد سترها هكذا

- اكتشفتني فعلا، اكتشفت أنني قوي فعلا لكنني لم أكن أعرف

- لست قويا لأسيطر على أحد، ولا لكي أرهق إرادتي تعسفا

- أنا قوي بمعنى أن ما أراه أنه صحيح، فإني أستطيع أن أفعله لأنه صحيح.

- وهل هذا يكفى أن يحميني ؟

- نعم، يكفي و زيادة

- ما هذا ؟ هل يملك الإنسان كل هذه القدرات وهو لا يدري ؟

-  نعم ...

q   هذا ما كان، بفضل الله، والعلم، وبفضلى أنا أيضا!!!

- عرفت "السر"، الحكاية صعبة فعلا، لكنها بدت لي بالممارسة من أسهل ما يكون

- لا، لا يوجد تناقض، كل ما في الأمر أن الناظر من بعيد غير من يعيش التجربة وينجح في اجتياز العقبات، فيحل المعادلة الصعبة، فتبدو السهولة كالنهر الجاري - تصور يا أخي السينما والإعلام وبعض الأطباء يقولون إنه " لا علاج للإدمان "

          - هل هذا كلام؟ هل رأوني أنا وزملائي قبل أن يطلقوا هذه الفتاوى المعجّزة

- قد لا يكون له علاج سحري، أو لأنه ليس مرضا ؟ قلنا: ولا هو جريمة، إذن ماذا؟

- يبدو أنه ورطة، حين يغتر الواحد منا ويستسهل فيتصور أنه يستطيع أن يهرب بأسرع الطرق ويعود، فإذا به يذهب ولا يعود إلا إذا غامر وكسّر كل أوهام اليأس

- أريد أن أصرخ وأقول لكل الناس " أنا أستطيع"، لقد استعدت قدرتي أن أحيا

- أنا عندي الشجاعة الآن أن " أرى" أن " أختار" أن " أسعد نفسي" ومن حولي

- " أنا أستطيع " أن أشد غيري قبل أن يغمره الفيضان، قبل أن يغرق

- " أنا أستطيع" أن أشده قبل أن يغوص إلى القاع، وهكذا أشد نفسي أيضا.

- من فرط شعوري بالقدرة يخيل إلى أني أستطيع أن أكتب شعرا أو أن أرسم دون ريشة أو كلمات.

- أصبح للصلاة طعم آخر، سهلة وجميلة، ويتغيّر وعيى بها أحيانا وكأني "وصلت " دون كيمياء أو سموم...

              

                 وبعد!!! الآن يمكن أن نتفاهم:

               عزيزي (مشروع) المدمن، أو المدمن إن كنت كذلك.

          "إذا كنت لم تجرب بعد، فاقرأ الخطوات الأولى واعرف أن المسألة ليست لعبة، وأنها تتسحب إليك مهما كنت متسلحا

           وإذا كنت مبتدئا فالحق نفسك، فتطور المسألة أسهل، أما الخروج منها فهو ليس مستحيلا كما تتصور، ولا كما قالوا لك

        وإذا كنت في وسط البركة النتنة بلا مجاديف، فحاول أن تستغيث وسيلحقك من يحبك ويحسن الإنصات ويعرف الطريق ويحسن استعمال المجاديف (أدوات العلاج)، ولا تحاول أن تستعمل يديك وحدك فالمياه لزجة والبركة نتنة، واليدان العاريتان لا تجديان وإذا تصورت أنه لا فائدة، فيمكن أن تركز على الخطوات الأخيرة لتتأكد أنه مهما كانت الورطة، فإن هناك أمل حتما.

 وإذا كنت بدأت العلاج وأنت متردد تكمل أم لا، فركز على الخطوات الوسطى فالأخيرة لتتأكد أن هذا التردد يمر به كل واحد، ولا ينتصر إلا من يواصل.

 وإذا كنت قد مررت بكل هذه المراحل، وخرجت بالسلامة، ثم انتكست، فالمسألة لا تحتمل اليأس، فهذه الخطوات وهذا الإصرار يمكن أن تعاوده مرة ومرات، ولا يوجد واحد أصر على معاودة المحاولة ولم ينجح، فقط لا بد أن يستمر مهما كان.

 وإذا لم تصدق كل ما جاء بالخطوات الأخيرة وهى تبدو شديدة الإشراق والوعد فليس أمامك سبيل إلا أن تأمل فيها، وسوف تحصل ولو على بعض ملامحها ثم تصنع أنت من هذه الملامح الصورة التي تناسبك...  

 

Document Code PJ0032

Addiction Bulletin 2.1 

ترميز المستند PJ0032

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)