مجـــــــــلات 

 

 

الثقافـة النفسيـة المتخصصــة

تصدر عن مركز الدراسات النفسية و النفسية-الجسدية

العدد الواحد و الخمسون – المجلد الثالث عشر  تموز / يوليو  2002

 www.psyinterdisc.com

كامل العدد

http://www.arabpsynet.com/Journals/ICP/ICP51.pdf

https://drive.google.com/file/d/101OXGknXweqnaOdX1d5JSaDjHxKzyJeo/view?usp=drivesdk  

 

الافتتاحية

http://arabpsynet.com/paper/conspapierdetail.asp?reference=8943

q       فهرس الموضوعات /  CONTENTS / SOMMAIRE 

 

§         افتتاحية العدد  (النص الكامل / Full Text)

§         قضية حيوية : السيكولوجيا و حوار الحضارات (النص الكامل / Full Text)

§         علم النفس حول العالم

§         مقابلة العدد : لقاء مع مؤلف "الثلاثاء الأسود" د. محمد أحمد النابلسي

§         اختبار العدد : برمجة مقياس التوافق النفسي و أثره على بعض المتغيرات

§         التحليل النفسي : الجانب المظلم من الأنوثة / عقدة ليليت

§         العلاج النفسي : فعالية استخدام العملات الرمزية لدى الفصاميين

§         التراث النفسي العربي : نماذج من أساليب معالجة الأطباء العرب و المسلمين للاضطرابات النفسية

§         الندوات و المؤتمرات

§         مكتبة الثقافة النفسية

§         ملف العدد : الجينات و المرض النفسي / د. إلهام خطاب عبد الله

1-    الجينوم و الأمراض الوراثية

2-    الجينوم و الشيزوفرانيا

3-    الجينوم و الذكاء

4-    الجينوم و الكحولية

5-    الجينوم و مرض القلق

6-    الجينوم و الإفراط الحركي

7-    آلية الهندسة الوراثية علاجيا

 

q       ملخصات  /  SUMMARY / RESUMES 

 

§         علم النفس حول العالم :

o         نصف الشباب البريطاني .. مدمن / رمزية نعمان – سناء شطح – نشأت صبوح

o         هرمون طبيعي يعالج القلق وينظم النوم

o         تحذير جديد من المشاعر السلبية والضغوط النفسية / الغضب يهدد القلب والتبريد ينقذه

o         تعابير الوجه واختلاف الأدمغة

o         احتجاج إسرائيلي على لعبة الكمبيوتر

o         معتقل الخيام ساحة للفن

o         تمارين اليوجا والتأمل تخفف الإحساس بالألم

o         الغضب يزيد مستويات الكوليسترول عند السيدات

o         تجارب على لقاح جديد تبشر بعلاج سرطان المخ

o         اكتشاف مركب كيميائي يعالج ألزهايمر

o         لا تبتئسوا / د. لطفي الشربيني

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مقابلة العدد : لقاء مع مؤلف " الثلاثاء الأسود" الدكتور محمد أحمد النابلسي

    مدخل : لم تمض ثلاثة أشهر على ظهور الطبعة الأولى من كتاب " الثلاثاء الأسود – خلفية الهجوم على الولايات المتحدة " حتى ظهرت طبعته الثانية مدققة ومنقحة. الكتاب للدكتور محمد أحمد النابلسي وحول الكتاب حاوره الصحفي اللبناني الكبير الأستاذ اسكندر داغر. المتابع لنبض الساحة الثقافية العربية. وهو وجد في الكتاب أهمية تستحق اطلاع القارئ العربي عليه عبر مقابلة أجراها مع المؤلف في مجلة الأسبوع العربي. وإليكم نص المقابلة :

يدخل الطب النفسي مع السياسة في علاقة تواطؤية، وهذا التداخل تم تداوله على نطاق واسع في أوائل السبعينات حين تم اغتيال عدد كبير من الأطباء النفسيين التشيليين في سياق الانقلاب الذي قاده بينوشيه آنذاك ضد الليندي. مما طرح بإلحاح إشكالية العلاقة بين السياسة والطب النفسي.

   الدكتور محمد أحمد النابلسي الممارس العيادي للطب النفسي قدم للمكتبة العربية عدة كتب في مجال الطب النفسي السياسي. إضافة إلى مجموعة مقالات تحليل-سياسي.

   وبمناسبة ظهور الطبعة الثانية من كتابه " الثلاثاء الأسود / خلفية الهجوم على الولايات المتحدة " كان لنا معه هذا اللقاء.

     - هنالك علاقة تبادلية بين الطب النفسي والسياسة ونريد معرفة رأيك وتجربتك في تفاصيل هذه التبادلية التي تذهب إلى حد التواطؤ أحيانا.

    -  النابلسي : هذه التبادلية تنطلق من العلاقة بين الاختصاص وبين الفكر الاجتماعي والسياسي الذي يحدد معايير السواء والشذوذ. فالسلوك المعارض لهذا الفكر يعتبر إما جنونا وإما شذوذا. وعلى الطب النفسي أن يراعي هذه المعايير لأنها القواعد التي تعتبر شروطا أساسية لعملية التكيف. الذي ينعدم إذا لم تحترم هذه الشروط. وهنا يبدأ التواطؤ بين الاختصاص والمعايير السائدة.

    - هل يعني ذلك أن لكل مجتمع أو فكر سياسي – اجتماعي الطب النفسي الخاص به ؟

    -  النابلسي : لو عدنا إلى الحرب الباردة لوجدنا أن للشيوعية رؤيتها الخاصة للإختصاص. ومن ضمنها رفض التحليل النفسي جملة وتفصيلا. بل أن الصراع بين الفرع الشيوعي والفرع الأميركي للاختصاص أدى إلى حدود طرد الاتحاد السوفييتي من الجمعية الدولية للطب النفسي. ولم يعد إليها إلا في مؤتمر أثينا 1989 أي بعد سقوط جدار برلين ومعه الشيوعية.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         اختبار العدد : برمجة مقياس التوافق النفسي وأثره على بعض المتغيرات / نبيل صالح سفيان – أستاذ علم النفس جامعة تعز – اليمن

   ملخص : تهدف الدراسة إلى :

1 – تصميم برنامج لمقياس التوافق النفسي والاجتماعي بواسطة الحاسوب باللغة العربية على أسس علمية نفسية .

2 – التعرف على درجة الفروق بين المستجيبين على المقياس المبرمج بالحاسوب ومقياس الورقة والقلم  في السرعة والدقة والكلفة ، ومستوى الجاذبية، والحساسية في الإجابة عليه، وكذلك التعرف على درجة الفروق في التصحيح على المقياس المبرمج بالحاسوب ومقياس الورقة والقلم  في السرعة والدقة والكلفة .

طبقت الدراسة على مجموعة من طلبة جامعة تعز من قسم علم النفس في المستوى الثاني تم اختيارهم بطريقة عشوائية بلغت  أربعين طالبا وطالبة (عشرون طالباً وعشرون طالبة). أما عينة المصححين فقد بلغ عددهم عشرة من الأساتذة في الجامعة والمعيدين .

     استخدمت في هذه الدراسة عدد من الأدوات وهي :

-        مقياس التوافق النفسي والاجتماعي للشباب الجامعي (من إعداد الباحث ) نسخة الورقة والقلم 

-        مقياس التوافق النفسي والاجتماعي للشباب الجامعي (من إعداد الباحث) النسخة المبرمجة استبيان مفتوح مغلق .

توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :

أولاً : تصميم برنامج لمقياس التوافق النفسي والاجتماعي بواسطة الحاسوب باللغة العربية على أسس علمية نفسية.

ثانياً : وجود فروق ذات  دلالة إحصائية عند مستوى > 0.001 ) بين المجموعتين الضابطة والتجريبية  في جميع المتغيرات لصالح المجموعة التجريبية ، مما يدل أن استخدام المقياس المبرمج أكفأ من استخدام مقياس الورقة والقلم  في سرعة الاستجابة، في درجة الرضا والاندفاع نحو الاستجابة و في عملية التحسس مما يجعل المقياس المبرمج أكثر مصداقية  متميزا بارتفاع مستوى الدقة و تدني الأخطاء إضافة إلى السرعة و الدقة في تصحيح المقاييس.

نعرض في الأخير إلى بعض التوصيات و المقترحات انطلاقا من هذه الدراسة.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الثلاثاء الأسود خلفية الهجوم على الولايات المتحدة

   مدخل : كتاب جديد للدكتور محمد أحمد النابلسي يوظف فيه العلوم النفسية في الميدان السياسي/ المستقبلي. حيث تشير تواريخ المقالات المنشورة في الكتاب إلى توقع النابلسي انفجار فوضى أميركية داخلية منذ العام 1997.

   أهمية الكتاب أنه لا يدعي الحكمة بمفعول رجعي. بل هو يستبق الحوادث ليتوقعها بناء على تحليل نفسي مستقبلي. فالنظام الرأسمالي غير قابل للعولمة. والعنصرية داخل الولايات المتحدة غير قابلة للإحتواء. علاوة على استحالة الاستمرار في سياسة توريط الأصدقاء وابتزازهم.

   من جهته يذكر المؤلف بنوع من الإعجاب طريقة كلينتون المرنة والدبلوماسية في استيعاب الفوضى الأميركية وتصديرها إلى الخارج. حتى أنه كتب عام 2000 أن هذا الرئيس سيكون آخر الرؤساء المحترمين …إذ يتوقع عجز خلفه عن الاستمرار في تصدير الفوضى إلى الخارج. بحيث يصبح انفجارها الداخلي حتميا….

 

 

§         الجانب المظلم من الأنوثة : عقدة ليليت Litith-complex / هانس يوأخيم ماس / ترجمة الدكتور سامر جميل رضوان

   مدخل : ترمز الصورة الأسطورية لليليت إلى الجزء المحرم من النفس الأنثوية. فليليت تعتز باستقلاليتها وفاعليتها الجنسية، وترفض المومة. ليليت هي كل امرأة، ولكن ليس كل امرأة تجرؤ، على خبرة هذا الجانب. الأمر الذي يقود إلى عواقب وخيمة كما يظهر ذلك المحلل النفسي، هانس يوأخيم ماس.

   تعني ليليت في اللغة العبرية "العتمة" . ومنذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة تطلق عليها في الأساطير تسمية جنية الليل المجنحة. واعتبرها السومريون والبابليون والآشوريون والكنعانيون والفرس والعبريون والعرب والتويتونيون آلهة وغاوية وقاتلة للأطفال. ووفق التفسيرات العبرية المتأخرة كانت ليليت وفق سفر التكوين الزوجة الأولى لآدم. بالطريقة نفسها التي خلق بها آدم. غير أن آدم وليليت لم يتفقا مع بعضهما أبدا. فلم تكن ليليت مستعدة للخضوع لآدم. وقد بررت مطالبتها بالمساواة مع آدم بأنها خلقت من التراب نفسه الذي خلق منه آدم. وقد عبرت ليليت عن مساواتها مع آدم من خلال امتناعها عن أن يلقي آدم من خلال امتناعها عن أن يلي آدم جسده فوقها أثناء ممارسة الجنس. فقد أرادت أن تكون مشاركة في الفعل الجنسي بصورة فاعلة "وتنام" فوق آدم.

   قاد امتناع ليليت عن الخضوع لآدم إلى قلقه وغضبه. وأدت حدة الخلافات بينهما إلى هروب ليليت من الجنة في النهاية. ومن هنا نشأت الصورة الأولى لليليت باعتبارها "الأنثى الشهوانية" ولاحقا باعتبارها آلهة الدعارة والجن والاستمناء...

الرجوع إلى الفهرس

 

§    العلاج النفسي : فعالية استخدام العملات الرمزية كعلاج سلوكي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الفصاميين / وفاء جاسم العرادي : مكتب الإنماء الاجتماعي- الكويت / صفوت فرج – قسم علم النفس- جامعة القاهرة

   ملخص : يعد نقص المهارات الاجتماعية إحدى المشكلات الأساسية لدى مرضى الفصام، والذي يترتب عليه صعوبات عديدة في التعامل مع الآخرين وتحقيق الاحتياجات الأساسية، وتتضمن أهداف الدراسة الراهنة تصميم أداة لقياس وتقييم المهارات الاجتماعية، تعتمد على تعريف مقبول لها مع مراعاة الشروط السيكرومترية الأساسية، واستخدام برنامج للعلاج السلوكي في تنمية بعض المهارات الاجتماعية عند مرضى الفصام المزمن، واختبار قدرة هذه الأساليب على إحداث تغيير فعال في سلوكهم، وعلى بناء أساليب إيجابية تزيد من شعورهم بالأمل والتفاؤل وسرعة شفائهم. بالإضافة إلى الكشف عن الفروق بين المرضى الذين تلقوا علاجا سلوكيا وبين غيرهم من المرضى الذين لم يتلقوا العلاج السلوكي. وتكونت عينة الدراسة من أربعة عشر مريضا بالفصام المزمن من نزلاء مستشفي الطب النفسي الكويتي، واستخدمت الباحثة أدوات مختلفة لضبط متغيرات الدراسة (كالمقابلة الإكلينيكية بالإضافة إلى مقاييس خاصة بالمهارات الاجتماعية). وقد أظهرت النتائج وجود فروق دالة بين المجموعتين التجريبية والضابطة بعد انتهاء التدريب، ووجود فروق دالة بعد البرنامج التدريبي بين المجموعة بين المجموعة التجريبية ونفسها على كل متغيرات الدراسة، كما وجدت فروق دالة بعد التجربة للمجموعة الضابطة ونفسها على متغيري توكيد الذات والاتصال فقط…

الرجوع إلى الفهرس

 

§    التراث النفسي العربي : نماذج من أساليب معالجة الأطباء العرب والمسلمين للاضطرابات النفسية / الدكتور محمد الحاج قاسم محمد : الموصل / العراق

   مدخل : كتب الأطباء والعلماء العرب والمسلمون مجلدات عديدة في ميدان الطب النفسي، ولكن لسوء الحظ لم يصل إلينا إلا القليل، فيقال إن أول من عالج موضوع الصحة البدنية – النفسية من العلماء العرب والمسلمين هو أبو زيد أحمد بن سهل البلخي (ت 322 هـ = 922 م) في كتابه " مصالح الأبدان والأنفس" وكتب إسحاق بن عمران مقالة حسنة عن المالينخوليا سوف نتناول الحديث عنها فيما بعد.

   وكتب ابن الهيثم عن تأثير الموسيقى في الإنسان والحيوان وكان هبة الله ابن جميع أول من استعمل العلاج الروحاني  أو النفساني وألف كتابا دعاه بالإرشاد لمصالح الأنفس والأجساد، وقد كتب ابن ميمون رسالتين خصيصا للسلطان الأفضل إحداهما هي تدبير الصحة تشمل بحثا عن علاج الحالة النفسية التي كان السلطان مريضا بها، وقد سماها ابن ميمون الهبوط النفسي. ونجد في الحاوي للرازي  وصفا دقيقا لبعض الأمراض العقلية كالمالينخوليا والمرقية والشراسفية حيث يميز بينهما بجلاء وكذلك يفرق بين فساد الحس مع صواب الحكم وصواب الحس مع فساد الحكم. 

   ونجيب الدين أبو حامد السمرقندي من معاصري الرازي كان من ألمع الأسماء في تاريخ الطب النفسي العربي الإسلامي، إليه يعود الفضل في وصف الكثير من الاضطرابات العقلية وصفا دقيقا مفصلا ومن ذلك أنه وصف حالة هتر حسي مصحوبا بسلوك شاذ، وحالات قلق اجترازي مصحوب بشك واضطراب وسواسي قهري ونوعا من المرض العقلي الاضطهادي، وطائفة من اضطراب الحكم تتضمن سلوكا سايكوباثيا، وحالات اكتئاب مصحوبة بقلق عميق وغير ذلك. وقد تضمن تصنيف نجيب الدين تسعة أصناف من المرض العقلي تشمل ثلاثين حالة مرضية.

   والأطباء والعلماء العرب والمسلمون في معالجتهم للأمراض العقلية والنفسية لجئوا إلى طرق فيها الكثير من الابتكار والمهارة استندت تلك الطرق على فهم وإدراك الطبيب لحالة المريض وكسب ثقته ومحاولة التأثير فيه نفسيا الأمر الذي دفعهم للإبداع في ميدان العلاج النفسي (Psychotherapy) وتحقيق الكثير في وقت كانت الاضطرابات النفسية قد انفصلت عن الطب ودخلت في نطاق الشعوذة  والدجل والسحر وإذا كان من المتعذر علينا الإحاطة في هذا البحث المحدود بكل ما قدمه الأطباء العرب والمسلمون في هذا الحقل فحسبي الأمثلة القليلة التالية لتدل على إنتاجاتهم البارعة…

الرجوع إلى الفهرس

 

§         الندوات و المؤتمرات :

o         مؤتمر الطفولة العربية الواقع وآفاق المستقبل / الغردقة (29-31 أكتوبر 2001)

o         الملتقى الثاني للجمعية الخليجية للإعاقة

o         ندوة بالجامعة الأميركية بالقاهرة : المخدرات .. آفة اليوم والغد

o         مكتب حرم رئيس الدولة ينظم محاضرة حول الأمن النفسي للأطفال

o         اختتام دورة علاج الضحايا في النبطية

o         دورة العلاج الواقعي في مرحلتها الثانية

الرجوع إلى الفهرس

 

§         مكتبة الثقافة النفسية :

العنوان : الحكمة الضائعة

المؤلف : عبد الستار إبراهيم

الناشر : عالم المعرفة / الكويت

   ملخص : ما بين سوداوية فان غوغ وتشاؤميته وبين سخرية دالي وسورياليته تبقى العلاقة بين الإبداع وبين اضطراب الفكر (الحكمة) علاقة جدلية مطروحة للنقاش على الصعيد السيكولوجي كما على صعيد محاولات توصيف الحالة الإبداعية. وهو التوصيف الذي اختصره فرويد بوصفه للحالة الإبداعية الأولى بالقول إنها لحظة – ومضة خاطفة يعود بعدها كل شيء إلى حاله ولكن بصورة مختلفة.

   دراسات امراضية التفكير تؤكد معاناة فان غوغ من الاضطراب المزاجي. لكنها تؤكد في المقابل قدرة دالي على التلاعب بالمعايير لغاية الهزء منها. كما تؤكد ريادته لتيار معاداة الطب النفسي Antipsychiatry حيث تمثل لوحاته سخرية ناشزة من السائد والمألوف الذي ينطلق منه الطب النفسي للتفريق بين السواء وبين اضطراب الحكمة أو ضياعها. وتصل السخرية إلى أقصاها عندما نحاكم لوحات دالي وأفكارها وفق المعايير النفسية الامراضية. فعندما سوف نتهمه بفقدان الحكمة لدرجة اتهامه بالتفكك الفصامي. وهي تهمة قهقه لها دالي طويلا واستمطر تهم المرض النفسي وكأنه يدعو السيكولوجيا للتحول إلى السوريالية ?

الرجوع إلى الفهرس

 

§         ملـــف  العـدد: الجينات والمرض النفسي / د. الهام خطاب عبد الله

 

·         واقع المرض : جينة وكروموزومات أم بيئة وتكيفات

   مدخل : لو وضعنا خارطة للمقارنة في النظريات التي تتحدث عن الطبيعة الإنسانية وعن حالة الصحة والمرض في الجسم الإنساني وعودة أسبابها إلى البيئة أو الوراثة لكانت هذه الخريطة تحمل قمة التناقض والاختلاف، فأصحاب البيئة يرجعون الأمراض إلى البيئة ومتغيراتها وإلى الفيروسات والعدوى التي تحملها وإلى طبيعة الغذاء والهواء والماء وإلى الطبيعة الخارجية عموما التي يعيش فيها الإنسان ومن هنا كان تفسيرهم للوباءات والأمراض المعدية ولماذا توجد في مكان ولا توجد في مكان آخر، وهكذا يفسرون الأمراض بمتغيرات البيئة وفسادها وعدم قدرة الجسم على التكيف المطلوب مع معطياتها مما يحدث فيه المرض. حتى وجد اليوم علم جديد يدعي علم (التبيؤ البشري) قائما على هذه المعطيات أما أصحاب الوراثة والجينات والهندسة الوراثية…الخ فيردون الأمراض إلى كونها أمراضا وراثية مدفونة في جينات الجسم وبمجرد أن تجد لها الوقت والظرف المناسب تظهر على السطح على شكل مرض وجدوا حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف مرض وراثي لدى الإنسان وأخذوا يحاولون أن يعالجوا هذه الأمراض عبر الهندسة الوراثية في المراحل الأولى للجنين وهو في بطن أمه على هذا الأساس فأين هي الحقيقة في هذه الخريطة ? يبدو أن هناك سوء فهم كبير يقع فيه العلماء يقع به علماء اليوم كما وقع به علماء الأمس ولو عدنا إلى أول من تحدث عن نقل الصفات الوراثية بشكل علمي وهو كريكلور عام 1865 عبر ما أسماه بوحدات ناقلة الصفات تنتقل من الأبوين إلى الأبناء، لوجدنا سوء الفهم قد بدأ بعد ذلك الحين، فبعد أن أطلع (مونتانيو) على هذه الآراء وأحس أن في مثانته حصاة وكان أبوه قد بدأ يشكو من حصاة في مثانته بعد سنتين من ولادة (مونتانيو) اعتقد مونتانيو أنه ورث حصاة من أبيه وبقي حائرا كيف يفسر وراثة حصاة من أبيه علما أن أباه بعد لم يكن قد شكا أصلا من آلامها بل ولم يحس بها إلا بعد ولادته بسنتين، وأخذ يعتقد أن هناك معجزة في الأمر، وبعد دراسة نظريات مندل بشكل دقيق فهم حقيقة الأمر وهو أنه لم يرث حصاة من أبيه وإنما ورث جزئيات صفين سماها علماء الحياة المحدثون بعوامل الصفات الوراثية والجينات وأن هذه الجينات هي التي ولدت الاستعداد هي التي ولدت الاستعداد لتكوين الحصاة في المثانة خلال سن معينة من حياته وعند وجوده في بيئة معينة. ونظرة إلى النصف الأول من القرن العشرين وطريقة الفهم النظرية للجينات حاملة الصفات يعطينا الأرضية التي عليها كانت آراء العلماء الوراثيين البيولوجيين، لقد أطلق أحد العلماء لفظة (جينوتايب) على المجموعة المتشابهة في الجينات ولفظة (مينوتايب) وهو مظهر الكائن الحي في ظرف زماني معين أو في مرحلة معينة من نموه وبمعنى آخر فالجينوتايب هو المجموع الكلي للجينات التي ورثها الكائن الحي عن أبويه. أما الفينوتايب فهي الجسم الذي مارست عليه هذه الجينات آثارها بعد فترة معينة وأصبح ما هو عليه آنذاك.

الرجوع إلى الفهرس

 

o         الشيزوفرينيا

    مدخل : لاشك أن الغموض والاختلاطات والاجتهادات تلعب دورا كبيرا في الأمراض النفسية والعقلية أكثر من أي نوع آخر، ففي الوقت الذي يبحث علماء الطب وبايلوجيون عن القاعدة المادية لهذه الأمراض في الدماغ وفي الجينات وفي مختلف المجالات التي تعبر عنها هذه الأمراض في الجسم الإنساني عموما والجهاز العصبي خصوصا، نجد أن هناك من لا يزال يمارس علاج بعض هذه الأمراض على أساس من الأرواح الشريرة وتسليط الإلهة على المصابين لعناتهم عبر هذه الأمراض وهو ما كان يتعامل به الإنسان القديم عبر الحضارات القديمة لعلاج ظواهر مختلفة من هذه الأمراض عند الإنسان والتي قد يكون للإيحاء دور كبير في علاجها.

هذا الغموض وعدم وجود حدود ظاهرة بين تشخيصات كل مرض على حدة كما هي الحال في الأمراض العضوية، جعل الثقافة الطية البسيطة تتعامل مع المعتقدات الشعبية فتعكس مسائل أبعد ما تكون عن الطب والأطباء والعلم والعلماء وإذا كانت هذه الحقيقة واضحة أمام كل المختصين في هذا المجال عن الأمراض النفسية والعقلية عموما إلا أنها أكثر ما تظهر وبشكل لا يمكن تجاهله عند التعامل مع مرض الشيزوفرينيا، هذا المصطلح الذي بدأ دخوله إلى الاستعمال الطي في بداية هذا القرن فقط في حين كان القدماء يطلقون عليه أسماء مختلفة مثل الجنون والخبال والعته والمنخوليا والسوداء وأخيرا الخرف المبكر، وقد تداخل هذا المصطلح مع مصطلح ازدواج الشخصية وتعدد الشخصية التي تعني حالات تصدع الوعي أكثر مما تعني شيزوفرينيا علما أن تعريفات المرض نفسها التي حاولت أن تميز طبيعته وحدوده وظواهره تعددت أيضا وزادت المرض غموضا لغويا مقابل الغموض الإكلينيكي والنفسي الذي يعكسه يقول أحد العلماء من هو في هذا الصدد القد حاول الكثيرون تعريف مرض الشيزوفرينيا ومن الطبيعي أن تقصر هذه التعاريف كلها عن التوصل إلى تعريف شامل محدد لهذه الحالة المرضية ما دام المرض غير واضح من حيث أسبابه وأعراضه ومسيرته ونتائجه، وفي مثل هذه الحالة من عدم الوضوح فإن معظم التعاريف المعطاة لهذا المرض قد تركزت على الأعراض المرضية الأكثر ظهورا في المرض وفي بعض الحالات اتسع التعريف ليصف العمليات النفسية التي تكمن وراء المريض (ص 23 فصام العقل). على أن الإجماع في هذا التعريف وتحليله يقود إلى صفتين أساسيتين هما أولا: الانقسام والتجزئة (شيزو) في المقومات المكونة للعقل (فرينيا) والشخصية وهي الفكر والعاطفة والسلوك، ثانيا: فقدان التوازن في العمليات النفسية الداخلية. أما ما يصاحب المريض من هلوسات سمعية ولمسية ونقص في الانتباه إلى العالم الخارجي والنقص في حب الاستطلاع واضطراب الفكر مع وجود ارتباطات فكرية تعصى على الفهم... الخ كل هذه ظواهر المرض التي تعرض نفسها أمام الطيب...

الرجوع إلى الفهرس

 

o         أمراض الذكاء الجينية

     مدخل : حينما تتم مقارنة ذكاء الأطفال مع عوائلهم نجد أن هناك طفلا ذكيا لأبوين بليدين، وهذا ما يثير الدهشة حقا أما حينما نجد طفلا عادي الذكاء لعائلة قليلة الذكاء أو غير متعلمة أو طفلا خارق الذكاء لعائلة عريقة في المعرفة فلا تندهش، وكأننا نؤمن حقا أن الذكاء وراثي ويمكن أن نبحث عن جينات الذكاء كما نبحث عن جينات أي صفة من صفات الإنسان كلون عينيه أو طوله أو لونه ?

   على الرغم من الاختلافات في تعريف الذكاء وبالتالي الاختلافات في تحديد مقاييسه ومفردات امتحاناته إلا أننا نستطيع وبكل سهولة نصف دائما أمما كاملة بالذكاء كصفة عامة مقابل أمم نصفها بالغباء، وعلى الرغم من أن هذه النظرة قد تتجه إلى تقديم عنصر أي جنس بشري معين على آخر إلا أننا لا يمكن أن ننكرها كلها، وحتى لو صدقت بعض مقاييس الذكاء فيما يخص السود والبيض مثلا فإن هذه الحقيقة يسلم بها الإحصاء ونسبة توزيع الذكاء على أفراد هذا الجنس أو اللون… على آخر أن أصحاب نظرية الذكاء الفطري الذين يعيشون السرعة الذهنية يدعون أن 80-90 % من الذكاء يحدد وراثيا ويعتمدون بذلك على الدراسات الكثيرة التي تمت على التوائم المتشابهة التي ترعرعت في ظروف بيئية مختلفة ومع هذا بقيا متماثلين بالذكاء…

الرجوع إلى الفهرس

 

o         الكحولية

     مدخل : حيثما نستعمل الدراسات الإحصائية للدلالة على سبب وراثي معين فإنما لكي تشير إلينا هذه الإحصاءات إلى نوع المرض الوراثي الذي نلميه أولا عبرها ثم نبدأ بالبحث عن الجينات المسؤولة عن أحداثه أي أن الإحصاء يقف عند حدود تأثير الظاهرة المرضية المشتركة عبر الوراثة. أما تحديد الجين المسؤول عنها فهي الكيمياء العضوية أو البيولوجية الجزئية بشكل خاص، ومن هنا فقد بدأت دراسات إحصائية عن العوامل الوراثية الشاهدة في التأثير على الإدمان أو ظاهرة الكحولية بشكل عام، فقد أشارت الدراسات التي نشرت التي نشرت عام 1980 في المجلة الطبية البريطانية إلى أن إدمان الكحول ومضاعفته يزيدان في أسر المدمنين بصورة خاصة حتى اتضح أن ما بين 25-50 % من آباء مدمني الخمر و20 % من أمهاتهم يدمنون الخمر، وهي بلغة الإحصاء نسب أعلى من نسبة الإدمان في المجموع الكلي للسكان بحوالي 5-10 مرات.(ص 36 الإدمان مظاهره وعلاجه) أن هذه الاستنتاجات الإحصائية بنيت على استخدام مناهج تعتمد على ما يلي…

الرجوع إلى الفهرس

 

o         مرض القلق

    مدخل : حينما تقلق و أنت طالب تدخل الامتحان فهذا القلق طبيعي و سوي و يحدث لكل إنسان. و حينما تقلق و أنت رياضي و قد وقفت في بداية اللعبة متوترا فهذا أيضا قلق سوي. و حينما يقلق الموظف وهو يواجه احتمال فصله من وظيفته فهو قلق سوي و كل الناس يقلقون عند مؤثرات البيئة و تظهر عليهم بوادر القلق و أعراضه الجسيمة و النفسية كسرعة النبض و خفقات في القلب و ارتفاع ضغط الدم و شحوب الوجه و برودة الأطراف و رعشة اليدين ... الخ من أعراض لكن حينما تقلق بدون سبب خارجي أو مؤثر بيئي أو حادث موضوعي خارج ذاتك، فذلك قلق آخر لا يعرف الطب له سببا عضويا حتى اليوم، هذا القلق هو مرض نفسي قد يؤدي إلى الهلع و إلى إنهاء الحياة و إلى الكآبة و إلى و إلى ... و يطلق العلماء على مرض القلق هذا بأنه داخلي المنشأ و أن ضحاياه لهم استعداد وراثي له وهو يبدأ عادة بنوبات من القلق تداهم المصابين فجأة أو بغتة دون إنذار أو سبب ظاهر، و هذا القلق يصيب حوالي 5% من السكان في أي وقت بعينه و قد يصيب 1 % إلى درجة العجز الكلي، كما أن 80 % من المصابين به هم من النساء، و يصيب هذا المرض الإنسان في عمر ما بين العقد الثاني و أوائل العقد الثالث من العمر و قلما يخالف هذا العمر فما هي حدود و احتمالات أن يكون هذا المرض القلقي هو مرض وراثي – جيني بعد أن عجزت التفسيرات الأخرى أن تجيب عنه إجابة واضحة؟...

الرجوع إلى الفهرس

 

o         متلازمة الطفل ذي النشاط المفرط Hyperactive

   مدخل : في الولايات المتحدة ومنذ الستينات اعتبر السلوك المنحرف عند الصغار مرضا وعدد ضحاياه من الصبيان يزيد بما يقرب من تسعة أمثال ضحاياه من البنات أما في بريطانيا فيعتبر الأطفال صغار السن من المشاكسين على أنهم أشقياء أو مضطربون أو هم تعليميا أقل من السويين ويضعونهم في مدارس خاصة وصفات هؤلاء الأطفال أنهم يبدون نشاطا مفرطا في حجرة الدراسة وكثيرا ما يقاطعون المدرس وهم لا يتحملون الفشل على نحو حسن ولا يركزون جيدا ورغم أنهم يبدون على درجة كافية من الذكاء إلا أنهم لا يتمكنون من مواد دراستهم. هؤلاء الأطفال يعانون من مرض سمي (متلازمة الطفل ذي النشاط المفرط) Hyperactive أي أن لديهم مخا معينا بيولوجيا، ولما كان هذا العيب لم يمكن أن يرى بأدق المكروسكوبات فقد بدل تسمية المرض من كونه (عطب خفيف بالمخ)(خ وط م) وهو مصطلح شاع استعماله…

الرجوع إلى الفهرس

 

o         آلية الهندسة الوراثية علاجيا

   مدخل : لقد ظهر في منتصف الستينات اتجاه وخطى جديدة في علوم الحياة والذي تردد كثيرا على أنه وفي حالة تعميق تطبيقاته سيكون بالإمكان وبصورة جدية تطوير التقنيات المستعملة في تصنيع عدد كبير من المواد الكيمياوية والصيدلانية. وقد نشأ حقل الهندسة الوراثية نتيجة للإكتشافات المتعددة اللاحقة والمتعلقة بالنقاط التالية :

1- التركيب الكيميائي للحامض النووي والشفرة الوراثية.

2- الشفرة الوراثية وعملية الترجمة والاستنساخ.

3- الأنزيمات القاطعة.

4- انتقال الصفات الوراثية (ص 18 التقنية الحيوية والهندسة الوراثية).

   لقد عرف أحد العلماء عملية هندسة الجينات بأنها العملية التي بإمكانها توليد خلايا أو أفراد جدد تحمل صفات وراثية تختلف عن الأبوين السابقين، كل ذلك يتم عبر عملية تبادل الجينات بين كروموسومين وتسمى هذه العملية الاقتران الوراثي Genetic recombination

الرجوع إلى الفهرس

 

q       النص الكامل /  Full Text / Texte Entier 

 

§         افتتاحية العدد

    اللاشعور الجمعي والشخصية الأممية تعود اليوم لتحتل واجهة اختصاصنا. وكعادتنا نصل متأخرين بعض الشيء. فها نحن نصل وتهمة الإرهاب ملتصقة بنا. فالجمهور الغربي جاهل ربما بسبب تقصيرنا أيضا. فهو كان يعتبر أن كل المسلمين عرب وكل العرب مسلمون وأصبح يعتبر جميع هؤلاء إرهابيين.

    والواقع أن تورط الاختصاصي في توجيه التهم لنا وللمجتمعات غير الغربية يعود إلى الدليل الأميركي للاضطرابات العقلية المبني على معايير نمط الحياة الأميركية. والذي ينظر إلى كل مخالفة لهذه المعايير على أنها شذوذ يستوجب العلاج. لذلك أطلق المركز منذ بداياته شعار تطويع الاختصاص لكي يلائم شروط وظروف بيئتنا الحضارية. وعقد المركز مؤتمرا بعنوان " نحو علم نفس عربي / 1994 "، وأعقبه بمؤتمر " مدخل إلى علم نفس عربي /1994". ثم كان كتاب رئيس المركز المعنون " نحو سيكولوجيا عربية ". ولا نستطيع بحال القول بأن هذه الجهود لم تثمر إلا أننا نؤكد ضرورة العودة إليها أمام سيل الكتابات التي تتهمنا بملكية خلفية أنثروبولوجية إرهابية. ومنها مقالة ننشرها في هذا العدد للباحث الألماني بيتر كرفي على سبيل فتح أبواب الحوار مع العلماء والمفكرين الغربيين. وهو حوار نحتاجه في زمن إصرار الولايات المتحدة على الحصول على سطوة موازية لقوتها العسكرية. على حساب أصدقائها قبل أعدائها وعلى حساب أوروبا قبل غيرها. لكننا نعتبر أن تلوينة قوس القزح الأميركية لا تسمح باعتماد سياسة القوة الفاشية. إذ تحتاج هذه السياسة إلى مجموعة عرقية متجانسة. لذلك نقول إن الولايات المتحدة تسير في الطريق الخطأ. وإن علينا أن نتعجل الحوار مع الليبراليين الأميركان أو من تبقى منهم ؟.

زميلنا البروفسور بيشاي المهاجر إلى الولايات المتحدة منذ عقود يفتتح هذا الحوار بشرح لمفهوم الانتحار عبر الثقافي. فالاستشهاد ليس مجرد انتحار لأسباب غيرية (إيثارية) بل هو أسلوب في الاختيار عندما تتهاوى الآمال ويضيع المستقبل. أو لم ينتحر البريتونيون " سكان مقاطعة بريتانيا الفرنسية " عندما أحسوا بإلغاء لغتهم وهي نظامهم الرمزي الوحيد الباقي. وقس عليه من العنف الممارس في البلقان وأيرلندا والباسك وانفجار أوكلاهوما الأميركي وغيرها من ممارسات العنف التي تكذب ادعاء وتهمة احتكارنا له. لذلك نبدأ بالدعوة إلى مراجعة الذات قبل توجيه التهم للآخر.

وبالإضافة إلى الأبواب الثابتة يحتوي هذا العدد ملفا بعنوان الجينات والمرض النفسي. وهو بقلم ضيفة جديدة على المجلة هي الزميلة الهام خطاب عبد الله. أما مقابلة العدد فتتناول كتاب "الثلاثاء الأسود- خلفية الهجوم على الولايات المتحدة". وهو من تأليف د. محمد النابلسي ويحاوره المثقف والصحافي اللبناني المعروف اسكندر داغر.

   وحتى نلتقي، عزيزي القارئ، يسرنا أن نزف لك خبر ظهور موقعين نفسيين عربيين جديدين على شبكة الإنترنت. وذلك قبل نهاية هذه السنة. الأول هو موقع مركز الدراسات النفسية ومجلته هذه. والثاني هو الصفحة العربية للعلوم النفسية التي يطلقها زميلنا جمال التركي الذي بذل جهودا" وسخر إمكانات غير اعتيادية لهذا المشروع الرائد.

الرجوع إلى الفهرس

 

§         السيكولوجيا وحوار الحضارات / د. جيمي بيشاي (مدير مستشفي المحاربين القدماء- بنسلفانيا- الولايات المتحدة)

   يعتبر كتاب الدكتور محمد عثمان نجاتي "الإدراك الحسي عند ابن سينا" أول محاولة عربية لتطوير المنهج العلمي في الدارسات النفسية العربية، وتغذية للنهضة الفلسفية على هذا الصعيد. بل ربما كان هذا العمل مؤسسا لمنطلقات الحوار بين الحضارة العربية والحضارات الأخرى. وهو الحوار المزدهر حاليا عقب طروحات الصدام الحضاري. فقد عمدت هذه المحاولة الجادة إلى ربط التراث الإسلامي بالحداثة وما بعد الحداثة. فلا جدوى في رأينا من التفريق بين منهج إسلامي وآخر علماني. فالمنهج العلمي ليس منهجا خاصا بالغرب أو بحضارة دون غيرها. بل هو منهج علمي واحد سواء أكان اكتشافه يعود لأعمال فرنسيس بيكون (1561- 1926) أو غاليلو (1564- 1642) أو قبل ذلك بقرون عدة. كمثل أعمال ابن سينا(980-1038)  أو ابن خلدون (1332- 1406). فالمنهج العلمي موجود ومتاح لكل من يشاء المشاركة في موكب العلم وتطوراته. ولا يختلف في هذا الرأي علماء النفس في أوروبا وأميركا عنهم في دول العالم الثالث. وحسبنا هنا التذكير بكتاب الدكتور محمد أحمد النابلسي " نحو سيكولوجيا عربية " بما يضمنه من مناقشة نظرية لمبادئ تصنيف الأمراض استنادا إلى خصوصيات البيئة. في إطار المنهج العلمي والإفادة من التراكمات العلمية الإنسانية التي يعتبرها المؤلف ملكا للحضارة الإنسانية وليس لحضارة ما دون أخرى. ولقد تطور اعتماد المنهج العلمي في الأديان السماوية الثلاثة عبر قرون عدة من الزمان فكان العلماء العرب، من مختلف الأديان والمذاهب ممن اعتمدوا المنهج العلمي. ومن علماء الإسلام نذكر الغزالي وابن رشد وغيرهما وصولا إلى المفكرين العرب المعاصرين من أمثال زكي نجيب محمود ومحمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد... الخ. ومع أن النهضة الفلسفية في الإسلام سبقت النهضة في المسيحية، إلا أن ثمة عقبات سياسية وقد تكون الحروب الصليبية واحدة من هذه العقبات، أخرت مسيرة التطور في المنهج العلمي في العالم الغربي. فقد كان الغزالي مثلا كثير الشبه بالفيلسوف الفرنسي ديكارت، والأول كان يقول " أنا أريد... أنا إذا إنسان" والثاني عرف عنه الكوجيتو الشهير بالعبارة " أنا أفكر إذا أنا موجود". وحاول كل منهما التوفيق بين العقل والدين، وإنقاذ النفس الإنسانية من الضلال. والغزالي ينسب له القول: "من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمى والضلال "، وقال ديكارت الشيء نفسه في تأملاته Meditation التي تقوم على منهج الشك قبل اليقين. ولكن فلسفة المنهج العلمي من الغرب تطورت بعد ديكارت من التأمل Spéculation إلى الاستقرار عند بيكون وغاليليو إلى المنهج الجدلي عند هيغل، ثم منهج التحليل اللغوي Linguistic Analysis والتفكيك Déconstruction لفلاسفة ما بعد الحداثة. وكل من الغزالي وديكارت قلل من شأن الاستقرار الأميركي. إلا أن الغرب استطاع أن يوائم بين التراث ومتطلبات العصر في حين أن الفلسفة الإسلامية فصلت بين العلم والدين. بعد قيام الخلاف بين الأشعريين والمعتزلة في الدولة العباسية الثانية، وغربت الشمس عن تطور المنهج العلمي في العالم العربي حتى مطلع القرن العشرين وحاول طه حسين في "الشعر الجاهلي أ"تطبيق منهج البحث العلمي المستمد من عقلانية ديكارت وأوغيست كونت يرفض المسلمات النقلية حتى تثبت بالأدلة العقلية، وطالب بأن يكون بناء اليقين على الاستدلال Deluction والاستقرار  Induction معا، ولكن محاولته النقدية في الثلاثينيات لم تتطور حتى صدور كتب نصر حامد أبو زيد في التسعينيات وغيره من علماء الإسلام المعاصرين. وتدل دراسة أحمد رمضان وايدي جيلين (1998) على أن هذه النهضة الفلسفية من شأنها ازدهار علم النفس في العالم العربي... ولكن هذا "التكامل" المنشود وهو الاصطلاح الذي جاء به يوسف مراد ومصطفي زيور لا يتحقق إلا إذا استطعنا إعادة تفسير التاريخ ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تأخر تطور المنهج العلمي في العالم العربي حتى الآن.

   ويرى بعض المفكرين أمثال إدوارد سعيد (1978) وغارودي (1985) وأركون والنابلسي (1995) أن بعض المفاهيم الإنسانية كالتوحيد والزمان والحياة والموت والتي وردت في الكتب السماوية لن تقل شأنا إذا أخضعت لمنهج العلم كما فعل نصر حامد أبو زيد في كتابه "النص والسلطة والحقيقة " (1999) ولا بد من الإفادة بما توصل إليه علماء الألسنية مثل Linguisti De Saussure في تفسير المجاز والإعجاز في الكتب السماوية فقد تبين أن العلاقة بين الدال والمدلول في اللغة هي علاقة سيطرة بحيث يتحكم فيها الدال على المدلول، يصدق هذا على النص والقول  السماوي كما يصدق على القول المنقول لأن كل عملية استيعاب هي ترجمة للمعنى الحكم فيها حكم الدال على المدلول، وحكم المترجم على الترجمة، ولا يوجد ترجمة صادقة كل الصدق، وإنما تأتي الترجمة باحتمالات قد تزيد أو تنقص عن الحقيقة أو عن المعنى المقصود، وقد درس علماء الفلسفة الوضعية أمثال Hempell همبل وبوبر Popper هذه الإشكالية، وقال همبل إن محك صدق الترجمة يكمن في العبارات الإجرائية Operationnelle التي تصل بنا إلى النتيجة نفسها إذا استخدمنا النص الأصلي أو الأصل المنقول Transtability وقال بوبر الشيء نفسه عن عملية عكسية Refutation Criterion بمعنى أن عدم وصولنا إلى النتيجة نفسها يعني عدم تطابق المعنى. ولكن الإشكالية موجودة، وهي تتطلب محاولات عديدة لاستخلاص المعنى من مسرح الحقيقة الدينية. والفلسفة اليونانية كانت دينية ولكن متى كتبت بلغة عربية- كما فعل الغزالي- أصبحت معرضة للخطأ والإشكالية العلمانية، كان الغزالي يرى أن العالم حادث، وحدوثه نتيجة لخلق الذي خلقه بإرادة قديمة، اقتضت وجوده في الوقت الذي وجد فيه وعلى الهيأة التي وجد عليها، وفي المكان الذي وجد فيه... وهذا الكلام يقابله ما قرأه الغزالي عن عالم المثل عند أفلاطون، ولكن قراءته لأفلاطون كانت محاولة للتصدي للغزو الفكري المتمثل في الفلسفة الإغريقية وهي ليست إسلامية.

   وقد ذكر في كتابه الذي ألفه في أواخر أيامه (إلجام العوام عن علم الكلام) "إن أدلة القرآن مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان، وأدلة المتكلمين مثل الدواء ينتفع به آحاد الناس، ويستضربه الأكثرون " (ص 77). لقد كان الهدف إحياء علوم الإسلام، ولم يبدأ من نقطة الصفر في الشك قبل اليقين كما فعل ديكارت... ولكن الغزالي سبق ديكارت بخمسة قرون، وديكارت لم يكن بحاجة إلى تفنيد فلاسفة الإغريق، وقد ذكر الدكتور يوسف القرضاوي أن ديكارت نفسه اعترف بأنه نقل منهج الشك عن الغزالي ويعترف فلاسفة الغرب بذلك ولكن المفاضلة بين الغزالي وديكارت ليست موضوع الحديث، وأما موضوع البحث فهو أهمية تطور المنهج العلمي في إحياء علوم الإنسان والعلوم الطبيعية على وجه سواء. ولن نستطيع مواجهة مشكلات الألفية الجديدة وثورة المعلومات والآليات الحديثة من دون المنهج العلمي المتطور الذي أصبح يشمل بالدرجة الأولى التفكيك اللغوي وإعادة تفسير التاريخ بانطلاق الفكر بحيث لا يقوم على مسلمات ثابتة.

   استطاعت الحضارة الغربية مواجهة مشكلات العصر عن طريق إعادة تفسير المجاز في النص المقدس كما فعل د. حامد نصر أبو زيد (1999) فأمكن التوحيد بين الفكرة المطلقة وعالم التحول والزوال، ولم تصبح خرافة أيضا كما حاول فلاسفة المنطق الوضعي، وإنما تحولت إلى حوار بين الجوهر الذي لا يتبدل بالعرض الذي يظهر ثم يختفي، وبين مادة الجسم الكمية والروح التي لا تقبل التجزئة، وبين العقل والنقل. وأصبح في الإمكان نقل المصطلحات العلمية وتطبيعهما بعد أن درستا ضروب المجاز ومدى سيطرته على المعنى في كل مجال سواء أكان في النص المقدس أو النص العادي. وتزايد المصطلحات العلمية في علم النفس يقلل من إمكانية اللحاق بركب الحضارة الغربية ولا سيما في علوم الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم الطبيعية، ناهيك عن العلوم الإنسانية مثل علم النفس. ومن مراجعة الأبحاث التي حققها رمضان (1999) يبدو أننا ما زلنا نحاول تطبيع بعض المصطلحات التي تهمنا في ميادين الشخصية والعلاج المعرفي تاركين آلاف المصطلحات في الميادين الأخرى من ميدان النيوروسيكولوجي الحديث. وكتاب M.Lezak : Neuro Psychological Assessment (2000)  دخل في مرحلة الطبع الثالثة التي جمعت آلاف الاصطلاحات العلمية الجديدة التي يحاول كل من الدكتور محمد أحمد النابلسي والدكتور محمد نجيب أحمد الصبوة وغيرهما من العلماء العرب تقريبها بدأب ومثابرة يدعوان للإعجاب. والاصطلاحات الإنكليزية جديدة ولا تزال غير واضحة في النص الإنكليزي فما بالك بتعريبها وإصابتها بصدمة الانتقال الحضاري المفاجئ أو Culture Shock وكل هذا التطور يحمل عالم النفس العربي ضغوطا لا ينوء بمثلها علماء النفس في أوروبا وأميركا. وقد تعددت ميادين علم النفس في الوقت نفسه بحيث أصبح التخصص في ميدان واحد من الميادين هو الطابع الغالب في الغرب بعكس الحال في العالم العربي حيث يمكن التفاهم بين علماء الميادين التطبيقية المألوفة كالشخصية ودور قلق الموت في توجيه أبعاد وأنماط الشخصية كما فعل د. أحمد عبد الخالق (1987) وهناك إسهامات عربية على جانب كبير من التطبيع في ميادين أخرى مثل قياس القدرات والعلاج النفسي والتربية والفوارق الحضارية.

   ويرى بعض المفكرين العرب أمثال الدكتور زكي نجيب محمود ود. محمود أمين العالم أن الخصوصية تسير جنبا إلى جنب مع العولمة على الرغم من اختلاف الرؤية بين الشرق والغرب. الفكر العربي الإسلامي يعنى بالإرادة وتحليلها كأداة للعمل والحركة أكثر مما يعنى بالعقل وتحليله، ويرجع هذا كما يقول الدكتور علي عيسى عثمان إلى أن القرآن " لم يذكر عبارة العقل قط، فليس في الإنسان شيء يعرف بالعقل، ولكن في الإنسان عمليات معرفية تتداخل فيها قواه الحسية والروحية والأهوائية والعادات الفكرية والإدراكية التي ينشأ عليها ويتعود عليها... " واختار القرآن عبارة الفؤاد... والوجدان عوضا عن العقل باعتبار أن كلا منهما هو الملتقى الذي ترتبط فيه الروح بسائر القوى الفطرية في الإنسان، ولهذا فإن الحوار الحضاري يجعل لعملية التفكيك للمجاز اللغوي الأولوية في تفسير النص قبل الإفراج عن المعنى الكامن داخل النص. وهذا القول يعبر عن مجازية قديمة حيث يحتوي النص على المعنى، والحداثة، تقول إن المعنى داخل وخارج النص والإرادة في الفكر العربي أداة الذهن، ولهذا فإن بعض علماء النفس في العالم العربي يحاولون التوفيق بين الأصل الموروث في الذهن وهو مستمد إلى حد كبير من القرآن الكريم والجديد من العلم المعاصر، ويعالج هذا الموضوع بدأب ومثابرة اعتاد عليها المفكر العربي لطول معاشرته للفكر الغربي، وإن غاب عنه في فترة طويلة من القرن الخامس عشر حتى التاسع عشر. ويرى الدكتور زكي نجيب محمود  (1979) أن إرادة التغيير هي المرفأ الأمين للتوفيقية المنشودة بين منهج العقل ومنهج الفؤاد.

   ويرى الدكتور محمود أمين العالم (مواقف نقدية من التراث/ قضايا فكرية/ 1997) أن التوفيقية المنشودة تنطوي على تجليات مختلفة وهي في مجموعها تجليات دينية وفلسفية وعلمية وأدبية وفنية وعملية وسلوكية، وهو يقدم قراءة حديثة لمعرفة ما تستند إليه هذه القراءة من أيديولوجيات أو أهداف عملية نفعية، أو تطلعات سيادية سلطوية أو مناهج وأدوات موضوعية علمية. وهذا يعني ضرورة تعدد القراءات، وتعدد المواقف من التراث وهو يلوم الرأسمالية الغربية لطمس الخصوصيات عن طريق الهيمنة السياسية والثقافية والأيديولوجية وهذا موضوع حوار فلاسفة ما بعد الحداثة.

   وللدكتور محمد أحمد النابلسي أبحاث وكتب عديدة تدور حول الشخصية العربية وتجلياتها العلمية والأدبية على ممر العصور، وهو يرى ضرورة التأكيد أن للوطن العربي خصوصية تقتضي الإفادة من علوم الغرب دون نقلها الحرفي وله مدرسة من المفكرين العرب يقوم كل باحث منهم بإجراء التلقيح والتكامل العلمي بين الشرق والغرب في المصطلحات العلمية. ويرى د. النابلسي وجوب تخطي لهجة التحامل على الجديد الوارد من الغرب أو السلف الموروث من الإسلام، وهو كطبيب نفسي وكاتب مبدع في الوقت نفسه استطاع أن يقدم على مدى عقدين من الزمان حصيلة أدبية وعلمية من الثقافة النفسية للقراء في جميع أنحاء العالم العربي وحققه بجهوده الشخصية التوفيقية المنشودة التي تحقق السير قدما في ركاب حضارة العلوم والتكنولوجيا، وهي حضارة العولمة التي يعيشها البشر في مطلع الألفية الثالثة بصرف النظر عن الجنس أو العقيدة.

وفي كتاب "النفس المغلولة " يقدم لنا تحليلا نفسيا للأسطورة اليهودية التي جعلت موسى رائدا لديانة التوحيد عوضا عن اخناتون. وكان رأي فرويد أن الرواية اليهودية التي وردت في التوراة تعبر عن حلم اليهود بعودة البطل الذي ينقذ شعبه من نير الفراعنة. وهو يقدم هذه الرواية كأحد الأمثلة على الحيل اللاشعورية التي من شأنها عكس الأوضاع فلم يكن موسى يهوديا وإنما كان مصريا لقنه اخناتون فكرة التوحيد، ولكن عقدة أوديب حدت به لتحرير أنصار هذه العقيدة من الثورة ضد اخناتون. ولكن هذا التفسير يخالف فكرة شعب الله المختار ولهذا جاء تلفيق الرواية على أن الله اختاره ليخلص اليهود من الفراعنة. ويورد الدكتور النابلسي تفسيرات عدة لعقده "حارة اليهود" ويخلص منها إلى الشعور بالاضطهاد بصورة مستمرة في شكل بارانويا ومن هنا تولدت فكرة معاداة السامية. وقد أدى شعور اليهودي المرضي بفقد الأمن إلى الإرهاب عبر عصابات شتيرن وأرغون والهاغانا وغيرها، وأصبحت هذه العصابات شرعية بعد تأسيس دولة إسرائيل وراحت الدولة نفسها تمارس الإرهاب ولكنها تدعي العكس وهو أسلوب البارانويا الإسقاطي الذي أوضحه فرويد في قصة موسى. وإلى جانب هذه القراءات المختلفة للشخصية وللسياسة العربية والإسرائيلية والأميركية توجد دراسات متعمقة في العلاج النفسي للأسرى وضحايا العدوان. وأصدر مركز الدراسات النفسية معاجم عدة للمصطلحات الطبية والنفسية والعصبية. وأسهم الدكتور بشير الرشيدي مدير مكتب الإنماء الاجتماعي/ الديوان الأميري (الكويت) في إصدار سلسلة تشخيص للاضطرابات النفسية، بمساهمة من النابلسي وطلعت منصور وآخرين.

   وكل ذلك يأتي في لغة عربية رصينة تعزز النهج العلمي وتعمل على تطوره لمسايرة الإيقاع السريع في عالم المعلومات. وعلى الرغم من الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها علم النفس العربي في الألفية الجديدة إلا أنه يمكن القول أنه أحرز نجاحا في تطبيع المنهج العلمي وتأسيس تيار تطبيقي عربي يمكن الإفادة منه في سلسلة الكتب والأبحاث الثقافية النفسية المتخصصة التي يصدرها المركز في طرابلس- لبنان وفي إسهامات دور النشر الأخرى في جميع أنحاء العالم العربي.

الرجوع إلى الفهرس