Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الفرويديــون الجـــدد

محاولة لاكتشاف الحقيقة

ترجمة محمد يونس

الفارابي 1988

 

q       فهــرس الموضوعــات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

§         المقدمة

§         الفصل الأول: تطور اتجاه الفلسفة الاجتماعية في التحليل النفسي

                 1- أصول هذا الاتجاه في التحليل النفسي

                 2- ظهور الفرويدية الجديدة

§         الفصل الثاني: الإنسان والتاريخ

1- المفهوم الفرويدي الجديد عن طبيعة الإنسان

2- آراء الفرويديين الجدد عن القوى الدافعة للتطور التاريخي وأهدافه ومغزاه

§         الفصل الثالث: التفسير النفسي للتفاعل التاريخي الملموس بين الفرد والمجتمع

1- المفهوم الفرويدي الجديد عن الشخصية الاجتماعية

2- طبيعة " اللاشعور " ودوره في العملية الاجتماعية التاريخية

§         الفصل الرابع: الأوهام الاجتماعية التاريخية عند الفرويديين الجدد

1- السمات الأساسية لنقد الفرويديين الجدد الاجتماعي للمجتمع الرأسمالي

2- البرنامج الاجتماعي لإعادة بناء المجتمع الرأسمالي  

§         خاتمة

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

 لسوف يذكر التاريخ إلى الأبد أن القرن العشرين هو القرن الذي جرت فيه الهبّات الاجتماعية الكبرى، وأنه قرن الصراع الإيديولوجي العميق. ففي عالمنا المعاصر يجري نضال لا هوادة فيه بين الإيديولوجيتين البرجوازية والشيوعية، وهو نضال يعكس في عالم الأفكار عملية التحول التاريخية من الرأسمالية إلى الاشتراكية.

 ويحاول النظريون الليبراليون البرجوازيون- وذلك على العكس مما يفعله المعادون للشيوعية الذين تعادي مبادئهم النظرية النظام الرأسمالي بشكل صريح، والذين يهدفون إلى التزييف المتعمد لأفكار الماركسية اللينينية- أن يقدموا أنفسهم على أنهم الراديكاليون الذين ينتقدون المجتمع الرأسمالي ويكيلون له التقريع، ويطرحون الخطط المختلفة "لعلاجه"، أو " تغييره ثوريا". إن النظريين الليبراليين البرجوازيين يجدون أنفسهم رغما عن إرادتهم في عداد المعادين للشيوعية ما داموا يطرحون خططهم الإصلاحية الاجتماعية المجردة والخيالية لتغيير الرأسمالية كبديل للبرنامج الماركسي لإعادة بناء العالم على أساس ثوري، ذلك البرنامج المختبر جيدا والمؤسس على أساس علمي. أما بالنسبة للاتجاه المنتشر بينهم إلى حد بعيد لاستخدام الماركسية لتحقيق أغراضهم الخاصة، مكيفين إياها بحيث توافق النظرة البرجوازية للعالم، فإنهم في هذا السبيل يعملون بتوافق تام مع المراجعين اليمينيين.

     ونتيجة للطبيعة المعقدة والمتناقضة للموقف النظري والاجتماعي الذي يتبناه المفكرون البرجوازيون الليبراليون من ناحية، ونقدهم الاجتماعي الأصيل للمجتمع البرجوازي من ناحية أخرى، ونتيجة لتقاربهم مع نزعة معاداة الشيوعية وجناح المراجعة اليمينية وكذلك للرواج الكبير لآرائهم وأفكارهم بين قطاعات معينة من المثقفين البرجوازيين واليسار المتطرف الشاب، فإن تقويما نقديا ماركسيا لأفكار البرجوازيين الليبراليين من الزاوية العلمية والإيديولوجية يعتبر في غاية الأهمية في الوقت الراهن.

   وإنه لمن الهام بصفة خاصة في هذا السبيل أن نمعن النظر في الآراء الفلسفية والسياسية لعالم الاجتماع والنفس الأميركي أريك فروم أحد مؤسسي الاتجاه الفرويدي الجديد في التحليل النفسي.

  إن آراء فروم الاجتماعية والفلسفية تمثل واحدة من النظريات الإنسانية المجردة التي تظهر في الغرب وتكتسب شعبية، بوصفها فروعا لنوع من التعاليم الدينية الفلسفية التي تمثل انعكاسا واضحا وأكيدا للآراء التي تعتنقها البرجوازية الصغيرة والمتوسطة، وانعكاسا لأمزجة ونظرة القطاعات الأساسية من المثقفين البرجوازيين، ذات النزعة التحررية والديمقراطية أو من الشباب المساند لحركة اليسار الجديد. ففلسفة فروم الاجتماعية تشكل الإيديولوجية المصاغة نظريا لتلك القطاعات من المجتمع البرجوازي التي تشعر بالحاجة للتغيير، بيد أنها لا تملك أمورا عن السبل أو الأساليب الواقعية لتحقيق مثل هذا التغيير.

  لقد لعب معهد الدراسات الاجتماعية في فرانكفورت حيث كان فروم أحد العاملين فيه من 1929 إلى 1932، دورا مؤثرا في بلورة آراء فروم الفلسفية الاجتماعية. فقد تشكلت هناك ما يسمى بمدرسة فرانكفورت في علم الاجتماع واتخذت منها اسمها. إن فلسفة فروم الاجتماعية تقدم لنا انعكاسا أمينا من عدة جوانب للأبحاث الفلسفية التي شغلت أذهان ممثلي هذه المدرسة (التي تضم عددا من الأسماء اللامعة مثل ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو، وهربرت ماركوز) اللذين سعوا إلى إضفاء الطابع الليبرالي على الماركسية عن طريق المزج بينها وبين الهيجلية الجديدة والوجودية والفرويدية، وتطلعوا إلى اكتشاف " الوسط الذهبي "، أي الطريق الثالث في الفلسفة.

  ولقد أصبح فروم معروفا كمتخصص في تطبيق التحليل النفسي على دراسة القضايا الاجتماعية بعد صدور كتابه الأساسي " الهروب من الحرية " في سنة 1941، الذي أصبح من أكثر الكتب رواجا. في هذا الكتاب حاول أن يتتبع تطور الحرية والوعي الذاتي للفرد من العصور الوسطى إلى عمرنا. ولقد عرض في هذا الكتاب بالذات لأول مرة الأفكار الأساسية للفلسفة الاجتماعية للفرويديين الجدد. أما المبادئ الأساسية فقد صاغها بعد ذلك في أعماله التالية: الإنسان لذاته (1947)، المجتمع العاقل (1955)، فن الحب (1956)، هل يسود الإنسان ؟ (1961)، مفهوم الإنسان عند ماركس (1961)، خارج قيود الوهم (1962)، قلب الإنسان (1964) وغير ذلك.

 ولم يصبح أريك فروم مشهورا نتيجة لفحولة مؤلفاته الأكاديمية العديدة في حقل الفلسفة والاجتماع وعلم النفس وعلم الأخلاق النظري والدين فحسب، بل أيضا في ضوء نشاطاته الواسعة النطاق في الشؤون العامة. فنقده المرير للاإنسانية النظام الرأسمالي وقتال الولايات المتحدة في فيتنام، وحملاته في سبيل السلام ونزع السلاح الشامل، في كل من الصحافة والاجتماعات العامة والمظاهرات، جذب انتباه دائرة واسعة من التقدميين في الولايات المتحدة وكل مكان.

 إن فروم باحث ليبرالي محصور ضمن إطار التفكير البرجوازي، ذو أفكار  اجتماعية ونظرية متناقضة للغاية تشتمل على عناصر من النظرية الاجتماعية التقدمية جنبا إلى جنب مع النظرة المثالية الميتافيزيقية الفلسفية للعالم، وذات اتجاه سلبي تجاه الاشتراكية في الممارسة العملية ومرحلة التطور اللينينية في النظرية الماركسية.

وتختلف الفلسفة الاجتماعية عند فروم عن نظيرتها عند زملائه في أنها قد نشأت على الأساس الإيديولوجي للفرويدية، إحدى المتطورات الثقافية المنتشرة على نطاق واسع في القرن العشرين، في الوقت الذي خضعت فيه لتأثير فلسفة ماركس.

 ويسعى فروم إلى أن " يقيم مركبا "، من الفرويدية والماركسية مخضعا هذه الأخيرة لتفسير أنتربولوجي، ومن ثم فهو يشوه بعمق جوهرها. إن فروم يتابع - من خلال مجهوداته لتطبيق بعض أفكار التحليل النفسي عند إيضاحه للعمليات والظواهر الاجتماعية- الاتجاه الاجتماعي الفلسفي الذي مهد له فرويد الطريق في الأصل في كتاباته في علم النفس الاجتماعي والأخلاق والدين وغير ذلك من الموضوعات.

    وفي الوقت الذي تمر به المدارس البرجوازية التقليدية في الفلسفة بأزمة متعاظمة، وحيث أن هناك اهتماما متعاظما بالماركسية، أحرزت الأفكار الفلسفية والسياسية التي طرحتها مدرسة فرنكفورت في علم الاجتماع تقدما ملموسا في السنوات الراهنة، تاركة بصماتها على الأفكار الفلسفية والسياسية للمثقفين البرجوازيين وبعض قطاعات الشباب في البلاد الرأسمالية اليوم. ويفيد التحليل النقدي للفلسفة الاجتماعية عند فروم في تحديد الأوهام والأخطاء النظرية والاجتماعية التي تستهوي المثقفين الليبراليين البرجوازيين في الوقت الراهن. وحتى نفهم جوهر الأفكار الفلسفية والسياسية لفروم من المفيد أن ندرس الأفكار والنظريات التي شكلتها قبل الشروع في تحليل أفكار فروم الخاصة.

 

Document Code PB.0127

http://www.arabpsynet.com/Books/Younes.B1.htm  

ترميز المستند   PB.0127

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)