مجــــــــلات      

 

 

علــم النفــس

مجلة فصلية تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

السنة السادسة عشرة - العدد الثاني والستون – أبريل/ مايو/ يونية 2002

 

 

 

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         كلمة التحرير / أ. د. كاميليا عبد الفتاح

§         دراسات وبحوث :

-        الدلالات النفسية لرسم أعضاء جسم الشكل الإنساني / أ. د. عادل كمال خضر

-    أثر استخدام برنامج إرشادي على تنمية بعض عادات الاستذكار لدى طالبات كلية التربية للبنات بمكة المكرمة / د. آيات عبد المجيد مصطفى

-        إدراك الذنب كمؤشر لمظاهر القلق المعرفية والجسمية / د. خالد إبراهيم الفخراني د. ابتسام حامد السطيحة.

-        خادمات المنازل "دراسة نفسية اجتماعية / د. إيمان محمد صبري إسماعيل

-        فاعلية برنامج لتعديل اتجاهات المسنين / د. نادية عبده عواض أبو دنيا

-        التفاؤل والتشاؤم وعلاقته ببعض المتغيرات الاجتماعية.

-        الديموغرافية لدى طلاب الجامعة /. د. نجوى اليحفوفي

-        الفردية والجمعية في مجتمعات حضارية مختلفة (دراسة عبر ثقافية) / د. عبد الفتاح السيد درويش - أ. د. جانترل. هوبر.

 

§         رسائل جامعية :

-        مدى فاعلية برنامج تدريبي لزيادة السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوى التخلف العقلي الخفيف "رسالة ماجستير" - إعداد/ أحمد السيد سليمان

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         كلمة التحرير رئيسة التحرير / أ. د. كاميليا عبد الفتاح

   تعتبر دراسة البرامج سواء كانت لإكساب سلوك ما أو تعديل سلوك أو لأي هدف نفسي تربوي، من الاتجاهات العامة لعلم النفس والتربية في الوقت الحالي. ونعرض في هذا العدد ثلاث دراسات هامة لتعديل الاتجاهات أحدها رسالة للماجستير.

ففي دراسة "فاعلية برنامج لتعديل اتجاهات المسنين نحو الشيخوخة، فنشير إلى أن موضوعات تعديل اتجاهات المسنين نحو الشيخوخة تلقى أهمية كبيرة حاليا حيث يزداد حجم المسنين ومن ثم وجب الاهتمام بهم واعتبارهم شريحة هامة تتزايد في المجتمعات الغربية بدرجة كبيرة وأيضا في مجتمعاتنا العربية وبدأت الكليات وبعض المراكز العلمية في ، مصر بدراسة هذه الشريحة العمرية ولتقديم العون لها لتعيش في كفاءة نفسية واجتماعية.

وأهم ما جاء في البحث هو البرنامج التدريبي الذي أعدته الباحثة ونرى أنه من الضروري نشر هذا البرنامج باسم الباحثة في إحدى دور النشر وتسهيل توزيعه على الهيئات التي تعنى بالمسنين بل وعلى نطاق المجتمع ككل حتى لا تكون هذه الفئة عالة على المجتمع.

ونأتي للبحث الثاني وهو "أثر استخدام برنامج إرشادي على تنمية بعض عادات الاستذكار لدى طالبات كلية التربية للبنات بمكة.

   وتشير الدراسة إلى اختبار عادات الاستذكار والاتجاهات نحو الدراسة وكذلك مقياس عادات الاستذكار والاتجاهات نحو الدراسة- نريد فقط أن- نوجه الانتباه إلى أن كلمة " أثر" لا تصلح في الدراسات الإنسانية حيث يتعرض الإنسان لعوامل متعددة يصعب تنحيتها للوصول إلى أثر العامل المراد دراسته.

   أما الموضوع الأخير في هذا العدد فهو مدى فاعلية برنامج تدريبي لزيادة السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوى التخلف العقلي الخفيف، فهو موضوع الساعة في مجال التخلف العقلي في مصر بشكل خاص.

   وقد حصل مقدم الدراسة على درجة الماجستير في هذا الموضوع وأهم ما قدمه هو البرنامج التدريبي الذي يعمل على رفع استعدادات 10 الأطفال المعاقين من نواح شتى.

وما نرجوه من وضع الضوء على هذه الدراسات هو العمل على نشر برامج التدريب في إحدى دور النشر حيث تساعد الأسرة والمجتمع المستهدف بدلا من العشوائية في السلوك.

الرجوع إلى الفهرس

 

§     الدلالات النفسية لرسم أعضاء جسم الشكل الإنساني / عادل كمال خضر - أستاذ علم النفس الإكلينيكي والتحليل النفسي ورئيس قسم علم النفس كلية الآداب- جامعة بنها

   المقدمة : تدل الخبرة الشاملة والمركزة مع رسوم الشكل الإنساني على وجود ارتباط وثيق الصلة بين الشكل المرسوم وبين شخصية الفرد القائم بالرسم، فلا شك أن الفرد لابد أن يرسم شعوريا ولاشعوريا بناء على النسق الكلى لقيمه النفسية. ويكون الجسم، أو الذات، هو أكثر نقطة مرجعية جوهرية في أي نشاط. كما أننا أثناء مسار النمو نربط ذهنيا بين الأحاسيس والإدراكات والانفعالات المتنوعة وبين أعضاء معينة من الجسم. إن هذا الاستثمار للطاقة النفسية في أعضاء الجسم، أو إدراك صورة الجسم كما يتطور من خلال الخبرة الشخصية لابد وأن يدل الفرد الذي يرسم إلى المحتوى والبنية الخاصة التي تشكل رسمه للشخص. وتبعا لذلك فإن رسم الشخص، من خلال كونه يتضمن إسقاط صورة الجسم، يمدنا بأداة طبيعية لنقل التعبير عن حاجات جسم الفرد وصراعاته. ويقوم التفسير الناجح للرسم على افتراض مؤداه أن الشكل المرسوم يرتبط بالشخص الذي يرسمه بنفس الدرجة الوثيقة التي يتميز بها الشخص في مشيته وطريقته في الكتابة أو أي من حركاته التعبيرية الأخرى ( كارين ماكوفر: 1987، ص 20- 21).

   إن كيفية اكتساب أعضاء معينة في الجسم معان معينة حتى أنها يمكن أن تنقل في رسم الشكل الإنساني هي مشكلة محيرة. ويكفي أن نقول من وجهة نظر إمبريقية إن هذه الرسائل أو المعلومات الخطية تظهر بغض النظر عن السن والمهارة أو الثقافة. إن أحد المصادر التي تؤخذ في الاعتبار هي المعاني الاجتماعية الشائعة التي تميل الخصائص البدنية إلى اكتسابها في سياق التعبير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية،  فاتجاهاتنا نحو الآخرين  وما نتوقع أن يعاملوننا به ترتبط على نحو ما  بالارتباطات بين البنية البدنية (بنية الجسم) والمزاج. فإننا نميل إلى أن نعامل الناس الذين لهم خصائص جسدية معينة بطرق معينة. فالبنية الجسدية القوية تستوجب الخضوع. ونحن بدورنا نتحمس لتنمية خصائص بدنية معينة إذا أردنا أن ننال معاملة اجتماعية جيدة (المرجع السابق: ص 23)..

ونهدف من دراستنا الحالية تحديد الدلالات النفسية لأعضاء جسم الشكل الإنساني كما اتضحت من الدراسات العربية والأجنبية، موضحة بنماذج لرسوم الشكل الإنساني من البيئة المصرية، وذلك كما يتضح مما يلي: ...

الرجوع إلى الفهرس

 

§     أثر استخدام برنامج إرشادي على تنمية بعض عادات الاستذكار لدى طالبات كلية التربية للبنات بمكة المكرمة / د. آيات عبد المجيد مصطفى علي - أستاذ التوجيه والإرشاد النفسي المساعد كلية التربية للبنات- مكة المكرمة

    مقدمة : تعتبر الممارسة من شروط التعليم الجيد، ولكي يمارس الفرد عملية التعلم يجب أن يكون على درجة عالية من الإدراك لما تتطلبه هذه العملية من عادات / ومهارات لازمة لكي يحقق النجاح الذي ينشده.

وفي كافة المجالات يلاحظ أن الفرد يجب أن يعرف جيدا ما يتطلبه هذا المجال من  مهارات وعادات سليمة حتى يتمكن من أن يصل بأدائه إلى أعلى مستوى، وعلى ضوء ذلك يعي العمل على إعداد الكوادر العاملة في كافة المجالات ومنها مجال التعليم وذلك بإعداد المعلم الذي يساهم ويقوم بالدور الأساسي في تعليم وتنشئة الأجيال.

وفي هذا الإطار يجب العمل على إعداد طالبات كلية التربية بشكل يؤدى إلى قيامهن بالدور المنوط بهن مستقبلا- كمعلمة- على أكمل وجه. فإذا كانت المعلمة تعانى من مشكلات نفسية أو مشكلات ترتبط بالدراسة فإنه- بلا شك- سوف تنتقل مثل هذه المشكلات إلى التلميذات وذلك أثناء تدريسها لهن، كما أن مثل هذه المعلمة لن تستطيع تقديم المساعدات لتلميذاتها للتغلب ما يعانين منه من مشكلات نفسية أو دراسية.

ونظرا لأهمية عادات الاستذكار السليمة في رفع مستوى التحصيل فقد أوضح دانشيس  روجر Danchusee R. 1985  " إن إحدى الجامعات قامت بتنظيم سيمينار لمناقشة صعوبات الاستذكار الخاصة بتنظيم الوقت، والدافعية، والتركيز، وكتابة الملاحظات، وقراءة المحتوى، وكذلك الاستعداد للاختبار.

كما أوضح واتس فرايسر.1985Watts, Fraser,  في " دراسة قام بها أن المدرسين أوصوا بضرورة إعداد برامج إرشادية لعلاج صعوبات ومشكلات الاستذكار وأوضح كذلك أن تحسين عادات الاستذكار باستخدام البرامج الإرشادية في ضوء أساليب الإرشاد أفضل من تقديم المساعدات على شكل نصائح عامة للاستذكار.

وجدير بالذكر أن الافتقاد لعادات الاستذكار قد يؤدى إلى نقص مستوى التحصيل الدراسي ففي دراسة بهاتناجار Bahatangar, 1976 أوضح أن من بين العوامل التي تسبب نقص مستوى التحصيل هي العوامل التربوية المتمثلة في الحاجة إلى عادات الاستذكار الجيد.

من هنا رأت الباحثة أن هناك ضرورة لإعداد برنامج إرشادي لتحسين عادات الاستذكار لدى طالبات كلية التربية للبنات بمكة المكرمة...

الرجوع إلى الفهرس

 

§    إدراك الذنب كمؤشر لمظاهر القلق المعرفية والجسمية / د. خالد إبراهيم الفخرانى أستاذ علم النفس المساعد كلية الآداب- جامعة طنطا / د. ابتسام حامد السطيحة مدرس علم النفس كلية التربية- جامعة طنطا

   مقدمة : ركزت المداخل الحديثة على دور العمليات المعرفية لفهم القلق والسلوك المرتبط به (Sarason, 1972a 1972b)، حيث أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن تركيز الانتباه في مثير معين لإدراكه وتأويله يعد عاملا مهما في إحداث استجابة الخوف، (Carver,Blaney, & Scheier, 1979ِ)، ونتيجة لذلك ظهرت تيارات جديدة للعلاج النفسي تقوم على تعديل السلوك المضطرب عن طريق تعديل النواقص المعرفية لديه، ومن بين هذه التيارات العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج العقلاني الانفعالي، والعلاج الجشطلتي، والعلاج المعرفي عند بيك، وكل هذه العلاجات تستند على أن معظم الاضطرابات الانفعالية والنفسية تعود بدرجة كبيرة إلى التفكير بطريقة غير منطقية، وغير عقلانية، وأن الفرد يمكن أن يخلص نفسه من معظم اضطراباته النفسية إذا تعلم أن ينمي تفكيره العقلاني إلى أقصى درجة وأن يخفض من تفكيره غير العقلاني إلى أقل درجة وذلك عن طريق تغيير مدركاته المشوهة أو إعادة ترتيبها (الطيب، 1981، ص 119).

ومن ثم لا يمكن عزل الاضطراب النفسي عن الطريقة التي بفكر بها الشخص ويدرك بها الأمور، وعما يحمله من آراء ومعتقدات عن نفسه وعن الأحداث الخارجية التي تمر به، فالشخص المكتئب يرى ويصف نفسه بالقصور، وعدم اللياقة، والعجز، وينسب ما يمر به من خبرات غير سارة إلى عوامل شخصية فيه كالقصور النفسي، أو العقلي أو أنه قاصر اجتماعيا، كما يمثل الإدراك السلبي للمواقف والأحداث الخارجية عرضا من أعراض الاضطراب النفسي، حيث يعبر بعض المرضى بمشاعر حادة من الذنب، وقهر النفس فنجدهم ب ن أنفسهم بصورة أسوأ مما هم عليه فعلا أو أسوأ مما يراهم الناس عليه، ويرى كل ملهم نفسه على أنه "سيئ"، أو "مخطئ"، أو "شرير" ويرون أنفسهم مستحقين لما يلم بهم من ملمات أو اضطراب على سوئهم (إبراهيم، 1998، ص 26). وتوجد دلائل على أن استدعاء المعلومات السابقة يكون انتقائيا، كما أن عملية إعادة تنظيمها يحتوى على أكثر من الاسترجاع البسيط لها من الذاكرة (1982(Bartlett,  لأنها قد تشتمل على عدد من الفجوات التي قد يقع فيها الأفراد، وذلك من خلال عمل استدلالات عن الأحداث السابقة وإعادة تفسيرها مرة أخرى، حيث افترض كل من ماك فارلاند (1989) Ross أن وجهات النظر الشخصية أو المعتقدات تؤثر في استدعاء الخصائص الشخصية من الماضي، لأنها تمثل تكوينات لمعارف ضمنية، ومعتقدات خاصة عن الحالات التي تعجل بتغيير وثبات في الخاصية، كما دعمت أعمال روس الفرض القائل بأن الاستدعاء التلقائي غير الدقيق يرتبط بوجهة النظر الشخصية عن الخواص أو الصفات التي يسأل الفرد عنها لكي يقوم باستدعائها، فعلى سبيل المثال أوضح ماك فارلاند (1989) McFarland, أن استدعاء أعراض الطمث التي تسبب الضغوط تكون بسبب المعتقدات الشخصية السلبية عن عملية الحيض (كالاعتقاد بأن الحيض يرتبط بكل من الألم، والمشاعر السلبية، والأعراض السلبية كحصر الماء)، وهذا يوضح أن المعتقدات الشخصية قد تؤثر على اختيار ما يمكن استدعاؤه فقط ولا تؤثر على عملية الترميز...

الرجوع إلى الفهرس

 

§         خادمات المنازل: دراسة نفسية اجتماعية / د. إيمان محمد صبري إسماعيل أستاذ علم النفس المساعد / كلية الآداب- جامعة المنيا

   مقدمة : كانت ومازالت المرأة مصدر اهتمام وإلهام العديد من العلماء والباحثين والفنانين نظرا لما لها من تأثير بالغ فعلي سهل المنال يوضح محمود مختار في تمثال نهضة مصر أن الفلاحة التي تقف إلى جانب أبي الهول تجسد ثلاث معان أساسية هي: الوطن، المرأة، الحضارة وكأنه بذلك يريد أن يقول أن نهضة مصر وحريتها تكمن في امرأة قوية منتجة (عواطف عبد الرحمن، 2000، 18).

لذلك تشير بعض الدراسات التي حللت صورة المرأة في الأدب أو وسائل الإعلام على أنها مخلوق معطاء دائما ما تضحي بنفسها من أجل إسعاد الآسرة دون النظر إلى حاجاتها وإمكانيتها وترتبط هذه الصورة بالثقافة السائدة في المجتمع وهذه الثقافة تعتبر بلا شك قانونا غير معلن يتحكم في سلوك كثير من فئات المجتمع حينما يتعاملون مع المرأة. مما يدفع المرأة إلى تجنب التعبير عما تريده أو تحتاجه مما قد يعرضها في العديد من المواقف للاضطرابات النفسية والاجتماعية. ولقد أكد Block (1973) في دراسته عبر الحضارية من أن مفهوم التنشئة الاجتماعية للإناث يتجه نحو تدعيم الوداعة، الخضوع... الخ وكلها مظاهر المحافظة التقليدية للدور الأنثوي وترويض للإمكانيات الشخصية، فالدور الأنثوي يلزمها أن تنكر احتياجاتها الخاصة وتناضل من أجل كسب رضا وحب الآخرين (526: 512. 1973، (Block.

تلجأ الأسرة ومن بعدها الزوج في المستويات الاجتماعية الاقتصادية الدنيا إلى أسلوب يتسم بالعنف والسيطرة وفرض الرأي في أغلب الأحيان مما يجعل المرأة تعانd الكثير من الإحباطات والمشاكل التي قد تؤثر على مساهمتها في عجلة التنمية لأنه من المتوقع أن تضحي دائما وأبدا من أجل إسعاد الأفراد المحيطين بها دون مشاركة منهم في مساعدتها في تحقيق هذه السعادة سواء بطريقة لفظية أو عملية، بالإضافة إلى ذلك تلعب الظروف الاقتصادية السيئة وانخفاض مستوى التعليم وكثرة أفراد الأسرة دورا في محاولة النساء الفقيرات التغلب على هذه الظروف بالالتجاء إلى أعمال لا تتطلب خبرة أو تعليما مثل العمل في المنازل من أجل زيادة دخل الأسرة بحكم أنها مسئولة طواعية عن تدبير شؤون الحياة ومن ثم فهي تضحي باحتياجاتها ومطالبها عامة من أجل باقي أفراد الأسرة وبالتالي تتعرض المرأة لمخاطر عديدة نتيجة لقيامها بكل من أدوارها وأدوار الأب المفقود إذا ما كانت زوجة وأما مع تنامي عبء الأدوار فإنها تتعرض للعديد من الضغوط النفسية والاجتماعية Welthen, 1982, 203-210)) ونصبح المشكلة أكثر خطورة حينما يكون لدى المرأة أطفال صغار يحتاجون إلى رعايتها المباشرة وتدفعها الظروف للخروج إلى العمل مما يجعلها أقل اهتماما بحاجاتها الشخصية (الذاتية) وأقل في مشاركتها الاجتماعية (-Amato,  1987, 316-320) / ومما يعرضها لبعض الاضطرابات النفسية مثل القلق، الانطواء، الاكتئاب...... الخ.

الرجوع إلى الفهرس

 

§        فاعلية برنامج لتعديل اتجاهات المسنين نحو الشيخوخة / د. نادية عبده عواض أبو دنيا أستاذ علم النفس التربوي المساعد - كلية التربية- جامعة حلوان

   مقدمة : إن المسنين هم بالفعل ثروة بشرية حقيقية لكل شعب والاهتمام بهم ورعايتهم وحفظ صحتهم وتعزيزها، وتنشيط دورهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والتربوي لما اكتسبوه من خبرات وتجارب، وما يمثلونه من ريادة ومثل عليا، إنما هو أيضا معين هائل لعملية التنمية في كل المجالات إذا أحسنا الاهتمام بهم، وتلقوا الرعاية المناسبة، وإلا فإنهم قد يصبحون عبئا على التنمية نفسها في حال تجاهلهم وإهمال قضاياهم وتردي أوضاعهم الصحية والاجتماعية، ناهيك عن أن من يهتم بالمسنين إنما يهتم من حيث الجوهر بمستقبل ممل كل فرد وأسرة ومجتمع.

ويذكر المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة المسنين ذوى الأعمار من 65 عاما فأكثر تبلغ 3.3% حسب تقديرات سنة (1997) قاعدة البيانات في EMRO سبتمبر سنة 2000م).

وستصل هذه النسبة إلى 3.6% بحلول عام 2005، وقد بلغت نسبة المسنين في مصر 7,2% في عام 2000 وستصل هذه النسبة إلى 8,4% بحلول عام 2025، ويؤدي التصنيع والتغيرات الناجمة عنه إلى تحول الأسر الممتدة إلى أسر نووية، الأمر الذي يعني ازدياد صغر حجم الأسرة وضرورة اعتماد المسنين على ذاتهم في رعاية أنفسهم.

وقد أوضحت دراسة طلعت منصور(1978) أن المسنين لديهم حاجات متعددة مرتبطة بممارسة أنشطتهم المختلفة الحياتية وهذا يعني أنهم في حاجة إلى تحقيق التوافق مع قدراتهم وحالتهم الجديدة مع متطلبات البناء الاجتماعي للمحافظة على أكبر درجة من نشاط المسن.

   وتؤكد الدراسات الخاصة بعلم الشيخوخة أهمية وقيمة التوافق بالنسبة للحياة النفسية لكبار السن، وتتضح هذه الأهمية في مقدار ما يتحقق للمسن من رضا ذاتي عما وصل إليه من إنجازات، وتنوع وتعدد الأنشطة يدمج مها، وبالتالي تقوية صلاته الاجتماعية بالآخرين، وكذلك يساعده التوافق على استحداث أدوار بديلة لتلك الأدوار التي فقدها في الفترة السابقة من حياته.

وتوجد مجموعة من الأفكار النمطية الخاطئة حول هذه المرحلة، فالمسنون مرضى فقراء، غير مهمين، غير أصحاء، غير ودودين، ومساكين، وكذلك ما يفيض به الفلكلور الثقافي من إشارات غير محبذة لهذا العمر الإنساني، ومن أمثلة ذلك بعض الأمثال الشعبية، فالطابع الغالب عليها هو الطابع السلبي، فإذا أضفنا إلى ذلك التراث الأدبي والصورة السلبية فيه عن الشيخوخة، والذي يتم به تشكيل الأفكار والمعتقدات والاتجاهات والآراء، فإن ذلك يؤدي إلى تدعيم هذه الصورة السلبية (آمال صادق، وفؤاد أبو حطب 1999: 505)...

الرجوع إلى الفهرس

 

§     التفاؤل والتشاؤم وعلاقته ببعض المتغيرات الاجتماعية الديموغرافية لدى طلاب الجامعة / د. نجوى اليحفوفي - أستاذ علم النفس الاجتماعي المساعد – الجامعة اللبنانية

   مقدمة : تستحوذ دراسة التفاؤل والتشاؤم على اهتمام بالغ من قبل الباحثين، نظرا  لارتباط هاتين السمتين بالصحة النفسية للفرد، فقد أكدت مختلف النظريات على ارتباط التفاؤل بالسعادة والصحة والمثابرة والإنجاز والنظرة الإيجابية للحياة. على حين يرتبط التشاؤم باليأس والفشل، والمرض، والنظرة السلبية للحياة، (Peterson, 2000).

وبرزت دراسة هذين المفهومين في العديد من دراسات علم النفس العيادي، وعلم نفس الصحة وعلم نفس الشخصية وعلم النفس الاجتماعي(  Scheier and Carver 1985 ) وحديثا في علم النفس الحضاري المقارن. وتزايد الاهتمام بدراسة التفاؤل والتشاؤم بشكل لافت في أواخر السبعينيات حيث ظهر أول كتاب لي تايغر (Tiger, 1979) ثم توالت الدراسات لاحقا Fisher, Leinberg 1986, Scheier carver 1985, 1992. Peterson Bossio 1991. Colligan, Offord et al 1994... ).

الرجوع إلى الفهرس

 

§    الفردية والجمعية في مجتمعات حضارية مختلفة (دراسة عبر ثقافية) / د. عبد الفتاح السيد درويش مدرس علم النفس - كلية الآداب- جامعة المنوفية - أ. د. جانترل. هوبر - أستاذ علم النفس بجامعة توينجن بألمانيا الاتحادية

   مقدمة : يهتم البحث بتناول مفهومي الفردية مقابل الجمعية في سياق عبر حضاري بين مجموعتين من المفحوصين كعينة ممثلة عن المجتمع المصري والمجتمع الألماني. إذ تهدف الدراسة إلى قياس الفروق الحضارية على متغيري الفردية والجمعية مجموعتي المفحوصين، ومعرفة دلالة اتجاه لمستويات كل من الفردية والجمعية (رأسيا- أفقيا)  على مقياس  تراندز  Triands (1985). واعتمدت  الدراسة على عينة قوامها 145 مفحوصا، منهم (85) من المجتمع المصري بواقع (30 ذكورا، 50 إناثا) و(60) من المجتمع الألماني بواقع (30) ذكورا، 30 إناثا)، وانتهت النتائج إلى ارتفاع درجات مجموعة الألمان على درجتي الفردية الرأسية ((VI)، والأفقية (HI) عن مجموعة المصريين بينما ارتفعت درجات مجموعة المصريين على درجتي الجمعية الرأسية (VC) والأفقية (HC) عن مجموعة الألمان، كما ظهرت فروق جنسية على الألمان بصورة اكثر بينما ظهر العكس بالنسبة للجمعية بشقيها الرأسي (VC) والأفقي (VC).

من خلال التراث يؤكد هوفشتيدا (1980) Hofstede  على صياغة مفهومي الفردية والجمعية عبر الفلاسفة وعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيا، ولبعض المبادئ المعتمدة من الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية- المسيحية- الإسلامية) وبدءا من القرن العشرين لاح هذا الاتجاه في أوروبا، وأصبحت فلسفة عامة لحياة اجتماعية متكاملة (420-419: 1984 Hofstede & Bond, ).

ويشير هوفشتيدا إلى أن الأفراد ذوى الثقافة الفردية يتميزون بارتفاع تمسكهم بالقيم الفردية المرتبطة بسلوكهم داخل نطاق المجتمع على مستوى أنساقه المختلفة، وبالتالي تصبح صفاتهم عكسية مقارنة بالمجتمع الجمعي. وهذا مؤشر على اختلاف السلوك بين الثقافتين من حيث العمليات النفسية المصاحبة: مثل الدراسات التي أجريت للمقارنة عبر الحضارية بين عينات أمريكية وأسترالية (شرق وجنوب آسيا)، وتعددت هذه المحاولات من قبل كيم 1986 Kim وفيرما 1987Verma  وتراندز (C.F., Kagitcibasi & Berry, 1989 : Triandis 1985 .515-516) .

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مدى فاعلية برنامج تدريبي لزيادة السلوك التكيفي لدى الأطفال ذوي التخلف العقلي الخفيف إعداد: أحمد السيد سليمان عفيفي

   مقدمة : إن التخلف العقلي ظاهرة إنسانية لا يخلو منها مجتمع أو طبقة من الطبقات. والتخلف مشكلة ترتبط بالكفاءة العقلية للأفراد الذين يعتمد عليهم المجتمع. ولذلك تعتبر مشكلة التخلف العقلي من أهم المشكلات الاجتماعية والنفسية والصحية والتعليمية والتأهيلية التي تواجه العالم اليوم.

  والطفل المصاب بالتخلف العقلي يمثل مشكلة متعددة الأبعاد. فهو لا يستطيع أن يحمى أو يعول نفسه. إلى جانب كونه مشكلة أسرية لما يصدر منه من سلوك سيئ التكيف ولا يعني كون الطفل مصابا بالتخلف العقلي أنه بلا حقوق على المجتمع بل وربما كان هذا المعوق أكثر احتياجا من أي فئة أخرى للرعاية من حيث أنه لا يعرف ما ينفعه وما يضره كما أنه لا يميز بدرجة أو بأخرى بين خصائص الأشياء وطبيعة المدركات.

ويمثل الطفل المتخلف عقليا مشكلة للمجتمع المحيط به من آباء وزملاء ومدرسين ومشرفين حيث يعانى أهل الطفل من مشكلات سلوكية تؤثر في تكيفه الاجتماعي وتفاعله مع الآخرين وتعمل تلك المشكلات على التقليل من استفادته من البرامج المقدمة له.

ولقد أكدت كثير من الدراسات زيادة حدوث السلوك غير التكيفي لدى الأطفال المعاقين عقليا وأن عدم القدرة على التكيف يعتبر العقبة الرئيسية في سبيل نجاح المعاقين عقليا في المجتمع كما يعاني الأطفال المعاقون عقليا من تأخرهم في بعض العمليات الاستقلالية مثل الأكل وارتداء الملابس وقضاء أوقات الفراغ. والتخلف العقلي مشكلة تؤرق المجتمع وتهدد أمنه واستقراره لأن الشخص المتخلف عقليا إذا لم يجد الرعاية المناسبة فسيصبح خطرا، على نفسه وعلى أسرته ومجتمعه فقد يكون مصدرا للشر والإجرام لعدم تبصره بما يفعل وعدم تقديره لأخطار الأفعال الإجرامية أو لرعونة تصرفاته أو لسهولة استهوائه والتأثير عليه ويؤيد هذا التفسير نتائج دراسات كثيرة أشارت إلى ارتفاع نسبة المتخلفين عقليا بين الجانحين والمسجونين. كما تؤثر مشكلة التخلف العقلي في المجتمع تأثيرا مباشرا على الأسرة حيث يسبب قدوم طفل معاق عقليا مشكلات عاطفية ووجدانية وسلوكية واقتصادية فعندما يصف الوالدان تخلف ابنهما تنتابهما مشاعر متباينة من الحزن والقلق والخوف كما أن الإعاقة العقلية تجعل الطفل غير قادر على أن يمارس حياته ودوره في الأسرة والمجتمع، الأمر الذي يزيد من إحساسه بالعجز والتخلف عن الآخرين. ويمر الفرد ذو الإعاقة العقلية بخبرات متكررة من الفصل بسبب نقص قدراته العقلية فهو يعجز عن مسايرة زملائه في التعليم العادي كما لا يستطيع القيام بالأعمال التي يقوم بها أقرانه من العاديين. لذا فهو يحتاج إلى التدريب العملي على أعمال تناسب قدراته المحدودة من أجل استثمار هذه التدريبات ومساعدته للقيام ببعض الأعمال معتمدا على نفسه فيقل اعتماده على الآخرين ويحقق له قدرا من التكيف الشخصي.

وتعتبر عناية أي مجتمع من المجتمعات بالأطفال ذوى الفئات الخاصة هي إحدى الواجهات أو المعايير للحكم على تقدم المجتمع.

وتوفير التدريب الجيد لهؤلاء الأفراد يتيح لهم الفرصة لإخراج إمكانياتهم وقدراتهم المحدودة ويجعلهم قوة منتجة في المجتمع ولقد أثبتت العديد من الدراسات وبما لا يدع مجالا للشك أن الفرد ذا الإعاقة العقلية إذا ما تلقى تدريبا جيدا على أعمال تناسب قدراته وإمكانياته فإن ذلك يساعده على اكتساب الخبرات والمهارات الاجتماعية والعملية التي تعينه على مواجهة الحياة الاجتماعية والعيش في جماعة وفى هذا علاج للعديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية لديه.

الرجوع إلى الفهرس