مجــــــــلات      

 

 

علــم النفــس

مجلة فصلية تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

السنة السادسة - العدد الثالث والعشرون –يوليو/أغسطس/ سبتمبر 1992

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

q      كلمة التحرير  /  أ.د. كاميليا عبد الفتاح

q      حول مفهوم الصحة النفسية أو التوافق  /  أ.د. سعد المغربي

q      السيكوبروفيل للمتفوقات الجامعيات "دراسة تشخيصية" /  أ.د. سهير كامل

q      مشكلات عند بناء الاختبارات محكية المرجع " تحليل وتقويم" / د. نادية محمد عبد السلام

q      معلومات عينة مجتمعية من سكان الريف المصري عن الاضطرابات النفسية " دراسة مسحية" / د. سامي عبد القوي

q      الاغتراب الذاتي والقلق العصابي وعلاقتهما بتأخر سن الزواج لدى الإناث العاملات وغير العاملات / د. محمد عاطف

q      الخجل كبعد أساسي للشخصية دراسة ميدانية لدى عينتين من طلاب المرحلة الجامعية / د. مجدي عبد الكريم

q      دراسة مقارنة لمفهوم الذات لدى الأطفال المصابين بالتخلف العقلي والأطفال العاديين قبل وبعد دمجهم معا في بعض الأنشطة المدرسية / د. عادل كمال خضر

q     رسائل جامعية : التخييل لدى الأطفال المصابين بالأمراض السيكوسوماتية "رسالة ماجستير" إعداد أمال كمال محمد

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

q   كلمة التحرير  /  أ.د. كاميليا عبد الفتاح

مازال الاتجاه العام لغالبية البحوث التي ترد إلى المجلة يتطرق إلى مجالين: أحدهما مجال طلاب الجامعات وخدمة فيما يتعلق بقياس الاتجاهات والآخر يتطرق إلى موضوعات متفرقة في مجالات الطفولة ولا يسمح بتكوين المدرسة العربية في علم نفس الطفل.

    ومازالت غالبية البحوث تقبع في منطقة علم النفس الاجتماعي والتحليل بل النادر أن يرد بحث في المجال الإكلينيكي أو التجريبي أو الدينمي. ونتوف عند هذا المجال الأخير وهو الدينمي حيث ظهرت طفرة كبيرة في تناوله وخاصة في فرنسا حيث يركز مجال الطب النفسي أساسا علي البعد الدينمي فيما يتعلق بالتشخيص. وهذه دعوة أوجهها للزملاء الأساتذة لعرض رؤاهم العلمية بعد الخبرات الطويلة من البحث الشخصي والإشراف على تكوين شباب العلماء ودعوة للعلماء الشباب لتبني قضية ظهور المدرسة العربية التي تتناول وبشكل منظم موضوعات تحدد فيها ملامح سيكولوجية الشخصية وتطورها مع ضرورة تبني بناء أساليب البحث العلمي ودعوة إلى علماء النفس العرب للقيام بدور بناء هادف لتناول قضايا المجتمع.

    إن موضوع التطرف الذي يؤرق المجتمع في حاجة إلى معالجة سيكولوجية مستنيرة وذلك في ضوء دراسة بناء الشخصية وظروف المجتمع وتطلعاته. والحاجة هامة إلى تكوين فريق عمل تتبناه إحدى الجامعات أو المؤسسات البحثية وذلك لتشخيص المشكلة ووضع الأطر العلمية المحددة للعلاج. إن دور عالم النفس اليوم هام وخطير…

الرجوع إلى الفهرس

q   حول مفهوم الصحة النفسية أو التوافق  /  أ.د. سعد المغربي

    ملخص : تتعدد التعبيرات والمصطلحات التي يقصد بها التعبير عن حالة الصحة النفسية للفرد. من ذلك: الاتزان الانفعالي.. السواء.. العقل السوي، التوافق. وهذا الأخير هو الأكثر شيوعا عند المشتغلين بعلم النفس، بل هو شانع لدى المشتغلين بالعلوم السلوكية بصفة عامة...

    ومن جانبنا نرى أن استخدام مصطلح الصحة النفسية أكثر دلالة وشمولا من مصطلح التوافق، وإن كنا نستخدم المصطلحين بمعنى واحد.

    ونتيجة لتعدد مصطلح التوافق أصبح معناه يتوقف على الموقف الذي يستخدم فيه، فقد يأتي هذا المصطلح بمعنى قبول الأشياء التي لا تستطيع السيطرة عليها... وقد يأتي بمعنى التوفيق بين الرغبات، أو بمعنى توافق الأفكار مع الأفعال.

    وتعدد استخدام المصطلح يفيد من ناحية، ويكون محدودا أو غير مفيد من ناحية أخرى. ففي الحالة الأولى يصبح مثيرا للتفكير والتأمل والاحتياط في تناول المعاني المطروحة مما يدفع إلى وضوح الفكر والدقة في التعبير.

    وفي الحالة الثانية يصبح المصطلح غير واضح، وغير محدّد، كما قد يؤدى إلى سوء الحكم والتعسف في التقدير بالنسبة لموضوع الصحة النفسية أو التوافق.. مثال ذلك أن نصف شخصا بسوء التوافق في حين لا نعني أكثر من عدم رضائنا عن بعض تصرفاته. كذلك فإن التعدد قد يجعلنا نرمي إلى شيء ويفهم السامع شيئا آخر.

    وحتى في مجال علم النفس وإن كان المفهوم أكثر تحديدا، إلا أنه ما يزال يواجه بعض التعقيدات والصعوبات.. مثال ذلك أن يقصد به الحالة العقلية للفرد، أو يقصد به الانحراف والشذوذ.. كما قد يقصد به أسلوب الفرد في التفاعل مع الآخرين…

الرجوع إلى الفهرس

q   السيكوبروفيل للمتفوقات الجامعيات "دراسة تشخيصية" /  أ.د. سهير كامل

    أهمية الدراسة: لا شك أن إجماع دول العالم على ضرورة العناية بالمتفوقين والتسابق على تنميتهم- بالرغم من اختلاف أيديولوجيتهم وتباين أنظمتهم الاجتماعية- يوضح ما تستشعره هذه الدول من القيمة الاستراتيجية الهامة للمتفوقين. (3: 384)

    فبتقدم الحياة وتطورها تتعقد أساليبها، وتزداد مشكلاتها وتختلف نوعيتها بحيث تستدعي مستويات عقلية مرتفعة لحل مثل هذه المشكلات، وتزداد حاجة المجتمع إلى فئة المتفوقين عقليا (10: 15).

    وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلي الاهتمام بالمتفوقين عقليا، وإدراك المجتمعات المتقدمة لحاجتها إلى مثل هذه الطاقات البشرية، إذ أدى ارتفاع مستوى الحياة، والتنافس بين الفلسفات والأنظمة الاجتماعية المختلفة إلى أن تعيد هذه المجتمعات النظر فيما لديها من مصادر حتى تتمكن من الصمود أمام هذه المنافسات، وحتى تستطيع مواجهة ما تتعرض له من مشكلات، وتعتبر المصادر البشرية من أهم تلك المصادر، الأمر الذي دفع رجال علم النفس للقيام بدراساتهم وخاصة في هذا المجال (10: 24)، والمجتمع العربي بوجه خاص- في

- ظروفه الراهنة - بحاجة إلى توجيه الاهتمام إلى العناصر التي يمكن أن تقوم بأدوار قيادية في شتى المجالات.

    فالمتفوقون عقليا هم ثروة بشرية هامة تمثل طاقات ينبغي رعايتها، ومنحها أفضل الفرص والاستفادة منها على أحسن وجه، وبقدر ما يعنى أي مجتمع بهذه الثروة، بقدر ما يستطيع أن يجني من ثمار يحقق بها تقدمه، ويسهم بها في الحضارة الإنسانية.

الرجوع إلى الفهرس

q  مشكلات عند بناء الاختبارات محكية المرجع " تحليل وتقويم"  /  د. نادية محمد عبد السلام

    مقدمة: ظهر اهتمام كبير في السنوات الأخيرة بخصوص بناء اختبارات التحصيل بحيث تعكس محتوى التعليم. وتعتبر المقالة التي كتبها روبرت جلاسر عام 63 (5) أحد المراجع الأولى التي ظهرت عن القياس محكي المرجع، وله الفضل في تبني وتأكيد هذا المفهوم الجديد في القياس النفسي والتربوي. ويعتبر جلاس وبابام وهوزنك عام 69 (14) أول من قدموا مجال الاختبار محكي المرجع، وكان هدفهم تزويد درجة الاختبار بمعلومة متعلقة بالبرامج التعليمية المبنية على الأهداف. حيث تهتم هذه البرامج بتحديد المنهج في ضوء أهداف سلوكية، التشخيص التفصيلي لبداية الطالب، توفير إمكانية أساليب تعليمية عديدة وتوجيه الطالب حتى يتقدم. وتستخدم الاختبارات محكية المرجع لتحديد أي أهداف تعليمية مقابل المختبر معيار الأداء المقبول، ثم نستخدم هذه المعلومة لتقويم إتقان الطالب بالأهداف التعليمية التي يقيسها الاختبار حتى يمكن وضعه بنوع مناسب للتعليم التالي. وكان يرى أن الاختبارات جماعية المرجع محدودة فيما يختص بإعطاء هذه المعلومة التي يرغب فيها.

    ولقد عرض أيبل (71 Ebel) (4) أن القياسات محكية المرجع لا تدلنا عن كل ما نحتاج معرفته بخصوص تحصيل الطالب. فهي لا تدلنا على مدى تحسن أو ضعف معرفة الطالب. وأكد أن مفاهيم التفوق / القصور هي مفاهيم نسبية "بالضرورة "، ولذلك فإنه يمكن قياسها في إطار المقاييس جماعية المرجع …

الرجوع إلى الفهرس

q   معلومات عينة مجتمعية من سكان الريف المصري عن الاضطرابات النفسية " دراسة مسحية"  /  د. سامي عبد القوي

    مقدمة : تهدف برامج الوقاية الثانويةSecondary prevention  إلى الإكتشاف المبكر للاضطرابات، ومن ثم سرعة التدخل العلاجي الكفء، بما يسمح بزوال الحالة في أسرع وقت (فوزي جاد الله، 1981). وتعاني هذه البرامج في مصر مصاعب جمة في فروع الطب المختلفة بشكل عام، وفي الطب النفسي بشكل خاص. وتكمن الصعوبة المحورية في السياسة الصحية العامة للمخططين الصحيين، تلك السياسة القائمة على ذهاب المريض للطبيب في وحدة صحية، مستشفي، أو عيادة خاصة، حيث يتوقف نجاح تلك البرامج على حضور المرضى من تلقاء أنفسهم، أو بصحبة الأهل طلبا للعلاج في مرحلة مبكرة.

    ولا يعتمد حضور المرضى طلبا للعلاج على طبيعة وأسباب وشدة الحالة المرضية فقط، بل وعلى معتقدات وتصورات ومعلومات الناس في مجتمع هؤلاء المرضى ( Lipsedge & Littile Wood, 1969)، حيث  يعتنق معظم الناس مخططات Shemas لفهم مختلف الاضطرابات، والتعامل معها. وتشمل هذه المخططات رأيهم في أسباب هذه الاضطرابات وأعراضها، وطرق علاجها، (Kessler, 1989) وتختلف هذه المخططات من مجتمع لآخر، بل

وتختلف باختلاف الجماعات الفرعية الموجودة داخل إطار نفس المجتمع (حسين رشوان، 1989)…

الرجوع إلى الفهرس

q  الاغتراب الذاتي والقلق العصابي وعلاقتهما بتأخر سن الزواج لدى الإناث العاملات وغير العاملات  /  د. محمد عاطف

    مقدمة: الزواج هو تلك العلاقة الاجتماعية الوحيدة الدائمة بين الرجل والمرأة التي يباركها الله لأنها الأساس الشرعي السليم لتكوين الأسرة. (6: 15) والزواج هو أمل الغالبية العظمى من الشباب ذكورا وإناثا وخاصة في مرحلة العقد الثالث من الحياة لما يسهم به من تحقيق التوافق النفسي، والاجتماعي لديهم. كما أشار"دراير" Dreyer إلى الزواج بأنه إشباع رسمي لحق الشباب في الانفصال عن والديهم وإشباع حاجاتهم الجنسية، وإنجاب الأطفال، وتربيتهم حفاظا على الجماعة (29: 389). ويشير أيضا " وليم جود" W. Goode إلى عدد من التغيرات الهامة التي حدثت في أنماط الأسرة في جميع أنحاء العالم. وتتضمن هذه التغيرات زيادة الحرية في " الاختيار الزواجي" وارتفاع  سن الزواج بالنسبة للإناث (210:11).

    فالشاب أو الفتاة أصبحا لا يستطيعان الإقدام على الزواج إلا بعد إتمام فترة الدراسة والحصول عل عمل ملائم، وأجر مناسب يمكنهما من تكوين أسرة.

    أهمية البحث: تكمن أهمية البحث في إظهار أن الزواج هو النمط الاجتماعي الذي يجسّد قبولا واسعا، ومشروعية لإقامة علاقة بين الجنسين، وتأخر سن الزواج لدى الإناث العاملات وغير العاملات- نتيجة للظروف المادية والضغوط الاجتماعية المتعددة- يؤدى بهن إلى الإحساس بالاغتراب الذاتي الذي يظهر في الشعور بالغربة وأيضا الإحساس بالقلق العصابي الذي يتمثل أعراضه في الشعور بالتوتر، والخوف، وضعف القدرة على العمل والإنتاج والإنجاز، وسوء التوافق الاجتماعي…

الرجوع إلى الفهرس

q    الخجل كبعد أساسي للشخصية دراسة ميدانية لدى عينتين من طلاب المرحلة الجامعية  /  د. مجدي عبد الكريم

    المقدمة: تناول كروزير Crozier (1986) الخجل ضمن سياق الدراسات العاملية الأساسية التي استخدمت استخبارات الشخصية. ويتساءل عما إذا كانت هذه الدراسات قد كشفت عن عامل خاص للخجل تتشبع بنوده بخصائص الخجل أم لا؟ أن هذا المدخل مهم وضروري للبحث في مدى اعتبار الخجل بعدا أساسيا للشخصية من خلال الدراسات العاملية ، (26).

    ولقد أشارت العديد من الدراسات العاملية للشخصية إلى أن الخجل قد فشل في التعرف عليه في عامل دال، حيث ركز الباحثون عل بعدين مستقلين متعامدين هما: الإنبساط/ الإنطواء، الميل للعصابية/ الثبات الإنفعالى.

    ولقد إفترض شيك، بص Cheek & Buss (1981) أن الخجل يتطابق مع الإنطوائية ودللوا على ذلك بأن مقاييس الإنطواء تتضمن بنودا للخجل وهو ما يتفق مع دراستي كومرى Comrey(1973)، إيزنك (1933) Eysneck، في أن الخجل هو أحد مكونات الإنطوائية بينما يتعارض مع دراسة إيزنك، إيزنك Eysneck & Eysneck (1969) التي ميزت ببن الخجل والإنطواء من خلال التمييز بين الخجل الإجتماعي الإنطوائي Introverted Social Shyness والخجل الإجتماعي العصابي Neurotic Social Shyness (21، 24، 29).

    ويبدو أن عامل الخجل أكثر اقترابا  لعامل العصابية منه إلى عامل الإنطوانية كما كشفت دراستان قام بهما إيزنك (1956)، إيزنك، إيزنك (1969) (29، 30). إلا أن هناك تساؤل هام وضروري- يطرحه كروزير (1986)- قد يسهم في حل هذا الخلاف وهو: إلى أي درجة يتحقق ويتوفر الصدق البنائي لاختبارات الخجل؟ …

الرجوع إلى الفهرس

q    دراسة مقارنة لمفهوم الذات لدى الأطفال المصابين بالتخلف العقلي والأطفال العاديين قبل وبعد دمجهم معا في بعض الأنشطة المدرسية / د. عادل كمال خضر

    تمهيد: بداية يجدر بنا الإشارة إلى أننا بصدد إجراء عدد من الأبحاث في مجتمعنا المصري بهدف التعرف على أثر إدماج الأطفال المصابين بالتخلف العقلي مع الأطفال الأسوياء في بعض الأنشطة المدرسية على بعض المتغيرات النفسية الخاصة بالذكاء والسلك التكيفي ومفهوم الذات والإتجاهات. وهذا هو الهدف العلمي من إجراء هذه الأبحاث.

    غير أن هناك ثمة هدف آخر من إجراء هذه الأبحاث، لا يقل أهمية عن الهدف العلمي من إجرائها- بل يزيد- ونقصد به الهدف الإنساني الذي يتمثل في الدعوة نحو إدماج الطفل المصاب بالتخلف العقلي (باعتباره إنسان) مع الطفل السوي في كل الأنشطة المدرسية والرياضية والاجتماعية والفنية. ومن ثم فهذه المجموعة من الأبحاث- التي سوف نجريها وننشرها تباعا- تعد بمثابة صرخة موجهة للمجتمع المصري لكي يحرر قيود الأطفال المصابين بالتخلف العقلي ويخرجهم من عزلتهم في مؤسسات خاصة بهم- تلك التي تذكرنا بسوء معاملة المرضى العقليين في زمن قد مضى- إلى الحياة الاجتماعية العادية بكافة متغيراتها، جنبا إلى جنب مع أقرانهم من الأفراد العاديين.

     إن عزل الأطفال المصابين بالتخلف العقلي في أماكن خاصة يهم يعد اعتداء صارخا على حقوق هؤلاء الأفراد وحرمانا لهم من استغلال إمكانياتهم إلى أقصى حدودها (عبد المنعم المليجي: 1986، ص 40)، ثم أنه ليس هناك مبرر منطقي لعزلهم عن المجتمع، صحيح أنهم أقل من العاديين إدراكا وإنتاجا، واستعدادهم للتعلم أقل وقدرتهم على التذكر والفهم والتفكير وحل المشاكل قدرة محدودة، إلا أن لهم نفس عقول الأفراد العاديين وأن ما يميزهم عن الأفراد العاديين هو اختلافهم في درجة الذكاء فقط وليس ق النوع (عثمان فراج: 1970، ص 355)…

الرجوع إلى الفهرس

q     رسائل جامعية : التخييل لدى الأطفال المصابين بالأمراض السيكوسوماتية "رسالة ماجستير" إعداد أمال كمال محمد

    ملخص : كان التحليل النفسي- ولم يزل- ثورة في فكر الإنسانية ونستطيع أن نتعرف على عمق وقوة تأثيره إذا ما تساءلنا... كيف كانت ستصبح فكرتنا عن الإنسان لو لم يظهر التحليل النفسي؟؟

    هذا الذي امتدت إسهاماته وتأثيراته إلى الفلسفات الإنسانية المعاصرة- بل وإلى داخل المعامل الباثولوجية حيث حول اهتماماتها من (المرض) إلى (الإنسان المريض).

    - فالتحليل النفسي كانت له نظرته الخاصة في الإنسان، ما لبثت أن تبنتها التيارات المعاصرة في الفلسفة والطب والعلوم الإنسانية بكلها، نظرة تؤكد عل الوحدة والتفرد من جانب والشمولية من جانب آخر باعتبار الإنسان (كائن تاريخي) لا نستطيع أن نلم علما بحاضره ومستقبله دون أن نعرف ماضيه.

    - والبحث السيكوسوماتي قد خرج من عباءة التحليل النفسي- وتؤكد على ذلك الإسهامات الأولى لألكسندر، دنبار، فرنش، ف، د ويتش، م، سبرلنج، هؤلاء المحللين النفسيين الأولى من الأطباء الذين وضعوا الأسس الأولى للبحث السيكوسوماتي وعليه فالجانب الأعظم من النظرية السيكوسوماتية إنما تدين إلى إسهامات رواد التحليل النفسي وكانت النتائج التي قدموها بمثابة القاعدة التي انطلقت منها البحوث الإكلينيكية والمعملية في مجال البحث السيكوسوماتي.

     - ولا شك أن إسهامات المحللين النفسيين في مجال البحث السيكوسوماتي كانت قائمة عل اختبار المفاهيم الخاصة بنظرية التحليل النفسي، وجاءت الدراسات على المرضى السيكوسوماتيين مواكبة لتطور نظرية التحليل النفسي ذاتها من النظرية الليبدية وحتى نظرية العلاقة بالموضوع، مرورا بسيكولوجية الأنا.

    - والتخييل أحد المفاهيم التحليلية التي لاقت اهتماما في الدراسات التحليلية في ميدان البحث السيكوسوماتي وتأتي في ذلك الإسهامات الرائدة للمدرسة الفرنسية في التحليل النفسي (ب. مارتي، دي ميزان، ديمايا) وكذلك إسهامات وارنس، فنكلشتين، هـ. ميللر، كريسلر، ميوسف، سامي علي.

    - ودراستنا تلك هي دراسة تستند إلى منهج التحليل النفسي في البحث السيكوسوماتي…

الرجوع إلى الفهرس