Arabpsynet

Articles originaux   / Original papers

شبكة العلوم النفسية العربية

 

الاضطـرابـات النّفسـجنسيّـة

مقاربـة تصنيفيـة حديثــة

ترجمة : د. جمــال التركي

عضو الجمعيّة  الدّوليّة للتّحليل الجنسي

turky.jamel@gnet.tn

أ. د. كلــود كريبـولت

مؤسّس و رئيس  الجمعيّة  الدّولية للتّحليل

sexoanalyse@videotron.ca

 

 

q      الملخص  Summary / Résumé /

 

     يعرض  الأستاذ كلود كريبولت مؤسّس مدرسة التّحليل الجنسي  )التّحليلجنسي  ( la sexoanalyse في هذا البحث التّصنيف الحديث للاضطرابات النّفسجنسيّة متمثّلا في الاضطرابات الجنسويّة ، الاضطرابات الجنسيّة ، الاضطرابات الشّبقيّة مضاف إليهما أنماطا حديثة تتعلّق بالاضطرابات البيجنسيّة و اضطرابات الحياة العاطفيّة. ذلك أن إدراج هذه الأنماط في هذا التّصنيف يهدف إلى التّوصّل إلى تحديد دقيق لمختلف التشّخيصات الفارقة في علمجنس السّريري .

الكلمات الأساسيّة :  الاضطرابات الجنسويّة، الجنوسيّة، الجنسيّة الغيريّة الكاذبة ، الجناس، الخلل البيجنسي، رهاب المغاير، الإدمان الجنسي.

 

Résumé : Une classification des troubles psychosexuels

Dans cet article, l’auteur propose une classification des troubles psychosexuels. Aux différentes anomalies de la genralité et de la fonction érotique viennent s’ajouter les dysphories intersexuelles et les désordres de la vie amoureuse. De nouvelles catégories nosographiques sont suggérées afin de raffiner le diagnostic différentiel en sexologie clinique.

 

Mots clés : Troubles de la genralité – Homosexualité et pseudo-hétérosexualité – Sexoses –Dysphories intersexuelles – Hétérophobie – Intoxications sexuelles.

 

Summary : Classification of psychosexual disorders :

In this article, the author suggests a classification of psychosexual disorders. Interseuxal dysphorias and love life disorders are also included with various anomalies of genderality and of the erotic function. New nosographic categories are suggested to improve differential diagnosis in clinical sexology.

 

Key words : Gender disorders – Homosexuality and pseudo-heterosexuality – Sexosis – Intersexual dysphoria –  Heterophobia –  Sexual addiction.

 

q      النص الكامل   Full text / Texte  entier / 

جدول تصنيف الاضطرابات النّفسجنسيّة

Tableau de classification des troubles psychosexuels

 

I-Troubles de la genralité

 

I الاضطـرابـات الجنسـويّـــة

1    -Transsexualisme

1.1- Transsexualisme primaire

1.2- Transsexualisme secondaire

2  -Travestisme anérogène (non fétichiste)

3  -Gynémimétisme

4   -Andromimétisme

5  -Hypomasculinité

6  -Hypoféminité

7  -Transgenrophobie

            

1.التّحوّلية الجنسيّة

1.1 التّحوّلية الجنسيّة الأوّليّة

1.2 التّحوّلية الجنسيّة الثّانويّة

2. التّزيّي اللاّشبقي ( اللاّأثري)

3. التّشبّهيّة الأنثويّة

4. التّشبّهيّة الذّكوريّة

5. عوز الذّكورة

6. عوز الأنوثة

7. رهاب التّحوّل الجنسوي

II-Troubles de la sexualité

 

II-الاضطرابـات الجنسيـّـــة

1.                 1.Désordres de l’orientation sexuelle

 

1 . اضطرابات الميول الجنسيّة

1.1                         1.1Homosexualité

Exclusive / prédominante / résiduelle

Fantasmatique / agie

Egodystonique / égosyntonique

1.2                         1.2 Pseudo-hétérosexualité

1.3                         1.3- Transhomophobie

 

1.1  الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة)

مطلقة/مسيطرة/ متبقّية،

هوامية/ فاعلة،

متوافقة مع الذّات / متنافرة مع الذّات

1.2 - الجنسيّة الغيريّة الكاذبة

1.3 -  رهاب التّحوّل الجنوسي

2. Erotisations atypiques (paraphilies)

 

2. الشّبقيّات اللاّنموذجيّة

Fantasmatique / agie,

Habituelle / occasionnelle

Monomorphe / polymorphe,

Egodystonique / égosyntonique

Délictuelle / non-Délictuelle

2.1 -  Fétichisme

2.2   -Travestisme érogène (fétichiste)

2.3  -Exhibitionnisme

2.4 - Pédophilie

2.5  -Voyeurisme

2.6       -Zoophilie

2.7       -Inceste

2.8        - Frotteurisme

2.9       -Analisme

2.10 -Contrainte sexuelle

2.11 -Masochisme sexuel

2.12- Autres Erotisations atypiques

 

هواميّة/فاعلة،

مسترسلة/ظرفيّة،

أحاديّة الشّكل/متعدّدة الأشكال ،

متنافرة مع الذّات/متوافقة مع الذّات ،

جنحيّة/لا جنحيّة

2.1 - الأثريّة

2.2 -  التّزيّي الشّبقي (الأثري)

2.3 -  الاستعرائيّة الشّبقيّة

2.4 -   شبقيّة الطّفل

2.5 -  شبقيّة التّلصّص

2.6 -   شبقيّة الحيوان

2.7  - شبقيّة المحارم

2.8 -  شبقيّة الاحتكاك

2.9 -   شبقيّة شرجيّة

2.10 - شبقيّة المضايقة الجنسيّة

2.11 -  المازوشية الجنسيّة

2.12  - اضطرابات شبقيّة لا نموذجيّة أخرى

3. Erotisations perverses

 

3. الشّبقيّات المنحرفة

3.1 Sadisme sexuel et ses dérivés

 

3.1  - السّادية الجنسيّة و مشتقّاتها

4.Erotisation antifusionnelle   prépondérante

 

4. الشّبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة

5.Intoxications sexuelles

 

5. الإدمانات الجنسيّة

5.1Obsession sexuelle

5.2Hypersexualisation hyposélective

nymphomanie / satyriasis

5.3 -Masturbation compulsive

5.4 -Séduction sexuelle incoercible

 

5.1 الوسوسة الجنسيّة

5.2 فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي

هوس الشّبق الأنثوي/ هوس الشّبق الذّكوري

5.3 الاستمناء القسري (الاستحواذي)

5.4 الإغراء الجنسي اللاّمنحبس

6. Sexoses (névroses sexuelles  )

Sexoses primaire / Sexoses secondaire

 

6. الجناسات (العصابات الجنسيّة)

الجناسات الأوّليّة / الجناسات الثّانويّة

     6.1Troubles du désir sexuel

6.1.1Aversion sexuelle

Phobique / non phobique

6.1.2Manque de désir sexuel

6.2 Imaginaire érotique hypo-actif

6.3 Troubles de l’excitation sexuelle

Généralisé – relationnel – sélectif.

6.3.1  Frigidité

6.3.2  Impuissance érectile

6.3.3  Pseudo-excitation sexuelle.

6.4 Troubles orgastiques

Généralisé - relationnel - sélectif

6.4.1  Anorgasmie

6.4.2  Pseudo-orgasmie

6.4.3  Dysorgasmie

orgasme retardé / orgasme prématuré

6.5  Sexoses coïtales

6.5.                                  6.5.1Hypo-érotisme coïtal

6.6.                                  6.5.2Vaginisme.

6.7.                                  6.5.3 Impuissance coïtale .

6.8.                                  6.5.4 Anorgasmie coïtale.

6.9.                                  6.5.5 Dysorgasmie coïtale.

orgasme prématuré / orgasme retardé

   6.5.6   Coïtalgie psychogène..

 

6.1 اضطرابات الرّغبة الجنسيّة

6.1.1 النّفور الجنسي

رهابي/ لارهابي

6.1.2  ضحالة الرّغبة الجنسيّة

6.2  ضحالة المخيّال الشّبقي

6.3  اضطراب الاستثارة الجنسيّة

المعمّم، العلائقي، الانتقائي

6.3.1   البرود الجنسي الأنثوي

6.3.2   عجز الانتصاب النّفساني

6.3.3   الاستثارة الجنسيّة الكاذبة

6.4 الاضطرابات الايغافيّة (الإنعاضيّة )

المعمّمة - العلائقيّة - الانتقائيّة

6.4.1  اللاّإيغاقيّة

6.4.2  الإيغافيّة الكاذبة

6.4.3 خلل الإيغافيّة

الإيغاف المتأخّر  /  الإيغاف الباسر

6.5 الجناسات الإيلاجيّة

6.5.1  عوز الشّبقيّة الإيلاجيّة

6.5.2  التّشنّج المهبلي

6.5.3 العجز الإيلاجي

 6.5.4                        اللاّشبقيّة الإيلاجيّة

6.5.5 خلل الشّبقيّة الإيلاجيّة

الشّبق الباسر/  الشّبق  المتأخّر

6.5.6 ألم الإيلاج النّفساني

III – Dysphories intersexuelles

 

III    الاضطرابــات البيجنسيـّـــــة

1.                               1     .Hétérophobie.

1.1                                       1.1Hétérophobie affective.

1.2                                      1.2  Hétérophobie génitale .

         2.    Misogynie / misoandrie .

 

1.الرّهاب الغيري

1.2 الرّهاب الغيري العاطفي

1.2  الرّهاب الغيري التّناسلي

2. بغض النّساء / بغض الرّجال

IV – Désordres de la vie amoureuse

 

IV اضطرابــات الحيــاة العاطفـــــيّة

1.Inaptitude à l’investissement amoureux

2.Elations amoureuses à répétition.

(addiction amoureuse).

3 .Erotomanie) Syndrome de Clérambault)

4.Jalousie sexuelle morbide.

 

1.عجز التّوظيف العشقي

2. الزّهو العشقي المتكرّر

(الإدمان العشقي)

3 . هوس العشق  (تناذر كليرمبولت)

4 . الغيرة الجنسيّة المرضيّة

 

     يشمل الاضطراب النّفسجنسي في التّصنيف الحديث لعلم الجنس  السّريري " Sexologie clinique " مختلف الانحرافات الجنسيّة و الجنسويّة كما يشمل أيضا اضطرابات العلاقة مع الجنس الآخر(خلل التّواصل البيجنسي) و اضطرابات الحياة العاطفيّة متمثّلة في عجز التّوظيف العشقي ، الإدمان الجنسي و هذيان الغيرة.

 

I    الاضطـرابـات الجنسـويــّـة Troubles de la genralité  :     

 

1. التّحوّلية الجنسيّة  : "transsexualisme Le"

     تمثّل التّحوّلية الجنسيّة "transsexualisme" الاضطراب الجنسوي الأكثر جسامة من حيث أنّه يحدث شرخا عميقا و أساسيّا بين  النّفس و الجسد ، إن المتحوّل الجنسي "le transsexuel "يتملّكه إحساس دائم و قناعة راسخة (غير هذيانيّة) بانتمائه إلى الجنس المخالف دون وجود أيّ اضطرابات خلقيّة تكوينيّة، بذلك تكون هويّته الجنسويّة ( هويّة انتمائه الجنسي) في تناقض صارخ  مع جنسه الحيوي (البيولوجي) ، و تصبح  أغلى أمنياته و رغباته  تحقيق التّواصل و التّوافق مع حقيقة مشاعره الغيريّة بالقيام بعمليّة التّحوّل المظهري الجسدي (جراحيّا).

     يكون عدم التّوافق الجنسوي  تامّا و شاملا في  حالات التّحوّليّة الجنسيّة  إلى حدّ النّفور من حقيقة الجنس الحيوي (البيولوجي)  ومن شكل الجسد الظّاهري  مع سيطرة رغبة استحواذيّة ملحّة لمشاركة الجنس المخالف  حقيقة جنسه.

 

1.1  التّحوّليّة الجنسيّة الأوّليّة:" Transsexualisme primaire "

     تكون التّحوّليّة الجنسيّة أوّلية عندما تعود  نشأة الصّراع بين الانتماء الجنسي الحيوي و الانتماء الجنسي النّفسي إلى الطّفولة الأولى.

1.2 التّحوّليّة الجنسيّة الثّانويّة :" Transsexualisme secondaire "

     يمرّ الشّخص في مرحلة أولى بفترة تجاذب للهويّة الجنسويّة  تضاف إليها في مرحلة ثانية رغبة  ملحّة في التّحوّل الجنسي و تغيير الجسد إلى  شكل الجنس المخالف ، تستحوذ هذه الرّغبة على تفكير الشّخص فتتملّك كلّ مجال وعيه و إدراكه ، مشكّلة حالة وسواسيّة استحواذيّة مع ما يصحبها من معانات وجدانيّة و ألم نفسي.

 

2. التّزيّي اللاّشبقي ( اللاّأثري) : Travestisme anérogène (non fétichiste)

     إذا كان التّماهي مع الجنس الآخر تامّا و نهائيّا في حالات التّحوّليّة الجنسيّة فهو جزئيّا في الاضطرابات الجنسويّة الأخرى المتميّزة بتقليد الجنس الآخر بنسب متفاوتة، قد  يشمل هذا التّقليد أحيانا الهيئة و المظهر و أحيانا أخرى السّلوكات و التّصرّفات، دون رغبة حقيقيّة و قصد صريح في تغيّر الهيئة الجسديّة إلى الجنس المخالف . شأن حالات التّزيّي اللاّشبقي  ( اللاّأثري) حيث يتعمّد الشّخص (غالبا من جنس الذّكور) إخفاء أعضائه التّناسليّة و تموية صفاته الجنسيّة الثّانويّة و  التّزيّي بلباس الجنس المخالف لتحقيق رغبة ذاتيّة، فالمتزيّي  اللاّأثري لا يكتفي باللّباس المغاير و استعمال أدوات التّجميل النّسائيّة ، إنّما يحاول تقليد المرأة في حركاتها، في تعبير وجهها، في طريقة مشيها و في نغمات صوتها.

     في بعض  حالات التّزيّي اللاّشبقي نجد نزعة ( معلنة أحيانا و مخفيّة أخرى ) في محاكاة الجنس المخالف سواء في الملبس أو  المظهر الجسماني أو  التّعبير الجسدي دون رغبة في التّحوّل الجنسي "Conversion sexuelle" .كما نلاحظ أحيانا أنّ بعض حالات التّزيّي " travestisme "  قد تتحوّل  إلى  التّحوّلية الجنسيّة الثّانويّة "  transsexualisme  secondaire "  على إثر ارتكاسات اكتئابيّة .

     يكون التّنكّر و التّزيّي بلباس الجنس المخالف  أكثر فجاجة في حالات التّزيّي الأثري  " travestisme fétichiste" (من أنماط الشّبقيّات اللاّنموذجيّة) إلى درجة المظهر الكاريكاتوري أحيانا.

 

3 - 4  التّشبّهيّة الذّكوريّة  /  التّشبّهيّة الأنثويّة : " Andromimétisme/Gynécomimétisme "         

      قد يأتي بعض  الأشخاص تصرّفات و سلوكات تنتمي للجنس المخالف دون رغبة  للتّزيّي ، شأن "الرّجل المتخنّث"   " homme efféminé  "بالنّسبة للذّكور و المرأة المسترجلة " femme masculine" بالنّسبة للإناث. إنّ مصطلح التّشبّهيّة الأنثويّة (تقليد المرأة للرّجل) و التّشبّهيّة الذّكوريّة (تقليد الرّجل للمرأة) أصبح أكثر دقّة و أقل ارتباكا، ولا نقصد بهذا تبادل الأدوار بين الجنسين (أصبح شائعا في المجتمعات الحديثة لتداخل الوظائف الخاصّة بكلّ جنس فيما بينها ) الذي لا يعتبر في حدّ ذاته معيارا صادقا لتقييم نسبة التّشبّه بالجنس الآخر.

     إن محاكاة التّعبير الجسدي للجنس الآخر تعدّ أفضل المؤشّرات الدالّة على الاضطراب الجنسوي الخفي. كما أنّ نزعة  التّشبّه بالجنس الآخر بوسائل أخرى (خلاف التّزيّي ) يمكن إدراجها ضمن اضطرابات التّشبّهيّة سواء عندما تكون مبالغة في الشّدّة   أو عندما تكون شكلا من أشكال الدّفاع النّفسي تجاه إحساس عدم الموائمة مع حقيقة الجنس الحيوي.

 

5 -6   عوز الذّكورة / عوز الأنوثة : hypofémininité » / «hypomasculinité

     يمكن أن نستشفّ وجود  اضطرابا خفيّا يتعلّق بهويّة الانتماء الجنسوي  عندما نلاحظ نسبة معيّنة في محاكاة الجنس الآخر  على مستوى التّعبير  الجسدي وهذا  ما نعبّر عنه بـ" بعوز الجنسويّة"، الذي يتّسم به أشخاصا ليست لديهم أيّ رغبة في التّشبّه بالجنس الآخر، من أبرز مظاهر عوز الجنسويّة : عوز الذّكورة " hypomasculinité  " بالنّسبة للرّجل و عوز الأنوثة  " hypofémininité "بالنّسبة للمرأة.

     إن الرّجل الذي يعاني من عوز الذّكورة يتملّكه إحساس مفاده أنّه ليس مكتمل الرّجولة و ليس بإمكانه تحمّل تبعات و متطلّبات الرّجولة الذّكورية، كما يعجز في التّعبير عن  العدوانيّة القضيبيّة الذّكوريّة  " Agressivité phallique masculine " ، شأن المرأة المنخفضة الأنوثة التي تكون عادة في وضعيّة حرجة عندما تجابه الأدوار المتعلّقة  بجنسها ،خاصّة عندما يتعلّق الأمر بوظيفة الأمومة وبمرغوبيّتها الجنسيّة.

 

7- رهاب التّحوّل الجنسوي "Transgenrophobie "

     إنّ رّغبة التّشبّه بالجنس الآخر" Andromimétisme / Gynécomimétisme "  يقابلها  خوف  فقد الخصائص الجنسويّة و التّحوّل إلى الجنس المخالف ، متمثّلة أساسا في رهاب التّحوّل الجنسوي "Transgenrophobie " ، الذي يعبّر عن خشية فقد الهويّة الجنسويّة و أن يكون الشّخص مجبرا  لمشاركة الجنس المخالف تصرّفاته و سلوكاته  ، إن  الخوف المفرط من فقد الخصائص الجنسويّة يعدّ أكثر مشاهدة  عند الذّكور منه عند الإناث.

 

     تأخذ الجنسويّة مظهرا مرضيّا  عندما تسيطر الصّفات المشتركة  مع الجنس المخالف بصفة كلّية على الإنسان ، شأن التّحوّليّة الجنسيّة ، التّزيّي اللاّشبقي ، التّشبّهيّة الأنثويّة/ التّشبّهيّة الذّكوريّة أو عندما ينخفض مستوي الإحساس بالانتماء إلى نفس الجنس شأن عوز الذّكورة/عوز الأنوثة.

     يكون تشخيص التّشبّهيّة الأنثويّة / التّشبّهيّة الذّكوريّة  محتملا عندما تقتصر محاكاة الجنس الآخر على التّعبير الجسدي  وعلي تقليد بعض السّلوكات و الأدوار.

     إن عوز الجنسويّة المصحوب بميول محاكاة الجنس الآخر يلاحظ  بصفة  دائمة وبدرجات متفاوتة في حالات  التّحوّليّة الجنسيّة  ، التّزيّي اللاّشبقي، التّشبّهيّة الذّكوريّة / الأنثويّة . أمّا بالنّسبة  لحالات عوز الذّكورة / عوز الأنوثة فإنّه  لا يصاحبها رغبة محاكاة الجنس الآخر. في حين أنّ رهاب التّحوّل الجنسوي المتميّز بخشية فقد الخصائص الجنسويّة و التّحوّل إلى الجنس الآخر فهو لا يعدو أن يكون مجرّد عرض سطحي يخفي هشاشة الهويّة الجنسويّة ( ممثّلا النّوع المتبقّي في هذا التّصنيف).

 

II-الاضطرابـات الجنسيّـــة :  Troubles de la sexualité  

 

     إنّ جلّ تصنيفات الاضطرابات النّفسجنسيّة تحوي في ذاتها مفهوم السّواء، و بقدر ما تعتمد هذه السّوائيّة على الأخلاقيّات و القيم أو على السّواء الحيوي (البيولوجي) " normalité biologique" بقدر ما تكون  حدودها واضحة بيّنة ، خلافا لهذا فإنّنا بقدر ما نبتعد من الحيوي و الثّقافي بقدر ما تتوسّع حدود السّوائيّة  " La normalité" إلى درجة تداخل مع اللاّسوائيّة " anormalité  L' " . و في هذا الإطار نستحضر المفهوم الضيّق للسّوائيّة الجنسيّة لكلّ من كرافت إيبنغ (Krafft. Ebing/1882) و رناي قييون (René- Gayon/1948) ففي حين يختزل أن الأوّل  السّوائيّة  في العلاقة الإيلاجية "Relation coïtale" نجد الثّاني يدافع عن الممارسات الجنسيّة الشّرعيّة و يحصر الشّذوذ ( اللاّسوائيّة الجنسيّة ) في الممارسات المنافية للحياء، و يبيّن هذا و ذاك نجد موقف وسط يعتمد "المعايير  النّشأويّة" "critères ontogénétique" لتحديد مفهوم السّوائيّة .

     إن الأخذ بعين الاعتبار القيم و الثّوابت المتداولة داخل المجتمعات يدعوا أحيانا إلى تعريف اللاّمتعارف   "la non conformité" على أنّه اللاّسوي " l’anormalité ".و هذا ما دفعني إلى أن أصنّف ضمن حالات اللاّسوائيّة الجنسيّة : اضطرابات الميول الجنسيّة " Trouble de l’orientation sexuelle "إضافة إلى الشّبقيّات اللاّنموذجيّة "Erotisations atypiques"، الشّبقيّات الشّاذّة ( المنحرفة) "érotisations perverses" ، عدم استدماج الشّبقيّة الإلتحامية أو الشّبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة " Erotisation antifusionnelle prépondérante "،  الإدمانات الجنسيّة "les addictions sexuelles" و الجناسات (العصابات الجنسيّة ) "Les sexoses ".

 

1 . اضطرابات الميول الجنسيّة  :  Trouble de l’orientation sexuelle

     تتمثّل اضطرابات الميول الجنسيّة في : الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة) " Homosexualité"، الجنسيّة الغيريّة الكاذبة

"Pseudo-hétérosexualité " و رهاب التّحوّل الجنوسي "Transhomophobie "

1.1   الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة) "l’homosexualité "

رغم حذف الجنوسيّة كاضطراب جنسي من التّصنيفات الحديثة للاضطرابات النّفسجنسيّة إلا أنّني اعتبرها "اضطرابا و تندرج ضمن دائرة  اللاّسوائيّة الجنسيّة عندما تكون متنافرة مع الذّات "  Egodystonique" لكونها تشكّل إحدى مظاهر القطيعة في سيرورة  " التّفرّديّة الجنسيّة ".

إنّ الجنوسيّة يمكنها أن تكون مطلقة ، مسيطرة أو متبقّية ، هواميّة أو/ و فاعلة ، متنافرة مع الذّات " Egodystonique" أو متوافقة مع الذّات " Egosyntonique ".

 

1.2  الجنسيّة الغيريّة الكاذبة  : «Pseudo- hétérosexualité »

     تكون الممارسات الجنسيّة في حالات الجنسيّة الغيريّة الكاذبة فاقدة لقيمتها الشّبقيّة و التّهيّج الجنسي لا يعدوا أن يكون مجرّد استثارة فسلجيّة خالصة  « Excitation physiologique pure » ناتجة عن  إثارة حيويّة (يبولوجيّة) ، قد تكون  مدعومة أحيانا  بهوامات جنوسيّة "Fantasmes homosexuels" و أحيانا أخري بمنعكسات عصبيّة آلية بحتة. إنّ مثل هذا السّلوك قد نجده عند الجنوسي  المتنافر مع ذاته الذي يسعي إلى طمس جنوسيّته من خلال  تكوين جنسيّة غيريّة سطحيّة (ظاهريّة) " hétérosexualité de surface  " . في هذا السّياق أعرض حالة أحد الجنوسيّين (تسيطر عليه هوامات و أحلام جنوسيّة بحتة ) كان قد تزوّج على أمل التّخلّص من نزعة انجذابه الجنوسي ، يصف استثاراته  الجنسيّة و استجاباته الفسلجيّة على أنّها مجرّد منعكسات آليّة لامتعيّة لاشبقيّة  " anorgasmique anahedonique mécanique Réflexes "خالية من اللّذّة فاقدة لأيّ دعم هوامي جنسي غيري .رغم أنّه يتوصّل بيسر إلى إحداث الانتصاب و دفق المني  علاقته الجنسيّة .

      يعتبر تشخيص الجنسيّة الغيريّة الكاذبة يسيرا عندما تصاحب التّصرّفات الجنسيّة الغيريّة"conduites hétérosexuelle " هوامات جنوسيّة بحتة .

 

1.3 رهاب التّحوّل الجنوسي :"Transhomophobie "

     يصنّف خوف التّحوّل إلى الجنوسيّة "رهاب الجنوسيّة" ضمن اضطرابات الميول الجنسيّة الذي قد يأخذ أحيانا   أبعادا متضخّمة إلى درجة حدوث حالات هلع  عند البعض،  لكن هذا الخوف الشّديد من التّحوّل إلى الجنسيّة المثليّة نجده أقلّ حدّة و انتشارا عند الإناث منه عند الذّكور، ذلك أنّ الأثر السّلبي للجنوسيّة" L’homosexualisation" على الهويّة الجنسويّة الأنثويّة " identité du genre féminine" يعدّ أقلّ وطأة  منه على الهويّة الجنسويّة الذّكوريّة " identité du genre masculine"  (إنّ الرّغبة اللاّشعوريّة أبلغ أثرا في خلخلة التّوازي الجنسوي).

 

2. الشّبقيّات اللاّنموذجيّة : «Erotisation atypique »

     رغم أن القوانين التي تخضع لها الشّبقيّة مازال يلفّها الغموض، إلاّ أن الاتّفاق يبقى حاصلا في تعدّد أنماط الشّبق  الجنسي، ومن صواب القول أنّ مصادر  النّزوة الشّبقيّة " الأيروس" و أشكالها التّعبيريّة  لا تنظب مطلقا ، بداية من أبسط مظاهر الشّبقيّة المتعارف عليها إلى أكثرها غرابة و شذوذا، وفي هذا الإطار، نشير إلى تعدّد التّسمّيات المتعلّقة بالتّصرّفات الجنسيّة اللاّسويّة ، من انحراف جنسي إلى شذوذ جنسي، زيغان جنسي، عهر جنسي ….

     يشكّل التّصرّف الجنسي جنحـة"délit  " أو جريمـة جنسيّـة  " crime sexuel"عندما يندرج  تحت طائلة القانون و مجموع هذه التّصرّفات المتمثّلة في الممارسات الشّبقيّة التي تتعارض مع المألوف و المتعارف عليه اجتماعيا أو المتحمّل و المسكوت  عنه في العرف الاجتماعي نعبّر عنه في علمنفسجنسي بـ" الشّبقيّات اللاّنموذجيّة" " érotisations atypique ".فهي تحتلّ مكانة متميّزة  في التّصنيف السّريري للاضطرابات النذفسجنسيّة لأنّها تعكس خللا في النّشوئيّة الجنسيّة "  L'ontogenèse sexuelle "، و قد عرضنا في جدول التّصنيف أهمّ أنماط الشّبقيّات اللاّنموذجيّة المتمثّلة أساسا في : الأثريّة الشّبقيّة، التّزيّي الشّبقي (الأثري)، الاستعرائيّة الشّبقيّة، تعشّق الصّبيان الشّبقي، تعشّق الحيوان الشّبقي، شبقيّة المحارم، الشّبقيّة الشّرجيّة، شبقيّة المضايقة الجنسيّة (شبقيّة التّحرّش الجنسي)، الماسوشيّة الجنسيّة و أنماط شبقيّة أخرى غير مفصّلة.

 

3 . الشّبقيّات المنحرفة (الشاّذّة) : "  Erotisations perverses"

     عندما يتمّ الإشباق نتيجة رغبة الإيذاء و المضايقة أو  إزعاج الشّريك و تحقيره و الحطّ من شأنه و عندما يستمدّ طاقته و مصدره من الأذى المحدث للغير سوار كان معنويّا أو مادّيا فإنّه يدخل حتما ضمن دائرة الشّذوذ (ستولر 1978) . إن مفهوم الشّبقيّات الشّاذّة يعود بنا إلى مجموعة التّصرّفات الجنسيّة التي تكون فيها رغبة إيقاع الأذى بالآخر معبّرة سواء  بصفة مباشرة (شأن السّادية الجنسيّة) أو بطريقة مقنّعة ( شأن بعض حالات التّطلّع الجنسي الشّبقي، الاستعرائيّة الشّبقيّة والتّزيّي الشّبقي). إن الجنوسيّة و الشّبقيّات اللاّنموذجيّة لا يمثّلوا انحرافا شبقيّا في حدّ ذاتهم و لكنّهم يتحوّلوا إلي شذوذ عندما تكون لذّة إيقاع الألم و إيذاء الآخر المصدر الأساسي لللإشباق (كذلك الشّأن بالنّسبة للجنسيّة الغيريّة).

4. الشبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة :" Erotisation antifusionnelle prépondérante "

     لا يمكن اختزال  الحياة الجنسيّة في  مجرّد العمليّة الجنسيّة أو الفعل العشقي " l’acte d’amour "، فمن خلال التّبادل الجنسي تكون المشاعر الإنسانيّة  معبّرة عن ذاتها بجميع تناقضاتها و مفارقاتها و ازدواجيتها، فالمشاعر الجنسيّة النّقيّة الخالية من البغض و الكره  (المثالية) تدخل في إطار الأسطورة والخرافة أكثر من كونها تعبيرا  صادقا عن حقيقتها.

     إن سيرورة النّضج الجنسي لا تتحقّق إلاّ بقدر ما يمتلك الإنسان من طاقة لإدماج المكوّنات الإلتحاميّة و اللاّإلتحاميّة للإشباق (كريبولت 1991)، يحدث (على المستوى السّريري)" الإضطراب الشّبقي الإلتحامي" عندما يحصل عجزا في التّوصّل إلى الإشباق  " Erotisme " سواء ضمن إطاره الإلتحامي العاطفي و العشقي " لاشبقيّة التحاميّة " أو عندما  لا يتوصّل إلي الإشباق إلاّ بتجريد الموضوع الجنسي ( الشريك  ) من خصائصه الإنسانيّة " Déshumanisé "و مميّزاته العاطفيّة و الشّخصية " Dépersonnalisé " محدثا ما نعبّر عنه بـ"الشبقيّة اللاّإلتحامية"  ، حيث يصبح الشّريك الجنسي مجرّد أداة للولوج إلى المتعة فاقدا كينونته الذّاتية، فهو ليس أكثر من وسيلة للتّهيّج و الإثارة الجنسيّة       ( على خلاف حالات الشّذوذ الانحرافي الشّبقي  حيث تحتلّ ذات الموضوع مكانة متميّزة في العملية الشّبقيّة ) . إن المنحرف الجنسي (السّادي) يحقّق الإشباق  بتفتيت الموضوع الجنسي و تحطيمه إلاّ أنّه في حالات الشّبقيّة اللاّإلتحاميّة لا يتمكّن  الشّخص من الولوج إلى المتعة الشّبقيّة الإيغافيّة إلاّ بتجريد الموضوع الجنسي من مشاعره و عواطفه "désentimentalise".

 

5. الإدمانات الجنسيّة:  "Les addictions sexuelles"

     إن اعتلال التّصرّفات الجنسيّة تنكشف بصفة أكثر جلاء و وضوحا عندما تأخذ الرّغبة الجنسيّة شكلا وسواسيّا وعندما يكون الإنسان خاضعا بصفة استحواذيّة مطلقة لكل ما هو جنسي، عندها تتمثّل النّزوة الشّبقيّة  أو "الأيروس" " Eros "في صورة شيطان ساحر، هيئة الشّيطان الذي يأسر الإنسان في فلكه بسحره  ملغيا حرّية تصرّفه الجنسي إلى درجة عبوديته وأسره للرّغبة الجنسيّة القاهرة، شأنه في هذا شأن المدمن الفاقد لإرادته تجاه موضوع إدمانه. إن هذا  السّلوك الإدماني للجنسي يأخذ أشكالا متعدّدة متمثّلة أساسا في : الوساوس الجنسيّة "obsessions sexuelle" ، فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي " hypersexualité hyposelectiveالاستمناء الاستحواذي "  masturbation compulsiveالإغراء الجنسي اللاّمنحبس " séduction sexuelle incoercible" .

 

5.1 الوسوسة الجنسيّة : "l’obsession sexuelle"

     يمكن اعتبار الوسوسة الجنسيّة  حالة إدمان ذهني عندما تستحوذ على كامل مجال الوعي والإدراك  بأفكار و صور جنسيّة  لا يستطيع  المرء التّخلّص منها بمجهود إرادي، و ما إن يصبح  المرء أسير هذه الأفكار اللاّإرادية (الوساوس الجنسيّة ) حتّى يجد نفسه خاضعا بصفة مطلقة لسيطرة هوامات و أحلام جنسيّة متسلّطة عليه قسرا. إن الاستحواذ الفكري للجنسي سواء كان مؤقّتا أو دائما تصاحبه معانات نفسيّة قاسية و ألم معنوي شديد (خاصّة عندما تكون الأفكار الجنسيّة الوسواسيّة صراعيّة المنشأ "conflictuogène " ) و قد يستطيع  الشّخص التّخلّص مؤقّتا من استحواذيّة الأفكار الجنسيّة  سواء من خلال إتيان  الفعل الجنسي بصفة قسرية متكرّرة أو من خلال لجوءه إلى وسائل دفاعيّة مختلفة أهمّها الاحتماء بالدّين و الانخراط في طقوس دينيّة متشدّدة.

 

5.2 فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي  : " Hypersexualisation hyposelective   "

    كما أن الجنس بإمكانه  أن يستحوذ على الذّهن و الفكر، بإمكانه ألاّ يكون خاضعا للمراقبة و التّحكّم الذّاتي مؤدّيا إلى تصرّفات متميّزة  سواء بالإفراط في الممارسات الجنسيّة الغيريّة بصفة عشوائيّة لاإنتقائيّة " conduite allosexuelle non sélective " أو إلى عمليّات استمنائيّة متكرّرة بصفة قسريّة استحواذيّة  "Masturbation compulsive".

إن المظاهر السّريريّة لهوس الشّبق الأنثوي / الذّكوري " nymphomanie / satyriasis " تتميّز عادة بالاستحواذيّة "La compulsivité بالنّهامة " L’aviditéباللاّإشباع "insatiabilité  L’" و باللاانتقائيّة " L’absence de sélectivité".

     إن حالات الهوس الشّبقي الأنثوي النّقيّة " nymphomanie pure" تعدّ نادرة المشاهدة في الممارسة السّريريّة النّفسجنسيّة  فهي و إن وجدت تكون عادة مصحوبة باضطرابات نفسمرضيّة جسيمة، إلاّ أنّها تبدوا متواجدة في الهوامات الذّكورية " fantasmatiques masculine" أو الهوامات الأنثويّة " fantasmatiques féminine"  أكثر منها في حقيقة الواقع .

     إنّ مصطلح فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي يشير إلى السّلوكات الجنسيّة الغيريّة الاستحواذيّة (القسريّة) التي تنعدم فيها إنتقائيّة اختيار الشّريك الجنسي ، تكون هذه الظّاهرة ظرفيّة ومرحليّة عند المرأة و قد ترتبط أحيانا بحالة انهيار نرجسي " Déflation narcissique  " أو بقلق الهجر "d’abandon Anxiété " أو بوضعيّة استجداء القضيب " quête phallique " . أماّ عند الرّجل فإنّ فرط الجنسية اللاّإنتقائي يعدّ أكثر انتشارا نظرا  لاستعماله بعض التصرّفات الجنسية لأغراض دفاعيّة نفسيّة. إن المشاعيّة الجنسيّة " la promiscuité " في حالات الجنوسيّة الذّكورية" l’homosexualité  masculine تعدّ مثالا لهذا .

5.3 الاستمناء القسري (الاستحواذي) " Masturbation compulsive "

     يعدّ الاستمناء الاستحواذي  المظهر الأكثر انتشارا للإدمان الجنسي " addiction sexuelle "، فهو بمثابة وسيلة قسريّة مؤقّتة لتفريغ شحنة جنسيّة ترزح تحت وطأة الأفكار الوسواسية ، قد يأخذ أحيانا شكل وسيلة دفاعيّة لمقاومة حالة قلق شديد  تسيطر علي الإنسان. وأحيانا أخري تفرض عمليّة الاستمناء الاستحواذي  نفسها بقوّة عندما لا يكون للشّخص أيّ اختيار لتفريغ طاقته الجنسيّة و في هذه الحالة  يكون الفعل الاستمنائي المتكرّر"l’acte masturbatoire répétitif "من الشّدّة و القسوة إلى درجة حدوث جروح و كدمات "Lésion irritative  "بالعضو الجنسي .

 

5.4 الإغراء الجنسي اللاّمنحبس  :Séduction sexuelle incoercible

     إن المرغوبيّة الجنسيّة " désirabilité sexuelle   " و الرّغبة في إحداث حالة ولهان  و عشق و افتتان جنسي عند الآخر تدخل ضمن إطار الإدمانات الجنسيّة عندما  يستعمل الشّخص كافّة  وسائل الإغراء و الغواية المتاحة له  لجذب اهتمام الآخر (حتى يقع  أسير حبّه و غرامه) ذلك رغبة في تعزيز  نرجسيته الذّاتية و ما إن يستجيب الطّرف المقابل لسلطة  إغراءاته و غواياته و يقع في غرامه حتّى يفقد  قيمته كـ"موضوع مرغوب" و يتحوّل إلى "موضوع لامرغوب".

     غالبا ما يكون هذا السّلوك أنثويّا وخاصّة عند المرأة الهستيريّة حيث يعدّ  نمطيّا و نموذجيّا ، فهي تستعمل الإغراء الجنسي بشكل استحواذي لتحقيق سلطتها على الرّجل و السّيطرة عليه للتحكّم فيه. يقابل هذا الإغراء الجنسي الأنثوي اللاّمنحبس  عند الذّكور ما نعبّر عنه بـ "الدونجيونية"" Donjuanisme "، حيث أن الدونجيون لا يهتمّ كثيرا بالممارسة الجنسية الإيلاجية (الجماعية) "l’activité sexuelle manifeste " – على خلاف المصاب بهوس الشّبق الأنثوي  ( الساتير الجنسي )" le satyre sexuel " - فهو يبحث  أوّلا و قبل كل شيء على الغزو العشقي "conquête amoureuse " و السّيطرة بصفة قسرية على الآخر و ما إن يحقّق مبتغاه حتى يفقد الموضوع (الشّريك  الجنسي ) أهمّيته و يهجره، مواصلا سعيه من جديد، بلهفة  و اندفاع لامنحبس للإيقاع بشريك آخر و للبحث عن ضحيّة أخري تقع في شراك حبّه تعزيزا لنرجسيّته. إن الذّكور الذين تمّ شحنهم في طفولتهم (من طرف أمّهاتهم) بنرجسيّة مفرطة" surnacissisé"هم أكثر عرضة لـ"الدونجيونية".

 

6. الجناسات (العصابات الجنسيّة) : "  Les sexoses (les névroses sexuelles)"

     تشمل اضطرابات "خلل الوظيفة الجنسيّة"  "dysfonctions sexuelles  Les " أو "الجناسات"  " Les sexoses " (كريبولت ويبرو 1976)في هذا التّصنيف  : اضطرابات الرّغبة و المخيّلة الشّبقيّة" imaginaire érotique  " ، عوز التّهيّج الجنسي و الإيغاف "déficience de l’excitation et de l’orgasmeاضطرابات الإيلاج (الجماع) "anomalie coïtale" . قد جرت العادة على عرض خلل الوظيفة الجنسي الذّكوري و الأنثوي متفرّقا  كلّ على حدة، إلاّ أنّ القراءة المتزامنة تبيّن بصفة جليّة الثّناشكليّة الجنسيّة " dimorphisme sexuel"لهذين الإضطرابين.

 

6.1    اضطرابات الرّغبة الجنسيّة  : "Troubles du désir sexuel "

     هل الشّبق الجنسي طاقة متجدّدة  لا تنضب أم هل ينضب يوما ما في غياب الرّغبة الجنسيّة" Erotisme sexuel"؟.إن الرّغبة الجنسيّة باعتبارها مكوّنا نفسيّا داخليّا يتميّز به الإنسان تتجاوز في بعدها "الواقع الآني" الخاضع للغريزة و النّزوة.

      سنحاول بعد عرض الاضطرابات الكيفيّة للرّغبة  عرض الاضطرابات الكمّية لها مع  التّركيز  على ضحالة الرّغبة "  Déficience du désir"  التي قد تتحوّل عند فقدها أو قصورها إلى نقيض الرّغبة " anti-désire " شأن حالات النّفور الجنسي " Aversion sexuelle " الرّهابي أو اللاّرهابي.

     يتم تشخيص النّفور الجنسي الرّهابي عندما يحدث الجنس حالة  خواف ورعب بصفة دائمة ، ملحّة و لاعقلانية، مترتّبة عنه استجابة تجنّبيّـة. فقد تنتشر الوضعية الرّهابية "l’attitude phobique " لتشمل كلّ ما يتعلّق بالسّلوك الجنسي ، إلي درجة  يكون استباق الفعل الجنسي كافيا لإحداث حالة قلق حاد فعند مجابهة منبّه رهابي جنسي تنتاب الشّخص حالة خواف تؤدّي إلى  هلع حقيقي "Etat de panique" (افتراض وجود بنية عصابيّة للشّخصيّة في مثل هذه الحالات يعدّ شديد الإحتمال).

     تكون الرّهابات الجنسيّة شاملة معمّمة أحيانا ونوعيّة جزئيّة أحيانا أخري شأن رهاب الأعضاء التّناسليّة، رهاب الحيوان المنوي، رهاب الإفرازات المهبليّة، رهاب الاتّصالات الفمتناسليّة، رهاب الإيلاج.

     في حالات النّفور الجنسي اللاّرهابي  يحدث الجنس (سواء  بصفته الشّاملة أو الجزئيّة ) حالة تقزّز و اشمئزاز دون  شعور بالخوف أو الرّعب.و تعتبر ضحالة الرّغبة الجنسيّة  "l’appauvrissement du désir sexuel "  أكثر أشكال اضطرابات الرّغبة  انتشارا في المعايدة النّفسجنسيّة " Consultation psychosexologique "، خاصّة عند المرأة ذلك أن الرّجل أكثر ميلا إلى إخفاء ضحالة رغبته الجنسيّة خاصّة إذا كانت كفاءاته الجنسيّة الفسلجيّة سليمة مثل الانتصـاب " l’érection " و القـذف    " l’éjaculation ".

     يتمّ تشخيص "عوز الرّغبة الجنسيّة المعمّم "عندما تنعدم الرّغبة الجنسيّة الغيريّة بصفة تامّة. في حين أنّ عوز الرّغبة الجنسيّة قد يأخذ شكلا انتقائيّا عندما تنحصر الرّغبة  الجنسيّة  (على مستوي المخيّلة والصّور الذّهنيّة) علي شريك واحد.

     إنّ العلاقة بين الرّغبة الجنسيّة و الهوامات الجنسيّة تعدّ علاقة تفاعليّة  فالرّغبة تكون أحيانا المحرّك الأساسي لنشوء أو إثراء المخيّلة الجنسيّة و الصّور الهواميّة و أحيانا أخري تكون الهوامات الجنسيّة هي المحرّك الأساسي لتشكّل الرّغبة الجنسيّة، فهي مستحثّة من خلال المخيّلة و الصّور الذّهنيّة الجنسيّة، لكن تتعطّل أحيانا وظيفة الهوامات الجنسيّة المتمثّلة في استثارة الرّغبة وإثرائها لتتحوّل بدورها إلي "مكوّن شبقي" كافية بذاتها لإحداث "الشّبق الجنسي" فيتحوّل "الخيالي" أو "الهوامي" إلى منطقـة شبقيّـة نفسـداخليّة " Zone érogène intrapsychique". خلافا لهذا فإن العجز أو الإخفاق في تصوّر الهوامات المشبقة " Fantasmes érotique" يعدّ مسؤولا عن ضحالة الرّغبة الجنسيّة و اضمحلال الوظيفة الجنسيّة  الفسلجيّة (كريبولت و دازيني 1987) و مؤشّرا على عوز التّفكير العمليّاتي "Pensée opératoire" في استيعاب المشاعر و العواطف الجنسيّة وعقلنتها. ونظرا لكثرة الحالات التي  يكون فيها  المخيالي " l’imaginaire" ضحلا في كلّ ما يتعلّق بالجنسي"Le sexuel " فإنّي أرجح فرضيّة وجود عمليّة دفاعيّة لا شعوريّة لكبت الهوامات الجنسيّة وأستبعد فرضية "التّفكير العملياتي"  العاجز عن عقلنة العواطف والأحاسيس الجنسيّة.

 

6.2  ضحالة المخيّال الشّبقيّ : l’imaginaire érotique hypo-actif

     يمكن اعتبار ضحالة المخيّال الشّبقيّ اضطرابا نفسجنسيّا مستقلا بذاته نظرا لأنّ عوز الرّغبة الجنسيّة يتوازى مع ضحالة الصّور الذّهنيّة و الهوامات الجنسيّة الشّبقيّة . إلاّ أنّ بعض الأشخاص نجدهم يحتفضون برغبات جنسيّة نشطة مستحثّة بأنماط متنوّعة من الاستثارة الحسّية والحواسيّة (بصريّة، لمسيّة،كلاميّة، شمّية …) رغم أنّهم  يتميّزون بضحالة  الهوامات الجنسيّة " Fantasmatique  sexuelle "

 

6.3  اضطراب الاستثارة الجنسيّة :  " Troubles de l’excitation sexuelle "

     إذا اعتبرنا أن الرّغبة الجنسيّة و المخيال الجنسي ينتميان إلى "المجال النّفسداخلي" "le champ intrapsychique" وأن الاستثارة الجنسيّة تنتمي إلى " المجال النّفسفسلجي"  "psychophysiologique champ Le" حيث يكون الجسد مجال تعبير التّهيّج الجنسي المتمثّل أساسا في انتصاب العضو الذّكري " érection pénienne " عند الرّجل والابتلال المهبلي " lubrification vaginale " عند المرأة ،  تعدّ هذه التّفاعلات الجسميّة  أهمّ المؤشّرات النّوعية للاستجابة الجنسيّة حتّى و لو كانت مجرّد منعكسات  تّناسليّة لامتعيّـة " Réflexes anahédonique "، خالية من أيّة قيمة شبقيّة.

     لقد صنّف كلاسيكيا كلّ من ضعف الانتصاب عند الرّجل و البرود الجنسي عند المرأة بصفة متفرّقة ، حيث تمّ تشخيصهما علي أنّهما اضطرابين منفصلين و مستقلّين عن بعضهما . إلاّ أنّ تعريفهما في التّصنيفات النّفسجنسيّة التّقليديّة يبقي مرتبكا و مزدوجا ، فهو يعني أحيانا الخدار الجنسي "Anesthésie sexuelle" و أحيانا أخرى فقد القدرة الشّبقيّة "Incapacité d’érotisation" أو العجز الإيغافي (الإنعاضي) " Anorgasmie" .

     في هذا السّياق نشير إلى أن المرأة الباردة جنسيّا (كذلك الرّجل العاجز جنسيّا) تكون عرضة لوصمة التّفرقة و التّحقير" stigmatisée " كأنّها حاملة لمرض معد شأنها شأن المرأة التي تعاني من الهوس الشّبقي "Nymphomane"، و من المفارقات أن نجد هذا في المجتمعات التي تهمّش الوظيفة المتعيّـة للجنس "La fonction hédonique" على حساب الوظيفة التنّاسليّة.

مازال يصنّف العجز الجنسي الذّكوري و بصفة أخصّ عجز الانتصاب، كتشخيص مستقل بذاته في التّصنيفات السّريريّة التّقليديّة لكونه يمثّل  أهمّ مؤشّر لتقييم تدنّي الاستثارة الجنسيّة " Déficit de l’excitation sexuelle" ، لكنّي لا أعتبره كافيا بمفرده لأن يكون مؤشّرا  على تدهور الاستثارة الجنسيّة "  Défaillance de l’excitation sexuelle " ، خاصّة عندما يكون عجز الانتصاب ذو منشأ نفساني (قد يكون كافيا لوحده للدّلالة على تدهور التّهيّج الجنسي في حالات العجز العضوي).

     في هذا الإطار نشير إلى أنّه  قد تمّت مراجعة كلّ من البرود الجنسي " Frigidité" و عجز الانتصاب" Impuissance " منذ صدور " الدّليل الإحصائي و التّشخيصي الثّالث المراجع " للجمعيّة الأمريكيّة للطّب النّفسي و تمّ إدراجهما ضمن اضطرابات الاستثارة الجنسيّة عند المرأة و اضطرابات الانتصاب عند الرّجل ( على أن  تحدّد  إن كانت ذو منشأ عضوي ).

 

 6.3.1البرود الجنسي الأنثوي  "  La frigidité  "

     إن  مصطلح العجز الجنسي  " L’impuissance sexuelle " يتمثّل عند المرأة بـ "عجز الإبتلال المهبلي " و عند الرّجل بـ"عجز الانتصاب" " Impuissance érectile  " و نظرا  لـ"الثّناشكليّة الجنسيّة" "Dimorphisme sexuel" فإنّي أعتبر أن مصطلح البرود الجنسي الأنثوي  " Frigidité " الذي أعرّفه بـ "عدم قدرة التّهيّج الجنسي" لم يفقد بعد قيمته  العلميّة ومازال صالحا للاستعمال في علمنفسجنسي.

يكون "البرود الجنسي معمّما" عندما تعجز جميع المنبّهات (سواء كانت هواميّة، استمنائيّة أو جنسيّة غيريّة) على إثارة التّهيّج الجنسي، و عندما لا تتوصّل المرأة إلى الاستثارة الجنسيّة  إلاّ بممارسات استمنائيّة و تعجز عن ذلك في إطار علاقة جنسيّة غيريّة. أماّ "البرود الجنسي العلائقي" فيكون انتقائيّا إذا كان باستطاعة المرأة الإستجابة للاستثارة الجنسيّة مع أشخاص   دون آخرين (شأن الزوّج مثلا عند انعدم توافق المشاعر و تنافر الطّباع ). قد نجد  أنماطا أخرى من البرود الجنسي الأنثوي تكون أسبابها   سواء عضويّة بحتة أو نفسانيّة بحتة أو مختلطة عضويّة-نفسانيّة  .إنّ تحديد منشأ البرود الجنسي (نفسي/عضوي/نفسعضوي) منذ بداية الفحص أمر في غاية الأهمّية للتّوصّل إلى تشخيص سليم.

 

6.3.2  عجز الانتصاب النّفساني : " Impuissance érectile psychogène "

     إنّ  عجز الانتصاب النّفساني بالنّسبة للرّجل  يعكس  اضطراب الاستثارة الجنسيّة ، شأنه شأن البرود الجنسي الأنثوي قد يكون  معمّما، علائقيّا أو انتقائيّا.

 

6.3.3          الاستثارة الجنسيّة الكاذبة : " Pseudo-excitation sexuelle "   

      من خلال التّقييم السّريري يبدو أنّه من الأهمّية الأخذ بعين الاعتبار الأحاسيس  والمشاعر الذّاتية  "les sensations subjectives " المتزامنة مع الإستجابة التّناسليّة، إذ يتمّ تشخيص "الاستثارة الجنسيّة الكاذبة" عند انعدام  مشاعر الإحساس باللّذّة الجنسيّة مع وجود استجابة تناسليّة فسلجيّة سليمة (انتصاب لامتعيّ " érection anahédonique  " و ابتلال مهبلي لامتعيّ " lubrification vaginale anahédonique" ).

 

6.4 الاضطرابات الإيغافيّة (الإنعاظيّة)  " Troubles orgastiques "

     عندما يصل التّهيّج الجنسي إلى مستوى الاستثارة القصوى يتحقّق الإيغاف (الإنعاظ) ممثّلا ذروة الحالة الشّبقيّة . تصنّف الاضطرابات الإيغافيّة إلى اللاّإيغافيّة (اللاّإنعاظيّة) "Anorgasmieالإيغافيّة الكاذبة :" Pseudo-orgasmieخلل الإيغافيّة : "Dysorgasmie "

 

6.4.1 اللاّإيغافيّة (اللاّإنعاظيّة) :  "Anorgasmie"

     تحدث اللاّإيغافيّة عند انعدام الإيغاف فتكون  أوّليّة "Anorgasmie primaire "  عند غيبة الإيغاف بصفة مطلقة في كامل مراحل الحياة الجنسيّة، و ثانوية  "Anorgasmie secondaire "  عند غيبة الإيغاف في مرحلة معيّنة من الحياة الجنسيّة.

6.4.2   الإيغافيّة الكاذبة :" Pseudo-orgasmie "

     إنّ الإيغافيّة الكاذبة تعدّ أكثر الإظطرابات النّفسجنسيّة انتشارا و أكثرها جهلا في المعايدة النّفسجنسيّة و ذلك لأنّ المظاهر الفسلجيّة للإيغاف (التّقلّصات المهبليّة “contractions vaginales ”  ، دفق المني "Ejaculation ") تكون موجودة  و لكنّها  غير مصحوبة بـ"إحساس المتعة الشّبقي"و في هذا الإطار يتمّ إدراج  "استجابة التّهيّج الجنسي" المحدثة  باستثارات فسلجيّة جزئيّة.

 

6.4.3   خلل الإيغافيّة : "Dysorgasmie "

     تتميّز العلاقة الجنسيّة السّويّة بتزامن الإيغاف مع الإستثارة الجنسيّة القصوى، لكن قد يختل هذا التّزامن أحيانا و يحدث الإيغاف سواء بصفة مبكّرة أو متأخّرة، محدثا "خلل الإيغافيّة"، فعندما يسبق الإيغاف حالة الاستثارة القصوى يحدث "الإيغاف المبتسر أو المبكّر" " orgasme prématuré ou précoce "  وهو أكثر مشاهدة عند الرّجل ( يقابله في التّصنيف  المعتمد على الاستجابات الفسلجيّة "الدّفق المبتسر أو المبكّر" " éjaculation prématuré ou précoce " .و عندما يتحقّق الإيغاف بعد الإستثارة الجنسيّة القصوى وخارج نطاق التّحكّم الإرادي يحدث "الإيغاف المتأخّر"  " Orgasme retardé ".

 

5-6 الجناسات الإيلاجيّة (العصابات الجنسيّة الإيلاجيّة) :  "Sexoses coïtales  "

     اهتمت التّصنيفات النّفسجنسيّة  الحديثة بخلل الوظيفة الجنسيّة ، سواء كان الخلل شاملا لكل مظاهر النّشاط الجنسي أو منحصرا في العلاقة الإيلاجيّة ، و من أجل تصنيفا أكثر وضوحا نرى ضرورة جمع  الاضطرابات التّالية ضمن مجموعة  الجناسات الإيلاجيّة : عوز الشّبقيّة الجماعيّة ، تشنّج المهبل، عجز الإيلاج  (عجز الجماع)  و أنماط أخرى من الجناسات الإيلاجيّة.

6.5.1  عوز الشّبقيّة الإيلاجيّة (الجماعيّة ):" Hypo-érotisme coïtal  "

     يتميّز عوز الشّبقيّة الإيلاجيّة (الجماعيّة ) بقصور توظيف العلاقة القضيبمهبليّة " Relation pénovaginal " سواء على مستوى المخيّلة (الصّور الذّهنيّة) أو على مستوى الواقع.

 

3/6.5.2  تشنّج المهبل "Le vaginismeعجز الإيلاج (الجماع) "L’impuissance coïtale":

      إن عجز الإيلاج (عجز الجماع )"Impuissance coïtale  " و تشنّج المهبل " Vaginisme " يمثّلان أكثر الجناسات الإيلاجيّة يسرا في تحديدهم ، نظرا لأعراضهم  الفسلجيّة الواضحة و المتمثّلة في غياب الانتصاب بالنّسبة للرّجل و تشنّج انعكاسي لا إرادي للعضلات المحيطة بالمهبل بالنّسبة للمرأة.

 

6.5.4    أنماط أخرى من الجناسات الإيلاجيّة :

     إن ألم الإيلاج النّفساني "Coïtalgie psychogène ( dysparéunie )" إضافة إلى اللاّإيغافيّة وإلى خلل الإيغافيّة الإيلاجي (الإيغاف المبتسر أو المتأخّر) تكملان الجدول التّصنيفي للجناسات الإيلاجيّة.

 

III    الاضطرابــات البيجنسيّــــة : " Les dysphories intersexuelles"

 

     يهتمّ علم النّفس الجنسي (كعلم مختص بدراسة السّلوك الجنسي ) بنوعيّة العلاقة مع الجنس الآخر و بالتّفاعلات البيجنسيّة ،  فالجنس المخالف قد يكون محبوبا "aimé " ، متأمثلا " idéalisé "، مبغوضا  " haï "، محتقرا "  méprisé"، مخشيا " redouté "و متجنّبا" évité ". كما أنّ بعض الصّفات الخلقيّة (سواء كانت متقبّلة أو منكرة) قد تكون دافعا للرّغبة الجنسيّة ، للاشتهاء، للغيرة، للكره و للخشية ( بعض هذه التّفاعلات العلائقيّة البيجنسيّة تشاهد في إطار السّوائيّة الجنسيّة ).

     إنّ المواقف السّلبيّة تجاه الجنس الآخر سواء كانت كرها و بغضا " haine " أو خشية و توجّسا  " méfiance" تندرج ضمن إطار الاعتلالات النّفسجنسيّة " psychopathie sexualis " التي نعبّر عنها بـ "الاضطرابات البيجنسيّة" وذلك للإشارة إلي الاضطرابات العلائقيّة مع الجنس الآخر.

 

1.الرّهاب الغيري :" Hétérophobie "

     يحدث الرّهاب الغيري عندما يسيطر الخوف من الجنس الآخر بصفة مبالغة  تصل أحيانا إلى بغض النّساء"misogynie "  عند الرّجل وإلى بغض الرّجال " misandrie " عند المرأة . إن فكّ رموز هذا الاضطراب ليس بالأمر اليسير ذلك أنّ مشاعر الخشية و البغض يمكن أحيانا طمسها و إخفاءها ظاهريا بـ"مواقف اللاّمبالاة " attitudes d’indifférence " أو بالتّمويه ، ولكنّها تبرز بصفة جليّة في الأحلام و بعض السّلوكات اللاّواعية. إن الخشية من إقامة علاقة حميميّة نفسـعاطفيّة مع الجنس الآخر تعتبر المظهر الأكثر جلاء و وضوحا للرّهاب الغيري وفي هذا الصّدد نشير إلى أن بعض الأزواج " les couples " لم تعرف علاقتهم مشاركة وجدانية حقيقية لوجود كراهية متبادلة غير معلّنة، فالمشاعر الدّاخليّة تبقى مخفيّة، مطموسة، لامعبّرة و غير قابلة للنّفاذ (لانفوذيّة)، فكلّ من الرّجل و المرأة (لخوفهم وخشيتهم من الارتباط العاطفي و الوجداني) يكتفون بعلاقة  سطحيّة ضحلة لا تتعدّي فيها اهتماماتهم المشتركة  أكثر من متابعة مجريات الحياة العادية "les banalités de la vie courante "، في حين  أنّ أزواجا آخرين لا يستطيعون  إقامة علاقة دائمة  لخوفهم وخشيتهم من استحواذ  الآخر عليهم و فقدهم خصائص هويّتهم الشّخصيّة.

     إنّ الرّهاب الغيري العاطفي " Hétérophobie affective " تصاحبه أحيانا خشية و خوف من الحميميّة التّناسليّة " intimité  sexuelle  " فيتحوّل إلى رهاب غيري تناسلي" Hétérophobie génitale "متمحورا حول العلاقة الإيلاجيّة " la relation coïtale ". إن خشية الجنس الآخر  تؤدّي إلى تصرّفات تجنّبيّـة " conduite d’évitement  " و تحدث أحيانا استجابات عدائيّة (خاصّة عند الرّجل)، شأن المغتصب الغيري الذي يظهر نزعته الرّهابية تجاه المرأة " gynephobie " من خلال سلوكه العدواني التّحطيمي.

     إن المبالغة في كراهيّة الجنس الآخر تعود جذوره عادة إلى الصّورة الذّهنية الوالديّة الأولى" imago parentale "، فالرّجل  قد يبغض المرأة إذا لم يتمكّن من استدماج " introjecter " الموضوع الأمومي بشكل كاف حتّى  يكون موضوعا حسنا أو إذا احتفظ بقطيعة بدائيّة  " clivage archaïque " بين الأم الطيّبة" la bonne mère " و الأم السيّئة " la mauvaise mère "، متجاهلا صفات  أمّه السيّئة ليسقطها لاحقا على  جميع النّساء. كما نلاحظ عند المصاب بالرّهاب الغيري مع بغض المرأة " hétérophobe misogyne  " ما يسمّى بـ "فجوة الأم" " creux de mère " بصفة جليّة واضحة ، فكأنّه يحمّل النّساء جميعا مسؤوليّة "إحباطه الأوّلي" " frustration initiale ". إن" بغض النّساء" بالنّسبة للجنوسي يعتمد أساسا احتفاضه على الأم كموضوع "كلّه حسن" " objet tout bon " و من ثمّ  تكون كافّة النّساء سيّئات "كلّهن سيّئات"  " toutes mauvaises "(ما عدا أمّه ).

     إنّ الصّفات الأنثويّة قد تكون أحيانا مصدرا حسد الرّجل للمرأة شأن قدرتها على الإغراء والغواية  أو وظيفتها الأموميّة ، إذ تستحوذ عليه رغبة امتلاك هذه الصّفات دون ميلا للتّماهي الأنثوي أو للتّحوّل الجنسي الأنثوي .

     إن بغض الرّجال " la miso-andrie "يحدث نتيجة عدم استدماج المرأة الموضوع الأبوي كـ"موضوعا حسنا" و ذلك سواء لغياب الأب أو لأنّه قد همّش و حقّر و جرّد من نرجسيّته من طرف أمّ مسيطرة ، إن كره الرّجال غالبا ما يتوازى عند الأنثى مع رغبة امتلاك الصّفات الذّكورية.

     قد تكون بعض حالات "بغض الرّجال" مقنّعة عند المرأة وتبرز بشكل مموّه ،  و لنا أن نذكر في هذا  الصّدد تحامل بعض النّساء المحسوبات من أنصار الدّفاع عن حقوق المرأة بشكل مفرط على الرجال ، مبرّرين هذا السّلوك بالاضطهاد التي تعرّضت له المرأة عبر تاريخها من طرف الرّجل ! و لكن إذا سلّمنا جدلا بصحّة هذه الفرضيّة ،كيف نفسّر  أنّ فئة قليلة فقط من النّساء  تحرّكت بهذا القدر الكبير من العنف  تجاه الرّجل؟ إجابة عن هذا نكتفي بالتّذكير أنّ خلف الظّاهرة الاجتماعية تكمن دوما السّيرة الذّاتية  و تاريخ الشّخصية!

 

IV اضطرابــات الحيــاة العاطفـــــيّة  :  Désordres de la vie amoureuse

 

1.  عجز التّوظيف العشقي  : " Inaptitude à l’investissement amoureux "

     إنّ فضل عاطفة الحب على الإبداع في جميع مجالاته لا يضاهيه فضل أيّة عاطفة أخري (خاصّة في عصرنا الرّاهن ). إن الحب في حاجة أن يتغنّى به أن يحكى عنه، أن يصرّح به و أن تنظّم الأشعار من أجله، إن كلمة الحب  قد تحمل على أكثر من معنى، ولكنّ جلّ معانيها تكاد تتّفق  إلى كونها تمثّل"رابطة قوّية تجمع شخص بآخر إلى درجة الاندماج العاطفي-الجنسي الشّامل" ، فالعاشق المتيّم، المفتون بحبيبته،  يقحمها في مخيّلته و يضفي عليها الصّفات المثالية "l’idéalise" إلى درجة  تصبح بالنّسبة  له ضرورة عاطفيّة على مستوي الواقع   و الأم المثاليّة المجنّسة " la mère sexualisée "على المستوى الرّمزي. لكن هذا "الحب-العشق" "Amour-passion " قد يكون أفلاطونيا بحتا، ممثّلا حالة العشق الغرامي اللاّجنسي" désexualisée " الذي يعتبر حالة نكوصيّة و شكلا مكرّرا للعلاقة البدائية مع الأب أو الأم.

 

2.الزّهوّ العشقي المتكرّر: "Elations amoureuses à répétition "

     إذا تميّز السّلوك الجنسي  بالانغماس  في الزهوّ العشقي بشكل  متكرّر لامنحبس  يكون مؤشّرا  عارضي" symptomatique  " لاضطرابات وجوديّة عميقة في الشّخصيّة. فعندما تأخذ حالة " العشق-الغرام " شكل الإدمان (إدمان العشق "addiction amoureuse") تصبح "الوضعيّة العشقيّة" " L’état amoureux" في مرتبة أهمّ من "الموضوع المعشوق"  " L’objet amour".

 

3 . هوس العشق  (تناذر كليرمبولت) : "( Syndrome de Clérambault ) Erotomanie "

     في حالات العشق يتقلّص الواقع و يستحوذ  "الكائن المحبوب"  " L’être aimé" على كامل الوعي ، فالمحب يعتبر  المحبوب علّة وجوده و لا يستطيع إدراك معنى للوجود خارج نطاق المعشوق فكلّ مبتغاه  أن يقاسمه المحبوب حقيقة مشاعره وأحاسيسه . إن الغرام العشقي  يتطوّر نحو الانطفاء سواء في غياب المتعة الشّبقيّة أو الإفراط اللاّمتناهي في المتعة الشّبقيّة.

     تتجاوز أحيانا حالة العشق-الغرام حدود السّواء و تأخذ شكلا هذيانيّا. شأن "الهوس العشقي" في حالات "الذّهان الغرامي" " psychose passionnelle " ( أكثر انتشارا عند المرأة)، حيث تسيطر على الشّخص قناعة هذيانيّة مفادها أن شخصا ذائع الصّيت و ذو شهرة قد وقع في غرامه، وتتطوّر الحالة العشقيّة حسب مراحل (كليرمبولت "1942" ) تكون أوّلها "مرحلة الأمل"، يعتقد فيها الهذياني أن المحبوب يبادله نفس المشاعر فيسعى إلى التّواصل معه بجميع الوسائل مؤوّلا جفوته و عزوفه عنه كأدلّة تعزّز موضوعه العشقي فهو تارة يتدلّل عليه و أخرى يتجنّب الواشين والعذّال  إلخ…، وآخر هذه المراحل "مرحلة الخيبة"  فبعد سنوات من محاولات الوصال  الفاشلة يحوّل الهذياني العاشق مشاعر الحب إلى مشاعر بغض و يصبح يشكّل خطرا على المحبوب/المكروه .

     أحيانا يبقي  الهذيان العشقي  كامنا  و سرّا من الأسرار الخاصّة  للهذياني ، ساعيا إلى عدم البوح به رغم قناعته الهذيانية الرّاسخة بها لأسباب واهية، فتارة خوفا على مكانة المحبوب و أخرى أن الظّرف مازال غير مناسب للإعلان إلى غير ذلك من هذه الأسباب .

 

4 . الغيرة الجنسيّة المرضيّة : " La jalousie sexuelle morbide "

     تدخل "الغيرة الجنسيّة المرضيّة"  في إطار إمراضيّات الحياة العاطفيّة سواء كانت هذيانيّة أم لا، فـ"الغيّور الهذياني" " le jaloux délirant "(غالبا ما يكون رجلا) يشكّ  دائما في إخلاص شريكته له  فكلّ تصرّف تأتيه هو دليل خيانتها الواضحة الذي لا لبس فيه ولا يبقى له إلا اعترافها الصّريح أو القبض على الشّريك الخائن حتى يعلن على رؤوس الملأ خيانتها ! وبما أنّ الشّريك الخائن أذكي من أن يقع في فخّ الهذياني الغيور، لا يبقى أمامه من حلّ سوى افتكاك اعترافها تحت التّهديد ، مسلّطا عليها أقصى أشكال  العنف البدني لتعترف بخيانتها !

     على المستوى الذّهاني يكون  "هذيان الغيرة" ستارا يخفي جنوسيّة كامنة (فرويد 1922)، أماّ على المستوى العصابي فتـكون الغيرة المرضيّة نتيجة إحساس الشّخص أنّه ليس أهلا لإخلاص شريكه الجنسي .فهو و إن كان يشكّ بصفة مستمرّة في إخلاص الآخر ، لكنّه أكثر وعيا و إدراكا من  الغيور الذّهاني  بحقيقة قصوره النرجسي.

 

q      مـــلاحظات المترجـــم

 

في خاتمة هذه التّرجمة للاضطرابات النّفسجنسيّة حسب مدرسة التحليل الجنسيي أسوق الملاحظات التّالية:

 

1-   إن فقر المكتبة العربيّة النّفسجنسيّة للمصطلحات المتعلّقة بهذا الاختصاص دفعني إلى الاجتهاد في غير ما موضع، فأتى المصطلح العربي أحيانا مناسبا وأحيانا أخرى مربكا في حاجة إلى مزيد الدّقّة و التّقصّي الأمر الذي دفعني إلى عرض المصطلح الفرنسي إلى جنب المصطلح العربي حتى يتمكّن القارئ من إدراك معنى المصطلح و تقييم محاولة ترجمته، قد أكون وفّقت أحيانا و أخطأت أخرى. ولكنّها تبقى محاولة في حاجة إلى أن تتبعها محاولات أخرى حتى يقع تطويع المصطلح العربي إلى الاختصاص العلمي.

 

2-إن أهميّة هذا التّصنيف تكمن في أصالة عرضه للاضطرابات النّفسجنسيّة وتبويبها، ولكنّه يبقى في حاجة إلى قراءة نقديّة متأنّية ، فقد لا أتّفق مع الأستاذ كريبولت في بعض النّقاط كتصنيفه الجنوسيّة المتنافرة مع الذّات اضطرابا نفسجنسيّا في حين يلغي المتوافقة منها مع الذّات كاضطراب و إن كنت لازلت أعتبر أن الجنوسيّة اضطرابا نفسجنسيّا سواء منها المتوافقة أو المتنافرة مع الذّات ( رغم حذفها من الدّليل التّشخيصي و الإحصائي الأميركي)، كما أنّ اعتباره "انحصار الرّغبة الجنسيّة على شريك واحد" على مستوي المخيّلــة شكلا من أشكال عوز الرّغبة الجنسيّة الانتقائي في حاجة إلى مزيد التفصيل و التّدقيق .

 

 ومهما كان نقدي لهذا التّصنيف فإنه لا يفقده قيمته العلميّة وأصالته المنهجيّة.

 

q      المراجــــع   Bibliography/ Bibliographie / 

 

1-       CREPAULT C. Protoféminité et développement sexuel : essai su l’ontogénèse sexuelle et ses vicissitudes. Presses de l’Université du Québec. Sillery. 1986.

2-       CREPAULT C. La non-intégration des érotismes fusionnel et antifusionnel : un désordre sexuel négligé. Contracept. Fertil. Sex. 1991.19.2.181.187.

3-       CREPAULT C. BUREAU J. La sexose : une nouvelle entité clinique. Cahiers de sexologie Clinique. 1976.2.4.352-353.

4-       CLERAMBAULT  G. de –Les psychoses passionnelles. In Oeuvres. Pp. 311-455. Presses Universitaires de France. Paris. 1942.

5-       DSM-III-R. (Diagnostic and statistical manual of mental disorders). American Psychiatric. Association. Washington. 1987.

6-       FREUD S- Sur quelques mécanismes névrotiques dans la jalousie, la paranoïa et l’homosexualité. In Névrose. Psychose et perversion. Pp. 271-281. Presses Universitaires de France. Paris. 1922.

7-       GUYON. R.The ethics of sexual acts. Alfred Knopf. New York. 1948.

8-       KRAFFT-EBINGR. Psychopathia sexualis. Payot. Paris. 1963. 1882 orig.

9-       MONEY J. LAMACZ    M. – Gynemimesis and gynemimetophilia : individual and cross-crultural manifestations of a gender- copying strategy hiherto  unnamed. Comprehensive Psychiatry. 1984.25.4 .392-403.

10-     PASINI W. CREPAULT C. –L’imaginaire en sexologie clinique. Presses Universitaires de France. Collection Nodules. Paris. 1987.

11-     STOLLER R.J.-La perversion : forme érotique de la  haine. Payot. Paris. 1987.

 

 

سعيا وراء ترجمة جميع صفحات الشبكة إلى الإنجليزية و الفرنسية نأمل من الزملاء الناطقين بالإنجليزية و الفرنسية المساهمة في ترجمة هذا البحث و إرساله إلى أحد إصدارات الموقــع : الإصــدار الإنجليــزيالإصــدار الفرنســي

 

Document Code OP.0021

PsychoSex-Class 

ترميز المستند OP.0021

 

Copyright ©2003  WebPsySoft ArabCompany, www.arabpsynet.com  (All Rights Reserved)

 

 

تـقـيـيــمــك لهــذا البحــث

****

  ***

**

*