Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

مبـادئ العـلاج النفسـي و مدارسـه

أ. د. محمد أحمد النابلسي

الناشر : دار النهضة العربية 1991

 

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         المقدمة

§         الفصل الأول: منطلقات العلاج النفسي بين الفلسفة وعلم النفس

1)      المرحلة ما بعد الهيبوقراطية

2)      الفلسفة والشفاء النفسي

3)      قدماء الفلاسفة والعلاج النفسي

4)      العرب والشفاء النفسي

5)      علم النفس في القرن الثامن عشر

6)      مساهمة علماء النفس في تطوير الفلسفة

7)      الماركسية وعلم النفس

8)      الإسلام وعلم النفس

§         الفصل الثاني: تصنيف المدارس النفسية العلاجية

§         الفصل الثالث : التحليل النفسي و مدارسه

1)      المنطلقات و الأسس النظرية

2)      طريقة العلاج التحليلي

3)      المدارس المتفرعة عن التحليل النفسي

§         الفصل الرابع : المدارس الإيحائية

1)      التنويم المغناطيسي

2)      الإيحاء المدعوم

3)      الاسترخاء

4)      الحلم الموجه

5)      الأثر الرجعي

6)      العلاج تحت تأثير العقاقير

§         الفصل الخامس : العلاج الفردي

1)      التحليل الوجودي

2)      العلاج غير الموجه

3)      العلاج قصير الأمد [بالينت]

4)      طريقة فرانكل

5)      العلاج السلوكي

§         الفصل السادس : العلاج   النفسي الجماعي

1)      علاج المجموعة

2)      البسيكودراما

3)      العلاج العائلي

4)      العلاج الاجتماعي

5)      العلاج النفسي – الجسدي

6)      العلاج الإبداعي

§         الفصل السابع : العلاج النفسي الذاتي

1)      الاسترخاء الذاتي

2)      الضغط بالأصابع

3)      التحليل الذاتي

4)      العلاج السلوكي الذاتي

§         الفصل الثامن : العلاج النفسي الدوائي

1)      تصنيف الأدوية النفسية

2)      الوصفة النفسية – الدوائية

3)      النقلة و النقلة المضادة في العلاج الدوائي

§         الفصل التاسع : العلاج النفسي بين النظرية و التطبيق

1)      صلاحية الطريقة العلاجية

2)      صفات المعالج

3)      الأخطاء التشخيصية

 

q       تقديم الكتاب / PREFACE

  

§         المقدمة

  إذا أردنا تعريف العلاج النفسي لاخترنا ذلك القائل بأنه وسيلة تهدف إلى إقامة اتصال متميز [خاصة اتصال كلامي) بين المعالج وبين الشخص المعاني من اضطرابات تكيفية مع الواقع. على أن تستند هذه العلاقة وهذا الاتصال إلى نظريات علم النفس وتحديده للسوي وللمرضي للاجتماعي وللمألوف. وتسخر وسيلة العلاج النفسي لهدف علاج اضطرابات يفترض أنها تعود في منشئها إلى عوامل نفسية- اجتماعية. ويمكن إقامة مثل هذا الاتصال مع شخص أو مع مجموعة أشخاص وينجم عنه إدخال تعديلات محلى الجهاز العلائقي لديه أو لديهم.

     إن مثل هذا التعريف، بالرغم من إيجازه وشموليته، يفتح الأبواب عريضة أمام أعداد هائلة من الطروحات النظرية. ومن هنا في رأينا ينبع العدد الهائل للمدارس العلاجية المعروفة اليوم. فكيف نعرف كلا من السوي والمرضي وكيف نفرق بينهما؟ بل كيف نفرق بين السلوك اللاجتماعي والسلوك الإصلاحي في وكلاهما يتبدى في درجات متفاوتة من معارضة المجتمع ونبذ قيمه، وذلك بحيث باتت مسألة الحكم على شخص ما بأنه مجرم أو بأنه بطل رهنا بعوامل لا تمت إلى علم النفس بصلة مباشرة- ومن هذه العوامل أو المعايير هنالك الفلسفة على رحابة آفاقها، السياسة، الظروف والمتغيرات الآنية، تبديات اللاوعي الجماعي السائدة أو المهيمنة في فترة ما،... الخ. وهذا التداخل العميق الجذور بين علم النفس وبين الظروف الموضوعية، التي يمارس الأول في إطارها، كانت سببا في نشوء المدارس النفسية العقائدية فها هو أريك فروم يحاول تطويع التحليل النفسي للتطبيق الماركسي وهاهي ماري بيكر تنشأ مدرسة العلاج بالإيمان وهاهي مدرسة معاداة الطب النفسي توجه أصابع التهام إلى المجتمع الرأسمالي... الخ. كما أنه وفي المقابل نرى نكوص بعض المعالجين إلى الماضي، هربا من الصراعات المعاصرة، واعتمادهم طرق العلاج الشرقية (يوغا، زن، صوفية،... الخ) وعملهم على تطو يرها.

     من خلال هذه الأمثلة البسيطة نأمل أن نكون قد توصلنا إلى إيجاز صعوبة وإشكاليات اعتماد مدرسة ما من مدارس العلاج النفسي. فنحن إذ نخصص هذا الكتاب لموضوع العلاج النفسي ومدارسه فإننا لا نستطيع تجاوز مناقشة إشكاليات التعارض النظري في منطلقات هذه المدارس. ومن أهم هذه الإشكاليات الأدوار التي يلعبها كل من العناصر والعوامل التالية:

1)      المنطلق الفلسفي- الروحي.

2)      اللاوعي الجماعي. وبخاصة مدى انسجام الطريقة العلاجية معه ومدى تأثرها به.

3)      العوامل الاجتماعية. وبخاصة مدى تقبل المجتمع وعناصره للطريقة العلاجية.

4)      الظروف الموضوعية المعاصرة.

5)      مقدار اعتماد العلاج على التطورات العلمية الحديثة ومجاراته لها.

6)      مدى قابلية الطريقة العلاجية للتطوير.

 ففي رأينا الشخصي أن هذه العوامل الستة هي التي تقرر القدرة الموضوعية للعلاج النفسي وتحددها. وهذا ما يفسر انتشار وسائل ومدارس علاجية ونجاحها في مجتمع دون آخر.

 وهكذا يبدو لنا واضحا أن مناقشة هذه العوامل ودراسة انعكاساتها على المدارس النفسية هي مسائل لا تتسع لها مجلدات كاملة. لذلك آثرنا أن نناقش هذه المواضيع في سياق عرضنا للمدارس النفسية- العلاجية دون أن نفرد لها فصولا خاصة. وعليه فقد رأينا أن نعرض لموضوع هذا الكتاب من خلال الفصول التالية:

1)      بين الفلسفة وعلم النفس- منشأ المنطلقات العلاجية.

2)      تصنيف المدارس النفسية- العلاجية.

3)      التحليل النفسي ومدارسه.

4)      العلاج النفسي الإيحائي.

5)      العلاج النفسي الفردي.

6)      العلاج النفسي الجماعي.

7)      العلاج النفسي الذاتي.

8)      العلاج النفسي الدوائي.

9)      العلاج النفسي بين النظرية والتطبيق.

من خلال هذه الفصول نود أن نطلع القارئ على المدارس العلاجية الأكثر ممارسة والأقرب إلى واقعنا الاجتماعي والحياتي. ولكن دون أن يعني ذلك أن كتابنا قد استنفذ شرح المواضيع التي يطرحها. فهذا الاستنفاذ يقتضي مجلدات عديدة أشرنا لها في فهارس الكتاب وفي مراجعه. وذلك لإتاحة المجال للراغبين في خوض موضوع ما إلى نهايته كي يجدوا مراجع هذا الموضوع أو المواضيع التي يهتمون بها بشكل خاص.

وقد يتساءل سائل عن دوافعنا لاختيار مدرسة ما وإسقاط أخرى في بحثنا الحالي. والجواب هو أن اختيارنا إنما استند إلى النقاط التالية:

1)      مدى انتشار وتطبيق أسلوب المدرسة المعنية.

2)      مدى تقبل المدارس الأخرى لهذه المدرسة.

3)      البعد النظري للمدرسة.

4)      البعد العلمي للمدرسة.

5)      مدى اقتراب المدرسة من الواقع العيادي.

6)      مدى انسجام المبادئ العلاجية مع المعطيات العلمية المعا صرة.

7)      القدرة الاستمرارية للمدرسة.

وكما يلاحظ القارئ فإننا أهملنا عاملا ربما كان الأهم والأجدر بالمناقشة، قصدنا به النتائج العلاجية الفعلية. ولكن إهمالنا هذا إنما ينبع من واقع عدم إمكانية إحصاء هذه النتائج. وذلك أولا بسبب نسبية هذه النتائج ومن ثم لأسباب عديدة أخرى. ربما أتت في طليعتها العوامل الذاتية الخاصة بالمريض. فالعلاج النفسي البحت يختلف عن العلاج الدوائي (الذي أفردنا له فصلا خاصا) وذلك من حيث القدرة على حصر المفعول العلاجي لعقار ما ضمن دراسات عيادية موسعة. الأمر الذي لا يتوافر بالنسبة للعلاج النفسي البحت. ولنا عودة إلى مناقشة هذا الموضوع ومتفرعاته في فصل العلاج الدوائي.

من خلال هذا الكتاب نأمل أن نكون قد قدمنا للقارئ العربي دليلا من نوع خاص من شأنه أن يعرفه بأغلبية المدارس المعروفة حاليا وبمبادئها وأساليب ممارستها. إضافة لتعريفه بمنطلقاتها وبموقعها بين بقية المدارس.

الرجوع إلى الفهرس

 

q       عرض: د. بسام بركة في جريدة الحياة والثقافة النفسية العدد 25

 

    العلاج النفسي هو ممارسة تهدف لعلاج الاضطرابات النفسية أو النفسية – الجسدية باستخدام وسائل نفسانية. وهو يهدف إلى إقامة اتصال متميز (خصوصا" عن طريق الكلام) بين المعالج وبين الشخص المعاني من اضطرابات تكيفية مع الواقع. ويستند هذا العلاج إلى طرق ومبادئ نفسانية متنوعة بتنوع التيارات التحليلية والنفسانية التي شهدنا صراعها وتنافسها منذ مطلع هذا القرن. وقد صدر حديثا" كتاب للدكتور محمد أحمد النابلسي حول هذا الموضوع يحمل العنوان التالي: "مبادئ العلاج النفسي ومدارسه". وهو الثاني ضمن سلسلة من الكتب التي تصدرها "دار النهضة العربية" في بيروت تحت عنوان " سلسلة الكتاب النفسي ". وهي سلسلة تتناول المواضيع الاختصاصية بأسلوب مبسط لا يبتعد، على الرغم على سلالة الطرح، عن الرزانة العلمية، فيجمع الكتاب بذلك بين التخصص والإيجاز من دون أن يفقد عمق المحتوى وسهولة الإفهام.

    يبدأ المؤلف كتابه بفصل يتناول فيه العلاقة ( الحالية والتاريخية) بين الفلسفة وعلم النفس. فيعود بهذه العلاقة إلى مدارس الإغريق الفلسفية ويتدرج في استعراضها مرورا" بالفلاسفة العرب وفلاسفة القرون الوسطى، وصولا" إلى المعاصرين من الفلاسفة، وخصوصا" أولئك الذين كانوا صلة الوصل بين التفكير الفلسفي والبحث النفسي.

    والجدير بالذكر هنا أن المؤلف يتخذ مواقف محددة من التيارات الفلسفية والنفسانية التي يعرضها. فهو يؤيد مثلا" تطبيق مبدأ " الظواهرية في الطب النفسي " (ص21) و "المبدأ التجريبي" لابن سينا (ص29) ومبادئ " بيار جانيه" P.Janet (ص 44)، فيؤيد هذه النظرية في انتقاداتها وينصرها في خلافها مع بقية المدارس، حتى أنه يأخذ موقفا" معاديا" من بعض المدارس المعاصرة وفي طليعتها مدرسة " جاك لاكان " J.Lacan التحليلية. فهو يقول بصواب انتقاء "أي" عندما يرد على لاكان بقوله: " أن اللاوعي ليس مبنيا" على نمط اللغة، ولكن تحوّل محتوياته إلى الوعي هو الذي يتشكّل في اللغة " (ص 50).

    وهكذا المؤلف لا يترك القارئ يهيم بين هذه المدرسة وتلك، بل يتخذ موقفا" يساعد القارئ في فهم مجمل المبادئ النفسانية والفلسفية، وذلك انطلاقا" من ممارسته النظرية ( في البحث والتأليف) والعيادية (في معالجة المرضى). ونلاحظ هذا التمايز ذاته في الفصل الثاني. إذ يعتمد المؤلف تقديم تصنيف وافٍ للمدارس النفسية العلاجية، فلا يكتفي بعرض التصنيفات المعتمدة في مختلف التيارات العلمية، بل يقترح تصنيفا" جديدا" ينسجم على الأخص مع تصنيف " هنري اي " فيقسم فصول الكتاب التالية بناء على تصنيفه الذي يلائم الظروف المعاصرة على أفضل وجه.

    وإذا اعتبرنا أن الفصلين الأولين من الكتاب بمثابة مقدمة نظرية فان هذه النظرية ليست سوى مدخل أساسي يتيح للمؤلف معالجة موضوع كتابه معالجة صحيحة ومباشرة. فالفصل الثالث يتناول " التحليل النفسي ومدارسه " وعلى رغم تباين الآراء والمواقف في هذا الميدان، يحاول المؤلف أن يقدم بعمق وإيجاز القاعدة الأساسية التي بنى عليها، فيعالج المنطلقات والأسس النظرية للتحليل النفسي، من حيث المنظور الفلسفي، والمنظور الفرويدي، والمنظور الوظيفي التحليلي، ثم يعرض للطريقة العلاجية التحليلية التي تعتمد على التداعي الحر، والانتباه الدائم، والحياد، والأحلام، كل ذلك في سبيل سبر أغوار اللاوعي والوصول إلى تحليل الاضطرابات الانسانية، وأخيرا"، يقدم المؤلف في هذا الفصل لمحة سريعة عن المدارس التي تفرعت عن التحليل النفسي، وأهمها "مدرسة يونغ" و " مدرسة ادلر" و "مدرسة لاكان".

    والملف لا يقحم ميوله العلاجية والنظرية في هذا الفصل، بل يحافظ على موضوعية عرضه للتيارات التحليلية على اختلاف آرائها وتعدد ناقديها. فهو بعد أن يقدم في الفصلين الأولين وجهة نظره الرئيسية، يترك في هذا الفصل للقارئ مهمة التمييز بين المدارس العلاجية والحكم على صلاحية استخداماتها العيادية. على رغم أنه يعتقد في أماكن عديدة من الكتاب بأهمية الطروحات النظرية لفرويد ويونغ وسوندي وغيرهم، كما يعتقد بعدم جدوى النظرة البنيوية اللاكانية على الصعيد التحليلي العلاجي.

    لكن " التحليل" ليس كل شيء في العلاج النفسي فالمؤلف يعرض في الفصل الرابع لما يسميه " المدارس الايحائية" وهي : التنويم المغناطيسي، الايحاء المدعوم Suggestion Amee (دوائيا" وعقائديا")، الاسترخاء، الحلم الموجه، الأثر الرجعي، الايحاء تحت تأثير العقاقير.

    يقتصر حديث المؤلف في هذا الفصل على المبادئ التقنية لهذه العلاجات، دون أن يطرح مواقفه الشخصية منها. ويخرج القارئ بانطباع مفاده أن "العلاج النفسي عامة، والايحاء بصورة خاصة، يرتبط أول ما يرتبط قدرتنا على فهم أولويات عمل الدماغ، فكلما ازدادت معرفتنا بهذه الأولويات أدى ذلك إلى تعميق قدرات المعالج النفسي وإلى تخليه عن المبادئ العلاجية التي تصبح قديمة لأنها لا تستخدم هذه المغرفة. وهذه النظرية تعتبر اليوم بمنزلة الموقف المحافظ والمعارض للعديد من الفلسفات العلاجية المعاصرة، وخصوصا" تلك المعتمدة مبادئ القدرات النفسية الخارقة". فهذه الأخيرة تدعو إلى عدم انتظار حلول الاحجيات الدماغية والى التعجيل في تدريب الانسان على استخدام قواه الخارقة وقدراته التي لم يتوصل العلم إلى تحديدها بالشكل الكافي. والواقع أن المؤلف يوفق هنا بين موقفين يتناقضان ظاهرا" ويتكاملان واقعا". وهما الموقف الايماني ( في مختلف الاديان) الذي يعتمد على الدين في العلاج، والموقف الفيزيولوجي – الدماغي، الذي يقوم على الدراسة العلمية الموضوعية.

    أما الفصل الخامس فيتناول " مدارس العلاج الفردي"، وهي: التحليل الوجودي، العلاج غير الموجه، العلاج قصير الأمد، طريقة فرانكل، العلاج السلوكي. ولا يكتفي المؤلف هنا بعرض هذه المدارس وتعريفها، بل يتعدى ذلك إلى تقديم مواقفه الفكرية والعلاجية من كل منها. فهو يعارض العلاج السلوكي معارضة واضحة، فيبيّن مثالبة ويحذر من مغة استخدامه (ص173)، وهو يتحمّس للتحليل الوجودي، كما أنه لا يخفي تأثره بمدرسة بودابست العلاجية. ويأتي"العلاج النفسي الجماعي" ليكون مادة الفصل السادس من الكتاب. وهو ينقسم إلى الابواب التالية: علاج المجموعة، السيكودراما، العلاج العائلي، العلاج الاجتماعي، العلاج النفسي – الجسدي، العلاج الابداعي. وما يلفت الانتباه في هذا الفصل، بالاضافة إلى التعريفات التي يعطيها المؤلف لكل طريقة علاجية، الجدول الذي يقارن بين خصائص مختلف مدارس العلاج الجماعي (ص182)، ويتناول خصائص كل طريقة من حيث ترداد عدد الجلسات ومدة العلاج ومضمون العلاج والموقف من النقلة والتبعية والنشاط العلاجي والسيرورة الأساسية للمجموعة والأهداف العلاجية ومجالات الاستعمال.

    والملاحظ أن طرق العلاج الجماعي لا يمكن أن تكون العلاج النفسي الأساسي، إنما هي علاج مساعد يدعم المريض في علاقاته العائلية، أو في علاقاته مع الناس، من دون أن يحل اشكالات صراعه الذاتي – الداخلي.

    أما الفصل السابع، فيخصصه المؤلف لموضوع " العلاج النفسي الذاتي". وفيه يطرح المسائل التالية: الاسترخاء الذاتي، الضغط بالأصابع، التحليل الذاتي، العلاج السلوكي الذاتي. فيقدم الوسائل التي تستخدمها كل مدرسة في التحليل الذاتي، ويشرح التمارين التي تتبعها. ورغم أن هذه التمارين صعبة التطبيق ومملة في البداية، فإن المؤلف لا ينكر الارتياح النفسي الذي تقدمه لمن يمارسها.

    ولا بد لمن يتطرق إلى العلاج النفسي من أن يعالج موضوع الدواء. فالمؤلف يرى في الفصل الثامن "العلاج النفسي الدوائي"، أن الدواء سلاح ذو حدين. وبعد أن يعرض لتصنيف الأدوية النفسية ويحذر من خطورة استعمالها في غير محلها، يتناول موضوع " الوصفة الدوائية النفسية" فيحدد حالات استعمالها من وجهات ثلاث: منظار الطبيب، زمنظار المريض، ونوعية الدواء. والجديد في هذا الفصل موضوع " العلاج الدوائي والنقلة المضادة "  وهو من المواضيع التي لم تسبق مناقشتها باللغة العربية – على حدّ علمنا. وفي هذا المجال يقف المؤلف إلى جانب القائلين بوجوب " النقلة المضادة" في سيرورة العلاج الدوائي.

    أما الفصل التاسع والأخير، فيعالج موضوع " العلاج النفسي بين النظرية والتطبيق " مناقشا" الاشكالية في صفحات قليلة، على رغم جدوى الأفكار المركزة التي يقدمها. وليس هذا، الفصل، في رأينا، إلا نافذة تسمح للقارئ باطلالة على مسألة الربط بين النظرية النفسية والعلاج العيادي. وكنا نتمنى لو أن المؤلف دعم آراءه بحالات عيادية محددة، فالخطورة بين نظريات العلاج وتطبيقه هي في نظرنا أصعب ما في الممارسة العيادية وأخطرها، خصوصا" وأن المؤلف طبيب وباحث في الآن ذاته، يمارس العلاج النفسي في عيادته، ويرأس " مركز الدراسات النفسية " الذي يعنى بتقديم الفكر النفسي إلى القارئ العربي بمنهجية جديدة وأسلوب حديث. وسبق للمؤلف أن أصدر سلسلتي  " علم نفس الطفل " و "السيكوسوماتيك " كما أصدر " سلسلة الثقافة النفسية "التي تعنى بترجمة أحدث التيارات النفسية المعاصرة وأشهرها، وإذا اطلعنا على هذه الاصدارات المترجم منها والمؤلف نجدها تجاوزت مبدأ التعريف والتبسيط إلى مبدأ الاختصاص والأكاديمية، وهي تمتاز عن غيرها من الكتب التي تضمها رفوف المكتبات العربية بكونها تأخذ طابع " بناء علم نفس عربي موحد " وفي هذا دعم وتعزيز للمكتبة العلمية العربية وكذلك للفكر العربي الموحد.

 

Document Code PB.0067

http://www.arabpsynet.com/Books/Nab.B11 

ترميز المستند   PB.0067

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)