-
إفتتاحية
الملف (جزء 2): "علوم النفس بين المنظور الايماني والمنظور العلماني" -
عبد الناصر السباعي (المغرب)
أما بعد،
فيسعدنا أن نقدم للقراء الكرام الجزء الثاني من العدد 86 من
مجلـــة "نفسانيــات" الذي يجمع أبحاثا غنية تحت عنوان الملف: "علـــوم
النفـــس بيـــن المنظـــور الايمانـــي والمنظـــور العلمانـــي -
الجـــزء الثانـــي".
إن علم النفس، مهما اجتهد الباحثون فيه لتوفير معرفة
موضوعية ومحايدة عن الإنسان وظواهره السلوكية، يبقى مجالا تتداخل فيه
الذّات العارفة مع الموضوع بشكل قوي، يجعل التحيُّزات والأفكار المُسبقة
للذّات العارفة توجه الدراسات والأبحاث منذ صياغة الإشكال ثم الفرضيات إلى
اختيار العينات وجمع البيانات لتنعكس في عرض النتائج وتحليلها. ولذلك
يتحتّم على المشتغل في حقل العلوم النفسية تحديد منطلقاته البحثية وطرائقه
المنهجية بصورة واعية؛ تحكمها رؤيته الخاصة إلى العالم، ومنظومته القِيمية
ضمن إطار حضاري واضح المعالم في الزَّمان والمكان. وهذا ما نطلق عليه
المنظور
الإيماني في مقابل المنظور العلماني.
رجوع إلى الفهرس
-
وعود
البحث في البيئة الإسلامية لإغناء المعرفة النفسية-
عبد الناصر السباعي (المغرب)
لا نعتقد أن أحدا من علماء النفس الغربيين سيصدق إمكان
إغناء علم النفس بإسهامات تأتي من ثقافات شعوب أمية، ومتخلفة اقتصاديا
وتكنولوجيا ومعرفيا كشعوب العالم الإسلامي. كما لا نظن أن مقترحات نظرية أو
تطبيقية، تصدر من باحثين غير غربيين في هذا الشأن، يمكن أن تلقى من الأوساط
النفسية الغربية غير اللامبالاة والتجاهل، إن لم يكن الرفض والعداء. ولهذا
نجد أنفسنا مضطرين أولا إلى تقديم تحليل نقدي لهذا الموقف السلبي قبل أن
نعرض للإمكانات التي تمتلكها الثقافة الإسلامية لإغناء علم النفس الحالي.
إن تقييم الغربيين للثقافات الإنسانية عموما يرتكز على
علاقة ترسخت في واقع المجتمعات الغربية منذ القرن التاسع عشر، هي ارتباط
المعرفة بالتقنية1. وقد أصبحت لهذه العلاقة المرجعية حاليا في
الحكم على الواقع المعرفي في كل المجتمعات، بحيث إن كل معرفة تعطى من
القيمة بقدر ما تسمح به من تطبيقات تقنية. ذلك بأن التكنولوجيا -التي يرمز
لها بالآلة- هي مقياس قوة المجتمع، لأنها مصدر القوة الاقتصادية من ناحية
أولى ممثلة في البضائع المصنعة؛ وهي مصدر القوة العسكرية من ناحية ثانية
ممثلة في العتاد الحربي. وبما أن علاقات الأمم فيما بينها مبنية على عناصر
القوة التي تمتلكها كل أمة، كان طبيعيا أن تعطى الأهمية القصوى للمعرفة
باعتبارها أساس التكنولوجيا التي هي السبيل المؤدي إلى تحصيل القوة. وقد
عبر هوكسلي (Huxley
A. 1963)
عن هذه العلاقة بشكل بليغ في قوله:
"إن المعرفة هي القوة."2
رجوع إلى الفهرس
-
العلوم النفسية والمنظور
الإسلامي-
جمال التركي (تونس)
1-الإنســان
في
منظـــور علـم
النفـس
الحديـث
-
مقتطــــف
1
لكل
تيار في علم النفس
فلسفته الضمنية الخاصة به عن الإنسان، وإن كانت في الأغلب لا تُطرح بصراحة
إلا أنها تمارس نفوذها بأساليب خفية .. (كارل
روجرز)
-
مقتطــــف 2
"
تنظر نظريات علم النفس الحديث للإنسان على أنّه "مجرد كائن مادي"، حيث
تَعتبر السُّلوكية أن "جسم الإنسان هو الحقيقة الإنسانية الوحيدة"، في حين
أن رائد التحليل النفسي فرويد "يبدأ دراسته مفترضا أنه " لا وجود إلا
للمادة "(أجروس وستانسيو/ 79-84 ، 120).
1.1- الاتجاه المــــادي
1-الإنسان كائن متطور عن الحيوان
"أن الإنسان قد تولّد كغيره من الحيوانات نتيجة لتأثير قوى
طبيعية في المادة غير العضوية، إلا أن الإنسان يأبى إلا أن يباعد بين نفسه
وبين رِفاقه
من الحيوانات بأن يعزو لنفسه -..روحا خالدة-، وأن يَدّعِي
بأن له -خالقا مقدسا- ، إلى أن جاء داروين لكي يضع حدا لهذه المفتريات التي
ابتدعها البشر... " (سيجموند فرويد)
رجوع إلى الفهرس
-
رعاية الإسلام وتربيته نفسيًا واجتماعيًا لذوي الاحتياجات الخاصة-
السيد فهمى على (مصر)
مقدمة
ذوو الاحتياجات الخاصة عبر التاريخ:
على جدار معبد مصري قديم عثر على رسم (عمره خمسة آلاف سنة)
لطفل فرعوني مشلول الساق، قال عنه المختصون في الطب هذا هو شلل الأطفال،
وعلى قوالب الطين التي خلفها البابليون ممن سكنوا أرض ما بين النهرين سجل "حمورابي"
ملك البابليين قوانين الجزاء والعقاب كما سجل طريق علاج مبتوري الأطراف
وفاقدي البصر.
كما احتوت أوراق البردي المصرية على بعض إشارات لاضطرابات
عقلية. إذ في حوالي سنة 1500 قبل الميلاد ذكرت تلك الأوراق على سبيل المثال
ملاحظات عن تغيرات مرحلة الشيخوخة تضمنت الاكتئاب وضعف الذاكرة. وربما كانت
هذه الملاحظات قد بنيت في ذلك الماضي البعيد على أساس من الملاحظات
التشريحية، وأيضاً النفسية. خصوصاً وقد أثبت أحد علماء التشريح الحديثين
وجود تصلب في شرايين المخ داخل جماجم المومياوات المصرية.
وتحت التراب في أرض (بيرو) من قارة أمريكا الجنوبية عثر
الأثريون على عظام جمجمة لرجل قديم تحمل ملامح ثقب مقصود منتظم الحواشي قيل
عنه أنه أثر للعملية الجراحية التي كان الأطباء البدائيون هناك يقومون
بعملها من أجل علاج مرضى العقول حيث يثقبون جماجمهم لإفراغها (على حد زعمهم
واعتقادهم) من الأرواح الشريرة التي تسكنها.
رجوع إلى الفهرس
-
المواطنة
كسلوك إنساني من المنظورين النفسي والإسلامي-
عبد الفتاح دويدار (مصر)
استهلال: أكدت الدولة الإسلامية في سنواتها الأولى أنها دولة الحق
والعدل، بنت مؤسساتها التشريعية في أول نص تشريعي على مبدأ المواطنة
لرعاياها كافة، في الانتماء والهُوية، وحققت لهم العدل والمساواة.
فالنظام الإسلامي هو النظام القائم على الشريعة الإسلامية، المؤسسة تفاصيله
على وفق قواعدها في الاجتهاد والاستنباط والتفسير والتأويل، وغير المسلمين
هم شركاء المسلمين في الوطن منذ كانت للإسلام دولة، دولته الأولى في
المدينة المنورة، ودوله التي توالت أيامها بعد انتقال النبي r إلى الرفيق
الأعلى وحتى يوم الناس هذا.
رجوع إلى الفهرس
-
نموذج نظري إسلامي يوجه العاملين بمجال تحسين المهارات السلوكية والإدارية
والأسرية والاجتماعية-
عبد العزيز بن صالح المطوع(السعودية)
ملخص الدراسة: تهدف الدراسة إلى المحاولة لصياغة تصور نظري إسلامي يوجه
العاملين بمجال تحسين المهارات السلوكية والإدارية والأسرية والاجتماعية من
خلال دراسة أبعاد السلوك الاجتماعي لتلك الآيات والأحاديث التي وردت لتصف
السلوك الاجتماعي في التعامل والتدخل متخذا من مقاصد التشريع مدخلا لفهم
تلك الدلالات استخدم الباحث المنهج التحليلي للنصوص الشرعية (الآيات
والأحاديث) متساوقا مع مقاصد التشريع وضوابط التأصيل حيث افترض الباحث
نموذجا خماسيا الأبعاد ليحقق أهداف الدراسة البعد الأول متصل التدبر مقابل
التأمل، البعد الثاني متصل الإنسان مقابل الأرض ، البعد الثالث متصل صلاح
الإنسانية مقابل صلاح الأرض ،البعد الرابع التدرج في تعديل السلوك الأسري
مقابل التدرج في تعديل سلوك الاجتماعي البعد الخامس المسئولية الذاتية
مقابل المسئولية الاجتماعية . وقد خرجت الدراسة بتوصيات منها:اختبار
النموذج امبريقيا من خلال إخضاعه للتجريب في الدراسات الاجتماعية.تطبيق
النموذج على البحوث الإجرائية من خلال إضافة التدبر قبل التأمل في تلك
البحوث .استنباط المهارات السلوكية التي لفت إليها القرآن الكريم وصياغتها
على شكل برامج إرشادية وتدريبية.
المصطلحات الأساسية: متصل التدبر مقابل التأمل .متصل الإنسان مقابل الأرض .
صلاح الإنسانية مقابل صلاح الأرض . التدرج في تعديل السلوك الأسري مقابل
التدرج في تعديل سلوك الاجتماعي . المسئولية الذاتية مقابل المسئولية
الاجتماعية
رجوع إلى الفهرس
-
محددات السلوك
الإنساني .. مقاربة طبية دينية -
محمد المهدي (مصر)
ماهو السلوك ؟
السلوك هو التصرفات الصادرة عن الكائن الحي (تعريف عام)
أو كل مايقوم به الفرد ويظهر للآخرين (تعريف ناقص لأنه لا
يتضمن السلوك الخفي)
أو هو ردود أفعال داخلية أو خارجية حيال مثيرات معينة
(داخلية أو خارجية) يتعرض لها الفرد .
والسلوك قد يكون كلام أو فعل .
وهذه الإجابة كلها ناقصة وهي خاصة فقط بالكائنات الأدنى
(الطيور , الزواحف , الحيوانات) لأنها لا تملك إرادة الفعل بدون مؤثر خارجي
ولا تملك حرية الإختيار , أما الإنسان فإنه بالتأكيد يتفاعل مع المؤثرات
الخارجية , ولكنه يختلف عن الكائنات الأدنى تطوريا في امتلاكه لحرية
الإختيار ولإرادة الفعل التي يمكن أن تبدأ سلوكا بغير مؤثر , وأن تتوقف عن
سلوك متوقع لمؤثر معين , وأن العلاقة بين السلوك والمؤثر ليست علاقة حتمية
بالضرورة في كل الأحوال , وهذا فرق جوهري يجعل تعميم تجارب علماء النفس على
الحيوانات ونتائجها محل تساؤل كبير . وهناك فرق جوهري هام بين سلوك الطيور
والحيوانات من جهة وسلوك الإنسان من جهة أخرى , وهي أن الإنسان قد يتحرك
نحو غاية مرتبطة بقيمة ما لديه , وقد لا يكون في سلوكه إشباعا لحاجة بل قد
يكون حرمانا من حاجات ومع ذلك يقدم على الفعل متوجها نحو الغاية .
رجوع إلى الفهرس
-
الأثر
النفسي لرؤية الكعبة وشعائر الحج (دراسة ميدانية) -
عبد الله الطارقي (السعودية)
مقدمة:
ليس أحدٌ من أهل الإسلام إلاَّ وهو يحن إلى رؤية الكعبة
والطواف والحجّ، والنَّاس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار(1).
وهكذا سنة الله منذ انبجس النّداء العجيب داخل أعماق
النفوس، ليؤثر .. فيستجيب الذين هم في أقاصي البلاد المسلمة .. (لبيك،
لبيك) .. ذلك الإحساس بالنداء الحقيقي للحج، النداء الذي لا يقاوم، كي يلبي
بقوّة لا تقهر، إن في الشتاء، وإن في الصيف (لبيك) أنا لك، إلهي
(2).
وكيف لا تتعلق قلوبهم بالوفود لهذا البيت وهم موعودون
بالجنة عند حجِّه، وبمغفرة الذنب عند زيارته واعتماره؛ فعن أبي هريرة رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والحج المبرور ليس له
جزاء إلا الجنّة"(3).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حجّ فلم يرفث،
ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"(4).
ومن هنا تتلخص مشكلة الدراسة في البحث عن الأثر النفسي
للشعائر والمشاعر والتوعية وتعامل العاملين في الحج وأعمال الحج في تعديل
سلوك الحاجِّ من وجهة نظره.
رجوع إلى الفهرس
-
التطرف الديني والعلماني خلل سيكولوجي... لا مشكلة عقائدية وايديولوجية-
موسى الزعبي (سوريا / السعودية)
يعتقد غير
المطلعين
على المجال النفسي وتركيبة النفس البشرية أن داعش
هي مشكلة دينية أو حتى مذهبية داخل النسق السني
ناتجة عن بعض النصوص المؤسسة للإسلام أو فتاوي بعض علمائه والحقيقة النفسية
أن في ذلك تسطيح كبير للأمور وجهل بالواقع السيكولوجي و الغرائز المحركة
للسلوك البشري فالإحصائيات التاريخية ولغة الإرقام تثبت خروج الفكر الداعشي
من مختلف الجماعات البشرية الدينية واللادينية
ولكن ارتكاز داعش على نصوص دينية وإخفاء الإعلام لكثير من الحقائق وعدم
المقارنة بينها وبين المجموعات الإرهابية اليسارية واليمينية المتطرفة
والدينية الأخرى كالميليشات الإيرانية والبوذية مثلا جعل الصورة ضبابية
وتختلط على الكثير فالفكر الداعشي يسعى للسيطرة بقوة السلاح وقتل الآخر
المخالف له والمعارض له سياسيا حتى يتفرد بالزعامة ، حيث شرعنة القتل من
خلال تلك النصوص وتأويلها حسب الأشخاص المسيطرين على تلك الجماعات ،ولو
قارنا سلوك داعش وفعلها فإنه يتشابه مع كثير مع الأنظمة المستبدة والجماعات
والأحزاب الدينية أو الجماعات القومية ولكن الخلاف بينهم يكون بالنصوص التي
ترتكز إليها تلك الجماعات بشرعنة القتل أما جانب الاتفاق بين جميع تلك
الجماعات هو إقناع قاعدتها وحاضنتها بمشروعها بينما الهدف لجميع زعامات
تلك الجماعات هو الوصول للسلطة وإلغاء الآخر أو إخضاعه وتطويعه طوعا أو
كرهاولكن لماذا تلجأ تلك الجماعات والأحزاب الدينية والقومية لشعارات دينية
وقومية وسرديات لتحقيق أهدافها لماذا لا تفعل ذلك بدون شعارات مثلا من خلال
العمل السري!!؟
رجوع إلى الفهرس
-
اللادينية" وأثرها على الإنسانية-حمد المهدي (مصر)
كنا في مؤتمر علمي في جنيف بسويسرا , وفي المساء كنا نتحدث مع بعض العلماء
الحاضرين حديثا حرا , وكان وقتها مثارا قضية منع بناء مآذن للمساجد في
سويسرا , وكان بعض الحاضرين من الغربيين يعارضون هذا القرار ويعارضون منع
الحجاب في فرنسا , ويؤكدون حق كل صاحب دين في اعتقاد مايريده , ويؤكدون
حريته في ممارسة شعائره بالطريقة التي يراها . كنت مبهورا بهذه الروح
الإنسانية وبهذه العدالة في المواقف , خاصة ونحن نفتقدها في عالمنا العربي
, وخاصة بين النخبة والمثقفين الذين يفقتقدون الحد الأدنى من الإنصاف
والعدل في الرؤية لمخالفيهم .
رجوع إلى الفهرس