-
العلاج النفسى الجمعى
فى العالم العربي-
منى الرخاوى (مصر)
تمثل الأزمات التى تواجهها الأمة العربية فى وقتنا الحالى تحديا وجوديا
يدعو إلى إعادة النظر فى مختلف الوسائل التى قد تؤدى إلى تيسير تخطى
الأزمات ودعم نمو الفرد والمجتمع بالمنطقة. وقد أشارت البحوث العلمية
إلى فاعلية مبادئ العلاج الجمعى فى دعم عملية التعافى للمصابين
بالأمراض النفسية، كذلك فى إتاحة الفرصة للنمو الصحى لكل من الأفراد
والمجتمعات (الرخاوى
.ى،
1978، 2021 مقدمة فى العلاج الجمعى). وقد أشار يحيى الرخاوي، رائد
ومؤسس العلاج الجمعى فى مصر والعالم العربى مراراً على رؤيته أن دعم
أساسيات العمل الجماعى والعلاج الجمعى سوف ينعكس على عموم البشر من
خلال تقويم إرادة البقاء مؤكداً على أن من الممكن أن يكون العمل
الجماعى والعلاج الجمعى أحد الوسائل التى قد تحمى الجنس البشرى من
الانقراض من منطلق أن "البقاء ليس للأقوى الذى يلتهم الآخرين، بل لمن
يعرف كيف يتعاون مع الآخرين" (الرخاوي، م. وطه وصبري، 2015).
الرجوع للفهرس
-
العلاج النفسى الجمعى فى مصر-
منى الرخاوى (مصر)
يتأصل العمل الجماعى فى الثقافة المصرية منذ القدم، ففى عهد قدماء
المصريين، كانت المجموعة تمثل محورا أساسيا فى مختلف المحافل، على سبيل
المثال،
كانت الموسيقى تُعزف ومجموعات الرقص" تؤدى عروضًا فى المعابد،
باعتبارها إحدى وسائل التعبير العاطفى فى أحداث الحياة الهامة
(كالانتصار على الأعداء، والحداد فى الجنازات، وما
إلى ذلك)
Van Dijk,2004)).
كذلك، تمثل
الجماعة أحد مبادئ الطقوس الدينية العامة المتضمنة فى الديانتين
الأساسيتين - الإسلام والمسيحية. وقد ذكر الرخاوى، البعد الإيمانى
ومستقبل
البشرية (مستقبلنا)،
نشرت
فى جريدة الأهرام، 2-7-1999، أن البعد الإيمانى - الذى لا يتجلى فقط فى
المعتقد أو العبادات - من أهم ما يمكن اعتباره "عاملاً علاجيا" فى
العلاج الجمعى الذى يتم تطبيقه بمصر. وهناك العديد من وسائل الشفاء
التى يتم اللجوء إليها فى المجتمع المصري، والتى تنبثق من الاعتقاد فى
قوة المجموعة. على سبيل المثال، "الزار" هو احتفال دينى يهدف إلى شفاء
الأمراض الجسدية والعقلية والتحديات الأخرى التى يُعتقد أنها تنجم عن
الشياطين، وحلقات "الذِكْر" تمثل نشاطاً جماعياً يرتبط ارتباطًا وثيقًا
بعقيدة التصوف، ويعزز العلاقات بين الفرد والمجموعة والله سبحانه
وتعالى من خلال الاستخدام الإيقاعى للجسد والصوت والتنفس. كما يحدث فى
العلاج الجمعي، على المشاركين فى الذِكْر الانتباه والتجاوب مع القائد
الذى عادة ما يتم تدريبه على فهم وتوجيه الديناميات الداخلية للعمل مع
المجموعة. إضافةً إلى ذلك، يلجأ المصريون إلى حل مشاكلهم فى بعض القرى
المصرية فى مجموعات تتم إدارتها من قبل رجل حكيم بالقرية. كما تعقد
اجتماعات "المصطبة" (وهى كلمة تشير إلى مقعد مدمج يرمز إلى الريف
المصري) فى الأماكن الريفية فى مصر منذ مئات السنين،
لتتضمن الكثير من الممارسات الجماعية كالنقاش والدعم
والتخطيط للمشاريع. ومن الجدير بالذكر أن فى مصر القديمة كانت كلمة
"مصطبة" تشير إلى نوع من المقابر المصرية، وتعنى "بيت الخلود" (الرخاوى
م.ي. وطه،. وصبري، 2015).
الرجوع للفهرس
-
العلاج النفسي الجماعي في
فلسطين-
شيرين محمد عابدين (فلسطين)
تعود جذور العمل الجماعي في فلسطين إلى فترات النضال
الوطني ضد الاحتلال البريطاني، ثم الإسرائيلي، حيث اعتمد الفلسطينيون
على التكافل الاجتماعي كآلية للبقاء والمقاومة. لعبت اللجان الشعبية
تاريخيًا دورًا كبيرًا في تقديم الدعم المجتمعي، لا سيما خلال
الانتفاضتين الأولى (1987) والثانية (2000)، كما برزت المبادرات
المجتمعية في المخيمات والقرى لتعويض غياب الخدمات الرسمية. لاحقًا،
تبنت منظمات المجتمع المدني هذا النموذج في برامج الدعم النفسي
والاجتماعي، خاصة في ظل الأزمات المستمرة.
الرجوع للفهرس
-
العلاج الجمعى فى الجزائر-
سميرة بوشيخى (الجزائر)
يتناول هذا الجزء التعرف على تاريخ العمل الجماعى
والعلاج الجمعى فى الجزائر، مع الإشارة إلى الشخصيات البارزة التى
ساهمت في بلورته ، إضافة إلى عرض موجز حول الأمثال
والأقوال التي تناولت هذا العلاج من منظور ثقافي مع ذكر بعض من
الممارسات العلاجية التقليدية التي دعمت ذلك باستخدام الجماعة
والتحديات المعاصرة التي تواجهه.
يعتبر العلاج الجمعى أحد أشكال العلاج النفسى الذى
يعتمد على العمل مع مجموعة من الأفراد الذين يشاركون تجارب مشتركة، وفى
الجزائر كما هو الحال فى العديد من البلدان، مر هذا النوع من العلاج
بمراحل تطور مختلفة تأثرت بالسياق الثقافى والاجتماعى والسياسى
والاقتصادي.
فقد كانت خدمات الصحة النفسية فى فترة الاستعمار
الفرنسى محدودة للغاية، اقتصرت بشكل رئيسى على العلاج التقليدى فى
المستشفيات التى كانت تخدم المستوطنين الأوروبيين والتى تمركزت بشكل
كبير فى المدن الكبرى أين تم إنشاء بعض مستشفيات الأمراض العقلية التى
قدمت خدمات العلاج النفسى بطريقة بدائية، لكنها لم تكن موجهة
للجزائريين الأصليين.
الرجوع للفهرس
-
العلاج الجمعى فى تونس -
أحمد العش (تونس/فرنسا)
كان للجمعية العالمية للعلاجات النفسية الجماعية
والعمليات الجماعية، بالتنسيق من قبل د. منى الرخاوي، الدور الأهم فى
بث أول تدريب منظم فى العلاجات الجماعية بتونس، وانضمام مركز سكينة
فى تونس إلى الجمعية العالمية للعلاج الجماعي، وقد رحب مركز سكينة
بتلك الخطوة حيث كان يسعى إلى توسيع شبكات علاقاته وتطوير نماذج متعددة
من العلاج.، وكانت رسالته هى تقديم جميع أنواع العلاجات النفسية.
انطلقت الجهود لإدراج مركز سكينة كعضو ممثل عن الجمهورية التونسية فى
الجمعية العالمية للعلاج الجماعي، ليصبح مركز سكينة ثالث بلد أفريقى
ينضم إلى الجمعية العالمية.
يعد تنظيم أول تدريب للعلاج الجمعى فى تونس
بعد الانضمام، بدأت الخطوات لتنظيم أول تدريب للعلاج
الجماعى فى تونس تحت إشراف الجمعية العالمية. لم يكن العمل سهلاً
فى البداية؛ فقد تم فتح باب التسجيل لفئات مهنية متعددة، بما فى ذلك
الأخصائيين النفسيين، والأطباء النفسيين، وأيضاً العاملين فى مجال
المجموعات العلاجية.
الرجوع للفهرس
-
العلاج الجمعى فى لبنان: معالجة الصدمات واحتضان الشفاء المجتمعي-
مارى آن الخورى (لبنان) - نادين عقل (لبنان)
يعرف العلاج الجماعى منذ فترة طويلة، كإحدى التدخلات
النفسية القادرة
على تعزيز الإحساس بالانتماء والدعم والشفاء المشترك، خاصة فى السياقات
التى تتسم بالصدمات الجماعية والمحن]1[.
فى لبنان، بلد ذو تاريخ اجتماعي-سياسى معقد، تطور العلاج الجماعى
استجابةً لكل من إرث الحرب المستمر والقيم الثقافية العميقة التى تشجع
على الدعم الأسرى والمجتمعي. إن تطور العلاج الجماعى فى لبنان مرتبط
ارتباطًا وثيقًا بالمشهد ما بعد الاستعمارى فى البلاد، حيث تكيفت
ممارسات الصحة النفسية مع احتياجات السكان المتأثرين بتعرضهم الطويل
للصراع، والنزوح، وعدم الاستقرار الاجتماعي-السياسي.
لبنان، الذى يقع فى قلب منطقة الشرق الأوسط، هو بلد تأثر بشكل كبير
بتفاعلاته التاريخية والمعاصرة مع التأثيرات الغربية. لقد ساهم موقعه
الجغرافي، ماضيه الاستعماري، وتأثير العولمة فى العقود الأخيرة فى خلق
مزيجًا ثقافيًا فريدًا. يتيح هذا وجود القيم الجماعية والفردية معًا،
مما يعطى لبنان مشهدًا ثقافيًا متعدد الجوانب.
الرجوع للفهرس
-
العلاج الجمعى
... القواعد، المؤشرات، الموانع-
سداد جواد التميمي (العراق)
العلاج الجمعي هو عملية علاجية لمجموعة من العملاء تتم تحت إشراف معالج
نفسي ذو خبرة في هذا المجال، ويستهدف مشاعرهم وسلوكهم وأفكارهم. يمكن
تتبع جذور العلاج الجماعي إلى أوائل القرن العشرين، حيث استخدم
الممارسون الأوائل الإعدادات الجماعية لتيسير الدعم الاجتماعي وتعزيز
الصحة العقلية. استكشف سيغموند فرويد وتلاميذه الديناميات الجماعية من
خلال مفاهيم النقل وأنظمة النقل المضادة، مما أرسى الأساس لفهم
العلاقات بين الأشخاص داخل مجموعة.
في الثلاثينيات، قام الدكتور جوزيف برايتت بإجراء مجموعات علاجية لمرضى
السل، مع التركيز على الدعم العاطفي ومشاركة التجارب لتحسين الصحة
العقلية. زادت الحاجة إلى دعم الصحة النفسية خلال وبعد الحرب العالمية
الثانية، حيث أصبح العلاج الجماعي نهجًا شائعًا نظرًا لفعاليته في
معالجة احتياجات مجموعات كبيرة من الأفراد.
في الخمسينيات والستينيات، حصلت ممارسة العلاج الجماعي على اعتراف أكبر
بفضل حركة النفسية الإنسانية. أكد أفراد مثل كارل روجرز على أهمية
تجارب المجموعة في النمو الشخصي وتحقق الذات. على مدار النصف الثاني من
القرن العشرين، تم دمج أساليب علاجية متنوعة في العلاج الجماعي، مما
سمح له بمعالجة مجموعة واسعة من القضايا النفسية.
اليوم، يستمر العلاج الجماعي في التطور مع نماذج متنوعة تلبي احتياجات
مجموعات محددة مثل المراهقين، الأزواج، الناجين من الصدمات، وقضايا مثل
الإدمان والحزن. يُعترف به على نطاق واسع كوسيلة
الرجوع للفهرس