Arabpsynet

Livres  / كتــب /  Books

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الثلاثــاء الأســود

حقيقة الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية

أ. د. محمد أحمد النابلسي

الناشر دار الفكر المعاصر - بيروت

 

q       تقديــم الكتــاب / PREFACE

 

    عن دار الفكر المعاصر صدر للدكتور محمد احمد النابلسي كتاب بعنوان "الثلاثاء الأسود- قصة الهجوم ". وفيه يرى المؤلف أن علائم الفوضى الأميركية الداخلية بدأت مبكرة جدا. ولم تتحول إلى الكمون إلا بفضل الرفاهية والرخاء اللذين جاءا نتيجة الحرب العالمية الثانية. ليحولا هذه الدولة القاصية إلى دولة مركزية. ومع هذا التحول توليها زعامة العالم الحر الذي خرت إمبراطورياته صريعة الحرب العالمية. فانتقل العداء وتوجه المصالح الأميركان من مخالفة أوروبا إلى معاداة الشيوعية. فهذا البلد لا يستطع العيش بدون عدو كونه يوجه مصالحه عكس وجهة مصالح العدو الذي يختاره.

وبالرغم من هذه الحاجة الهوسية للعدو فان التهديدات الحقيقية لأميركا لم تكن يوما خارجية. بل هي كانت داخلية على الدوام. ففي العام 1920 حدث أول عمل إرهابي داخلي حين انفجرت عبوة ناسفة في وول ستريت (البورصة). و أعلن يومها أن الفاعل مجموعة متطرفة (آرية معادية لليهود). وتوالت الأحداث الداخلية لتصيب الولايات المتحدة بخسائر موجعة واكثر إيلاما من كل الحوادث الخارجية. ومن أهم المفاصل الداخلية المهددة نذكر: حوادث ليتل روك العنصرية (1957)  والثورة الطلابية الداعمة لمارتن لوثر كنغ (1964) و إضراب عمال جنرال الكتريك (1969) والمعارضة الحادة لحرب فيتنام لغاية نهايتها ثم حوادث لوس أنجلوس العنصرية وانفجار اتلانتا (1994) وانفجار أوكلاهوما (1915) وحوادث سينسيناتي العنصرية (2001) وهذه مجرد أمثلة على مدى إيلام الحوادث الأميركية الداخلية.

من هنا كان من الطبيعي توقع تنامي خطر هذه الأحداث مع فقدان العدو الذي يشكل حاجة هوسية لهذا البلد. ومن هنا كانت صيحة هنتنغتون في مقالته كل المصالح الأميركية. وفيها سؤال عما إذا كان انفجار أوكلاهوما ممكن الحدوث لو كان لأميركا عدو خارجي؟.

الرئيس كلينتون بدا مستوعبا لهذا السؤال ومحركاته لذلك رأيناه يختلق الأعداء في محاولة لتصدير الفوضى الداخلية إلى الخارج و للحؤول دون تفجرها في الداخل. و نجح في ذلك أي نجاح. بل إنه تمكن من تحقيق أول فائض في ميزان المدفوعات الأميركي منذ العام 1956 وكان ذلك عام 1999 باستنزاف الأموال الأوروبية. لكن هذا السلوك الكلينتوني دفع بالكثيرين، ومنهم المؤلف، إلى التساؤل عما إذا كان من الممكن الاستمرار في تصدير هذه الفوضى إلى ما لا نهاية؟ و طرح السؤال يبطن الإجابة بالنفي.

 

من هنا تكرار النابلسي في العديد من مقالاته لمقولة مفادها أن كلينتون سيكون آخر الرؤساء الأميركيين المحترمين. ولم يخيب بوش ظنون المؤلف إذ بدأ مواجهة النكبات منذ استلامه الحكم وحتى اليوم. فقد كان مقدرا للفوضى الداخلية الأميركية أن تندلع وان تتفجر بغض النظر عن كبسولة التفجير. إذ تجلت الفوضى الأميركية واضحة من خلال فوضى الانتخابات الأخيرة التي اقتضت العودة إلى تاريخ الانتخابات الأميركية والى طرح ضرورات المراجعة الدستورية مع ترشيح يهودي لمنصب حساس وزيادة الفقر والبطالة وانخفاض الإنفاق وعودة الرغبة في التسلح ونقيضها خفض الضرائب.

على هذا الأساس أكد المؤلف في مقالته المنشورة بتاريخ 2001/3/1 على أن ثلاثة مجموعات من الأخطار تهدد استمرارية الأمن الأميركي. وحددها كالتالي: 1- اضطرابات داخلية (بدأت بسينسيناتي ومرت بالثلاثاء مرشحة للاستمرار بأشكال عديدة أخرى). و 2- الانهيار الاقتصادي. حيث لازم الركود توقع فوز بوش الابن وتكرس بعدها. و 3- فقدان بوش لشخصيات هامة في فريقه الرئاسي (خصوصا والده ونائبه ديك تشيني).

وتتضخم هذه الأخطار من خلال ثغرات النظام الأميركي الرأسمالي ومن خلال مراكمته للأعداء. فمن أعداء الحكومة الفيدرالية في الداخل يمكن تعداد كل من الميليشات البيضاء (العنصرية المعادية لليهود وللملونين) و مهاجري أميركا اللاتينية البائسين والسود المعانين من عنصرية مزمنة. لكن الفئة الأهم هي مجموعة الأميركيين ذوي الأصول العرقية المتعرضة لاضطهاد السياسة الخارجية الأميركية وضغوطاتها البالغة حدود التهديد بالمجاعة (الصين وروسيا خاصة) إضافة إلى قائمة طويلة من الأعداء الذين لا يختصر خطرهم باعتماد الحكومة الفيدرالية مصطلحا موحدا للرمز إليهم هو مصطلح "الإرهاب". ففي نظر الحكومة الأميركية أن هؤلاء كلهم إرهابيون داخليون. وهي كانت تخصص للسيطرة على إرهابهم فبلغ ستة مليارات دولار سنويا. وهو مبلغ اثبت "الثلاثاء الأسود" لا جدواه وانعدام فعالية القائمين عليه (بدأت أحاديث عن إقالة جورج تينيت رئيس المخابرات الأميركية). وربما لهذا السبب لجأ الرئيس السابق كلينتون لتصدير الفوضى إلى خارج الولايات المتئدة. أما بوش فهو أراد سياسة مخالفة أدت إلى انفجار الفوضى الداخلية الأميركية. فقد ضرب الإرهاب ضربته ليصيب الجبار الأميركي في مقتل. مما اجبر بوش على العودة إلى سياسة تصدير الفوضى ولكن بعد فوات الأوان. فهل ينفع الاختصار هنا باعتبار كل الفئات سابقة الذكر إرهابا؟. وهل يقتنع الجمهور الأميركي بان بن لادن هو العدو!؟.

إن الولايات المتحدة مضطرة لتصنيف الإرهاب وتوزيعه إلى فئات و أنواع كي تكتشف الفاعل المدبر لحوادث نيويورك وواشنطن. وهي لا شك آسفة لأنها لم تبتدع هذا التصنيف وتعمل من اجله قبلا. وهي أكثر أسفا لعدم ربطها بين حالات التجسس الأخيرة من روسية ويهودية وصينية وغيرها. ومهما يكن فان هذا الطرح النظري لا يفي بعرض محتويات هذا الكتاب الذي يحتوي على تطبيقات عملية وتحليلات مباشرة للسلوك السياسي الأميركي في مواقف و وضعيات محددة. كمثل كوسوفو وتعديلات استراتيجية الناتو وتسخير العالم لخدمة المصالح الأميركية وتصدير الفوضى الملازمة لها. مع تحليل شخصيات بوش وفريقه الرئاسي. غيرها من التوقعات المستقبلية التي دفعت بالنابلسي للتأكيد في أكثر من مقالة، خلال السنوات السابقة، على أن سنوات شديدة الصخب تنتظر الولايات المتحدة التي لن تكون بلدا آمنا خلال السنوات المقبلة ".

إن المقالات التي يضمها هذا الكتاب هي مقالات كان المؤلف قد نشرها في جريدة الكفاح العربي على مدى الفترة الممتدة من العام 1997 ولغاية العام 2001 لذلك فهو يرد القارئ إلى تاريخ نشر المقالة التي يقرأها بغية وضعها في إطارها الزمني الصحيح واستشفاف التحليل المستقبلي والتوقعات المسبقة لهذه المقالات. إذ أن أهمية الكتاب إنما تكمن في هذه التوقعات المسبقة. التي يأتي تحقيقها حافزا لاعتماد النظريات المستقبلية المؤدية إليها. كونها أثبتت فعاليتها وصحة توقعاتها. مع التنبيه إلى أن الكتاب يحتوي على توقعات متأخرة لما تزل تنتظر بعض الوقت لحين حدوثها. وحسب الكتاب انه يقرن كل مقالة بتاريخ وجهة نشرها تاركا للقارئ مهمة التحليل الرجعى للأحداث كي يقيمه على طريقته الخاصة.

 

Document Code PB.0072

http://www.arabpsynet.com/Books/Nab.B16  

ترميز المستند   PB.0072

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)